ويحاول السيسي، عبر أذرعه، استمالة فلول نظام حسني مبارك، للاستفادة منهم في إعادة إنتاج نظام الرئيس المخلوع في الحكم، فضلاً عن عدم تحرك هذه الكتلة ضده.
وتمكن النظام المصري الحالي من استمالة بعض فلول مبارك، وترشح بعضهم في انتخابات مجلس النواب الماضية، سواء عبر أحزاب موالية للنظام الحالي أو في قوائم "في حب مصر" التي تشكلت بمعرفة أجهزة أمنية، والتي تحولت إلى ائتلاف "دعم مصر" صاحب الأغلبية في البرلمان.
وظهر علاء وجمال في مباراة كرة القدم بين مصر وتونس في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، فضلاً عن التواجد في عزاء والد لاعب كرة القدم محمد أبو تريكة. ويضاف إلى ذلك، الظهور في مناسبات عامة عدة.
وبحسب مراقبين، فإن جمال وعلاء لا يحق لأي منهما الترشح إلى انتخابات الرئاسة المقبلة في 2018، لاتهامهما في قضية مخلّة بالشرف، ويحظر عليهما مباشرة حقوقهما السياسية إلا بعد مرور نحو 6 سنوات، وتقديم طلب برد الاعتبار.
وكشفت مصادر خاصة عن تلقي علاء وجمال مبارك رسائل من نظام السيسي بضرورة وقف أي تحركات والظهور المتكرر في مناسبات عدة، باعتبارها مغازلة للشعب، في وقت تراجعت شعبية السيسي.
وقالت المصادر نفسها، في حديث مع "العربي الجديد"، إن عدداً من المقربين من علاء وجمال أكدوا في تصريحات إعلامية أنهما لا يسعيان إلى دور سياسي في المستقبل، وهو رد على الرسائل من النظام الحالي.
وأضافت أن السيسي يقلق من جمال وعلاء، خصوصاً بعد فشله في إدارة الدولة بشكل كبير، وتلاحُق الأزمات الاقتصادية والغلاء.
وعلى الرغم من أن علاء وجمال لا يحق لهما الترشح في انتخابات الرئاسة 2018، إلا أن السيسي، وفقاً للمصادر نفسها، يخشى من إعادة توحيد رجال الحزب الوطني المنحل تحت قيادة علاء وجمال، وبالتالي دعم ترشح بعضهم في انتخابات المحليات المقبلة – لم يحدد موعدها بعد – أو دعم أي مرشح رئاسي منافس للسيسي في 2018.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذه الرسائل تزامنت مع ما تردد عن ضخ علاء وجمال أموالاً في سبيل رفع المعاناة عن كاهل المواطنين بعد غلاء الأسعار.
وأوضحت أنه بغض النظر عن صحة ما يتردد من عدمه، ولكن مجرد خروج هذا الكلام يثير قلق السيسي، حتى لا تظهر الصورة أن علاء وجمال يريدان التخفيف من الأعباء المعيشية وهو يزيد من أوجاع المواطنين بارتفاع الأسعار وتردي مستوى المعيشة.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر سياسية عن تحركات لرجل الأعمال وأمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل، أحمد عز، لتجميع فلول مبارك ودعمهم في انتخابات المحليات المقبلة، في مواجهة قوائم السيسي.
من جهته، قال الخبير السياسي محمد عز، إن تحركات علاء وجمال مبارك والظهور في المناسبات العامة تشير إلى وجود رغبة في التواجد مرة أخرى على الساحة، ولكن ربما ليس على المدى القريب المنظور.
وأضاف عز في حديث مع "العربي الجديد"، أن السيسي يخشى من ظهور أي شخص ينازعه، إذ إن أخبار ظهور علاء وجمال تحظى بمتابعة وتعليقات كبيرة سواء بالموافقة أو الرفض، ولكن كل ظهور لهما تصاحبه ضجة كبيرة.
ولفت إلى أن السيسي تراجعت شعبيته بشكل كبير ويتخوف من أي ظهور لشخصيات عامة تنازعه مكانته كرئيس جهورية، وهو الحال بالنسبة للمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق والرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة، وغيرهما من الشخصيات التي تردد عزمها على الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وعلى الرغم من أن جمال وعلاء محرومان من حقوقهما السياسية، يرى عز أن هذا لا يكفي للسيسي، وهذه هي شخصيته التي ظهرت في عدة مناسبات، فهو لا يقبل إلا أن يكون الشخصية المحورية في كل شيء، ويتدخل بما هو أقل من منصب رئيس الجمهورية، وتنتج عنه أخطاء كبيرة تؤثر سلباً على صورته.