تواصل أحزاب المعارضة التركية تحركاتها المكثفة للتوافق على تفاصيل التحالف الذي تسعى لإنشائه، لمواجهة التحالف الجمهوري بين كل من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم وحزب "الحركة القومية" (يميني قومي متطرف).
وبينما تمكّن حزب "الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة)، أمس الأحد، من التحالف مع "الحزب الجيد"، من المنتظر أن تكون الأيام المقبلة حاسمة لناحية شكل التحالف المعارض والمرشح أو المرشحين المعارضين الذين سيواجهون الرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان.
ورغم كونه حديث التأسيس، كان "الحزب الجيد"، بزعامة رئيسة البرلمان السابقة، ميرال أكشنر، مركز الأضواء خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد أن واجه إمكانية منعه من دخول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في 24 يونيو/حزيران المقبل، لأنه لم يستوف الشرط الذي يضعه قانون الأحزاب التركي، والقاضي بأن يمضي على تشكيل أي حزب يرغب في خوض الانتخابات مدة ستة أشهر على تأسيسه.
ولمواجهة هذه المشكلة، شهد، أمس الأحد، إعلان أولى خطوات التحالف المعارض، بالتوافق الذي حصل بين كل من "الحزب الجيد" وحزب "الشعب الجمهوري"، فكانت أولى الخطوات التي اتخذها استقالة 15 نائبا منه وانضمامهم لـ"الحزب الجيد"، وبالتالي تمكن الأخير من استيفاء شرط تكوين الكتلة البرلمانية، بوصول عدد نوابه إلى العشرين نائبا في البرلمان، مما يجعل أمر منعه من خوض الانتخابات غير ممكن، بحسب القانون.
ولم تمض سوى ساعات على التحالف الجديد، والذي ما زال يتم العمل على توسيعه والتوافق على تفاصيله، حتى أصدرت الهيئة العليا للانتخابات التركية قرارا حدد تفاصيل العملية الانتخابية، وكذلك الأحزاب التي يحق لها خوض الانتخابات، وكان من بينهم "الحزب الجيد" بزعامة أكشنر، التي كانت قد أعلنت، في وقت سابق، عن نيتها الترشح للرئاسة.
وما زالت الكثير من تفاصيل التحالف المعارض قيد البحث، سواء لناحية طريقة خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وما إذا كان سيقوم كل حزب بتسيير حملاته وقائمة مرشحيه للبرلمان بشكل منفرد، أو أن الترشح سيتم بشكل جماعي، أو لناحية طريقة اختيار مرشح الرئاسة، حيث ما زال البحث جاريا فيما إن كان سيقوم كل حزب في التحالف المعارض بتقديم مرشحه الخاص، على أن يتم التوافق على مرشح واحد في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، أو سيتم التوافق منذ البداية على مرشح واحد.
في غضون ذلك، التقى، اليوم الإثنين، زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كلجدار أوغلو، وزعيم حزب "السعادة" (الذي أسسه رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان)، تِمِل كارامولا أوغلو، حيث سيتم بحث طريقة التحالف بين الحزبين، وكذلك أمر ترشيح رئيس الجمهورية السابق، عبد الله غول، في الوقت الذي ما زال فيه الأخير يبدو مترددا في مواجهة أردوغان.
وبعد اللقاء، أكد كارامولا أوغلو أن حسم ترشح عبد الله غول سيتم في نهاية الأسبوع، بالقول: "إن الإجابة عن هذه الأسئلة ستظهر على نهاية الأسبوع".
وكان "التحالف الجمهوري"، المكون من كل من "الحركة القومية" وحزب "العدالة والتنمية"، قد دعا إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في وقت سابق من الشهر الحالي، بدلا من الانتخابات التي كانت مقررة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المقبل.
وسيلي الانتخابات الحالية التحول الرسمي للنظام الرئاسي، الذي تم إقراره بغالبية بسيطة خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى في أبريل/نيسان من العام الماضي.