لم تخرج التحركات السياسية، خلال اليومين الأخيرين، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، عن سياق محاولة تهدئة الأوضاع واحتواء التوتر القائم قدر الإمكان، وهو ما بدا في تحركات أميركية، خصوصاً في ظل بوادر توجّه لمقاطعة زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، سواء من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو من قبل شيخ الأزهر أحمد الطيب، في موازاة تجنّب إسرائيل إصدار تصريحات استفزازية. فيما لم يتمخّض عن الاتصالات العربية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي قرار رسمي ضد الولايات المتحدة. كذلك لم تتخذ القيادة الفلسطينية أي قرار متقدّم حتى الآن رداً على إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان موقفها الأبرز التلويح برفض استقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي يزور فلسطين بعد أيام.
في موازاة ذلك، حملت المواقف التي أطلقت خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، التي عقدت أمس لبحث التطورات بشأن القدس، رسالة واضحة لجهة خطورة التحرك الأميركي مع التأكيد على ضرورة للتهدئة. فقد حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من خطر حدوث تصعيد عنيف، مشدداً على أن وضع القدس يتقرر في المفاوضات النهائية. كذلك أعلن المندوب الفرنسي، فرانسوا ديلاتر، أن بلاده لا تعترف بسيادة إسرائيل على القدس. وكان السفير البوليفي في الأمم المتحدة، سيرفيو لورينتي سوليف، قد حذر قبل الجلسة من أن يصبح مجلس الأمن "مكاناً محتلاً"، إن لم يتم الرد على الخطوة الأميركية التي تخرق قرار مجلس الأمن. لكن جميع هذه التحذيرات لم تجد صدى لدى المندوبة الأميركية نيكي هايلي التي خصصت جزءاً من كلمتها للدفاع عن قرار ترامب وتكرار لازمة التزام واشنطن بعملية السلام، قبل أن تنتقل للتصويب على الأمم المتحدة واتهامها بأنها لطالما كانت من بين الأطراف الأكثر عداء لإسرائيل، على حد قولها.
وكان ترامب قد سعى لاحتواء الغضب الفلسطيني قبل إعلان قراره، وفق ما كشفت وكالة "رويترز"، التي نقلت عن مسؤولين أميركيين وفلسطينيين أن الرئيس الأميركي عندما أبلغ عباس بنيّته الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه الثلاثاء، أكد له أن هناك خطة سلام قيد الإعداد من شأنها أن تُرضي الفلسطينيين. وذكر المسؤولون أن ترامب سعى في اتصاله مع عباس إلى تخفيف أثر قراره بالتشديد على أن الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام التي يعكف على وضعها صهره جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
وفي السياق نفسه، جاء تصريح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، الذي أكد أن أي قرار نهائي بشأن وضع القدس سيعتمد على المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفاً في تصريحات من باريس أنه من غير المرجح أن تنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس هذا العام "وربما حتى ليس العام المقبل".
في موازاة ذلك، بدا أن الاحتلال لا يسعى إلى تصعيد الأوضاع، إذ اعتبر وزير إسرائيلي أمس أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل صيغ بطريقة توحي بأن هناك مجالاً لسيطرة فلسطينية في نهاية الأمر على جزء من المدينة. وقال وزير شؤون القدس زئيف إلكين، تعليقاً على عدم استخدام الرئيس الأميركي الوصف الذي يستخدمه الاحتلال حول القدس، "أعتقد أن عدم تطرقه إلى هذا في كلمته مقصود"، مضيفاً: "لقد أشار حتى إلى أن الحدود في القدس ستتحدد أيضاً خلال المفاوضات، وهو ما يفترض خيار التقسيم".
مقابل ذلك، كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" أن كل اتصالات الزعماء العرب مع عباس بعد قرار ترامب، لم يتمخض عنها أي موقف رسمي ضد الولايات المتحدة الأميركية، سواء دبلوماسياً أو اقتصادياً، وأنها "اتصالات الوقت الضائع". وتابع المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: "كل ما يقوله الرؤساء العرب حالياً، تحديداً الذين تربطهم علاقة تحالف استراتيجية مع الولايات المتحدة مثل السعودية ومصر والأردن، إنه يجب النظر إلى نصف الكأس الممتلئ من خطاب ترامب، إذ إنه ما زال متمسكاً بعملية السلام، وأكد على حق المسلمين في العبادة في الأقصى، ولم يحدد في خطابه القدس الشرقية أو الغربية، وما إلى ذلك من قراءة في الخطاب لا تُدينه ولا تتصدى له بفعل عملي".
اقــرأ أيضاً
ومع تواصل اتصالات الزعماء العرب مع عباس، فقد توجّه صباح الخميس للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في اجتماع تشاوري لتنسيق المواقف تجاه الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب الأردن، لبحث التطورات المتعلقة بقرار ترامب.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، لـ"العربي الجديد"، إن "ما كنا نسعى له قبل قرار ترامب هو الضغط عليه لوقف الإجراء، أما وقد اتخذت الإدارة الأميركية قرارها فكل ما تسعى له القيادة الفلسطينية اليوم هو تشكيل مرجعية دولية سياسية لرعاية العملية السياسية بمعزل عن الولايات المتحدة، لأن الأميركيين لم يعودوا مؤهلين لرعاية العملية السلمية، وهذا هو الموضوع الرئيسي". وحول ما تمخض من قرارات عربية حتى الآن، قال مجدلاني: "حتى الآن لم نسمع عن قرار يتعلق بمقاطعة اقتصادية أو دبلوماسية للولايات المتحدة".
على الصعيد الفلسطيني الداخلي، لم يتم اتخاذ أي قرار متقدّم حتى الآن من القيادة الفلسطينية تجاه قرار ترامب، بينما كان الموقف الأبرز ما أعلنه عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب في تصريحات صحافية، من أن القيادة الفلسطينية لن تستقبل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي طلب مقابلة عباس في 19 من الشهر الحالي في بيت لحم. هذا الأمر حذّر منه البيت الأبيض، مشيراً إلى أن إلغاء الاجتماع سيأتي "بنتائج معاكسة".
وبالنسبة إلى تحركات القيادة، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، في لقاء عقده مع الصحافيين مساء الخميس، أن "اللجنة السياسية المكوّنة من أعضاء من مركزية فتح ستجتمع اليوم السبت، فيما سيليها اجتماع لمركزية فتح، على أن تجتمع بعد ذلك مباشرة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية". وأشار إلى "أننا ندرس مع فريق من المحامين مدى إمكانية إبطال المشروع الأميركي في المحافل الدولية والمحاكم الدولية".
من جهته، كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "القيادة ستقوم بمراجعة تامة لاتفاق أوسلو، ويدعى المجلس المركزي الفلسطيني للانعقاد للتحرك على ضوء ذلك".
أما على الصعيد الخارجي، فقد تقدّمت فلسطين يوم الخميس، بشكوى لمجلس الأمن بشأن القدس ضد الولايات المتحدة. وقال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن دولة فلسطين دعت في الشكوى "مجلس الأمن إلى معالجة هذه المسألة الحرجة من دون تأخير والعمل بسرعة على الوفاء بمسؤولياته، كما طالبت المجتمع الدولي بضرورة إعادة تأكيد موقفه الواضح والقانوني بشأن القدس، ورفضه كل الانتهاكات التي تمس بهذا المركز القانوني من أي كان ومتى كان، وحثته على المطالبة بإلغاء القرار الأميركي".
في موازاة ذلك، حملت المواقف التي أطلقت خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، التي عقدت أمس لبحث التطورات بشأن القدس، رسالة واضحة لجهة خطورة التحرك الأميركي مع التأكيد على ضرورة للتهدئة. فقد حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من خطر حدوث تصعيد عنيف، مشدداً على أن وضع القدس يتقرر في المفاوضات النهائية. كذلك أعلن المندوب الفرنسي، فرانسوا ديلاتر، أن بلاده لا تعترف بسيادة إسرائيل على القدس. وكان السفير البوليفي في الأمم المتحدة، سيرفيو لورينتي سوليف، قد حذر قبل الجلسة من أن يصبح مجلس الأمن "مكاناً محتلاً"، إن لم يتم الرد على الخطوة الأميركية التي تخرق قرار مجلس الأمن. لكن جميع هذه التحذيرات لم تجد صدى لدى المندوبة الأميركية نيكي هايلي التي خصصت جزءاً من كلمتها للدفاع عن قرار ترامب وتكرار لازمة التزام واشنطن بعملية السلام، قبل أن تنتقل للتصويب على الأمم المتحدة واتهامها بأنها لطالما كانت من بين الأطراف الأكثر عداء لإسرائيل، على حد قولها.
وكان ترامب قد سعى لاحتواء الغضب الفلسطيني قبل إعلان قراره، وفق ما كشفت وكالة "رويترز"، التي نقلت عن مسؤولين أميركيين وفلسطينيين أن الرئيس الأميركي عندما أبلغ عباس بنيّته الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه الثلاثاء، أكد له أن هناك خطة سلام قيد الإعداد من شأنها أن تُرضي الفلسطينيين. وذكر المسؤولون أن ترامب سعى في اتصاله مع عباس إلى تخفيف أثر قراره بالتشديد على أن الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام التي يعكف على وضعها صهره جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
في موازاة ذلك، بدا أن الاحتلال لا يسعى إلى تصعيد الأوضاع، إذ اعتبر وزير إسرائيلي أمس أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل صيغ بطريقة توحي بأن هناك مجالاً لسيطرة فلسطينية في نهاية الأمر على جزء من المدينة. وقال وزير شؤون القدس زئيف إلكين، تعليقاً على عدم استخدام الرئيس الأميركي الوصف الذي يستخدمه الاحتلال حول القدس، "أعتقد أن عدم تطرقه إلى هذا في كلمته مقصود"، مضيفاً: "لقد أشار حتى إلى أن الحدود في القدس ستتحدد أيضاً خلال المفاوضات، وهو ما يفترض خيار التقسيم".
مقابل ذلك، كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" أن كل اتصالات الزعماء العرب مع عباس بعد قرار ترامب، لم يتمخض عنها أي موقف رسمي ضد الولايات المتحدة الأميركية، سواء دبلوماسياً أو اقتصادياً، وأنها "اتصالات الوقت الضائع". وتابع المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: "كل ما يقوله الرؤساء العرب حالياً، تحديداً الذين تربطهم علاقة تحالف استراتيجية مع الولايات المتحدة مثل السعودية ومصر والأردن، إنه يجب النظر إلى نصف الكأس الممتلئ من خطاب ترامب، إذ إنه ما زال متمسكاً بعملية السلام، وأكد على حق المسلمين في العبادة في الأقصى، ولم يحدد في خطابه القدس الشرقية أو الغربية، وما إلى ذلك من قراءة في الخطاب لا تُدينه ولا تتصدى له بفعل عملي".
ومع تواصل اتصالات الزعماء العرب مع عباس، فقد توجّه صباح الخميس للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في اجتماع تشاوري لتنسيق المواقف تجاه الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب الأردن، لبحث التطورات المتعلقة بقرار ترامب.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، لـ"العربي الجديد"، إن "ما كنا نسعى له قبل قرار ترامب هو الضغط عليه لوقف الإجراء، أما وقد اتخذت الإدارة الأميركية قرارها فكل ما تسعى له القيادة الفلسطينية اليوم هو تشكيل مرجعية دولية سياسية لرعاية العملية السياسية بمعزل عن الولايات المتحدة، لأن الأميركيين لم يعودوا مؤهلين لرعاية العملية السلمية، وهذا هو الموضوع الرئيسي". وحول ما تمخض من قرارات عربية حتى الآن، قال مجدلاني: "حتى الآن لم نسمع عن قرار يتعلق بمقاطعة اقتصادية أو دبلوماسية للولايات المتحدة".
على الصعيد الفلسطيني الداخلي، لم يتم اتخاذ أي قرار متقدّم حتى الآن من القيادة الفلسطينية تجاه قرار ترامب، بينما كان الموقف الأبرز ما أعلنه عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب في تصريحات صحافية، من أن القيادة الفلسطينية لن تستقبل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي طلب مقابلة عباس في 19 من الشهر الحالي في بيت لحم. هذا الأمر حذّر منه البيت الأبيض، مشيراً إلى أن إلغاء الاجتماع سيأتي "بنتائج معاكسة".
من جهته، كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "القيادة ستقوم بمراجعة تامة لاتفاق أوسلو، ويدعى المجلس المركزي الفلسطيني للانعقاد للتحرك على ضوء ذلك".
أما على الصعيد الخارجي، فقد تقدّمت فلسطين يوم الخميس، بشكوى لمجلس الأمن بشأن القدس ضد الولايات المتحدة. وقال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن دولة فلسطين دعت في الشكوى "مجلس الأمن إلى معالجة هذه المسألة الحرجة من دون تأخير والعمل بسرعة على الوفاء بمسؤولياته، كما طالبت المجتمع الدولي بضرورة إعادة تأكيد موقفه الواضح والقانوني بشأن القدس، ورفضه كل الانتهاكات التي تمس بهذا المركز القانوني من أي كان ومتى كان، وحثته على المطالبة بإلغاء القرار الأميركي".