تخبط ومخاوف لدى حكومة الاحتلال من الدعوة للنفير في الأقصى الجمعة

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
القدس المحتلة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
19 يوليو 2017
AA6789A0-20D4-4E61-B3CD-C23B91CC414B
+ الخط -
بينما يواصل الفلسطينيون في القدس رفض دخول المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية التي أقامها الاحتلال، وقد أدوا الصلوات خارج المسجد عند باب الأسباط، اليوم الأربعاء، أقرّت الصحف الإسرائيلية بوجود خلافات بين المستوى الأمني والمستوى السياسي في إسرائيل بشأن إزالة البوابات الإلكترونية، والاستجابة لمطلب المرجعيات الدينية في القدس بإزالة البوابات الإلكترونية.
وذكرت كل من صحيفة "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" أن المستوى الأمني الرفيع، ممثلًا بالجيش وجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، اقترح اليوم، خلال مشاورات أجراها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إزالة البوابات الإلكترونية، فيما عارض ذلك وزير الأمن الداخلي والشرطة، بزعم وجوب تقديم حل بديل، وهو ما يؤكد أن خطوة الاحتلال بنصب هذه البوابات الإلكترونية سياسية الأبعاد والدوافع.


وأضافت الصحيفتان أن الأجهزة الأمنية أبدت تخوفًا كبيرًا من دعوة النفير التي وجهها مفتي القدس، الشيخ محمد حسين، ومن إمكانية اندلاع مواجهات لا يمكن السيطرة عليها يوم الجمعة، في حال أغلق الفلسطينيون مساجد القدس كافة، وأصروا على أداء الصلاة في المسجد الأقصى وعند بواباته.

إلى ذلك، نقلت الصحف الإسرائيلية، ومصادر مقربة من نتنياهو، أن الأخير أجرى اتصالات مع عدد من الرؤساء العرب لحثهم على التدخل "لتهدئة الأوضاع"، وأشارت بعض المصادر إلى أن نتنياهو أجرى اتصالًا بالعاهل الأردني، فيما أشارت مصادر أخرى إلى إجرائه اتصالات مع عدد آخر من القادة العرب.

في المقابل رجحت مصادر إسرائيلية أن تعمد حكومة الاحتلال، يوم الجمعة، إلى نشر قوات مكثفة في مدينة القدس المحتلة وخارجها، وقطع الطريق أمام توافد آلاف المصلين من الدخل الفلسطيني إلى القدس، تلبية لنداء مفتي القدس والمرجعيات الدينية في القدس التي أعلنت في وقت سابق من الأربعاء عن قرار إغلاق كافة مساجد المدينة يوم الجمعة، والاستعداد للصلاة في المسجد الأقصى وعلى بواباته.


وفيما لا تزال المواجهات مستمرة في بلدات وأحياء عدة في القدس المحتلة، موقعة مزيداً من الإصابات، كانت آخرها إصابات بالرصاص الحي على حاجز قلنديا العسكري، شمال القدس، أدى الآلاف من الفلسطينيين المقدسيين، ومن الداخل الفلسطيني المحتل، يوم الأربعاء، صلواتهم الخمس في الساحات والشوارع العامة المتاخمة للمسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس، والتي أغلقت قوات الاحتلال بابين رئيسيين من أبوابها السبعة، وحظرت على الفلسطينيين من غير قاطنيها، منذ مغرب اليوم، الدخول إليها، بعد أن نشرت حواجز عسكرية هناك، ودفعت بمزيد من عناصرها إلى المدينة المقدسة التي باتت مقصد الفلسطينيين للدفاع عن مسجدهم.

وازدحمت الطرقات المؤدية إلى المدينة المقدسة بمئات المركبات التي أقلّت شباناً قدموا إليها من مختلف الأحياء والبلدات المحيطة، قبل أن تعترضهم قوات الاحتلال وتضع حواجز لمنعهم من التقدم، فيما رد الفلسطينيون بافتراش الشوارع الرئيسية، حيث أدوا الصلوات هناك في تحدٍ غير مألوف، على الرغم من عمليات القمع والتنكيل التي تعرضوا لها، خاصة بعد صلاة الظهر، وسط استمرار التوتر الشديد في البلدة القديمة التي نشرت فيها قوات الاحتلال المئات من عناصر الوحدات الخاصة المكلفة بالقمع.

وكانت دورية لمخابرات الاحتلال قد أوقفت لبعض الوقت حاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، واثنين من مرافقيه، هما إسحق القواسمي، مسؤول ملف الترميم في بيت الشرق، والحاج عبد السلايمة، مسؤول العشائر في المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، واستجوبتهم حول مشاركاتهم أمس الثلاثاء، في فعاليات الاحتجاج ضد البوابات الإلكترونية، قبل أن تعود وتطلق سراحهم، لينضموا إلى مئات المقدسيين المرابطين قرب باب الأسباط، حيث أدوا هناك صلاتي المغرب والعشاء، وكان من ضمنهم أيضًا كبار المسؤولين من المرجعيات الدينية الإسلامية، على رأسهم مفتي القدس والديار الفلسطينية، ورئيس مجلس الأوقاف، الشيخ عبد العظيم سلهب، والمدير العام لأوقاف القدس، عزام الخطيب، ونائب قاضي القضاة الفلسطينيين، الشيخ واصف البكري.

وانتظمت الحشود الكبيرة، الليلة، في فعاليات ومهرجانات خطابية عدة هتفت للأقصى وأكدت دفاعها عنه، فيما رفض الناشطون أي صفقات هنا أو هناك بشأن إزالة البوابات، مقابل نصب كاميرات المراقبة، أو إبقائها مع حصر التفتيش والمرور عبرها على بعض "المشبوهين".

وأكد هؤلاء الناشطون لـ"العربي الجديد" أن الحل الوحيد هو بالإزالة الكاملة لهذه البوابات، مؤكدين استعدادهم للتضحية بأرواحهم كي لا تظل هذه البوابات قائمة.

بدوره، جدّد الشيخ محمد حسين، في حديثه لـ"العربي الجديد"، موقف الفلسطينيين عامة بـ"رفض بقاء هذه البوابات الظالمة لأنها تعكس عدوان الاحتلال وعنجهيته".

وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت، مساء اليوم، في كثير من المناطق في محيط القدس المحتلة، كان أعنفها تلك التي وقعت على حاجزي مخيمي قلنديا وشعفاط، شمالي القدس المحتلة، حيث سجلت ثلاث إصابات، على الأقل، على حاجز قلنديا، إضافة إلى إصابات بالرصاص المطاطي، عولجت ميدانيّاً، وفق نشطاء هناك. في حين سجل وقوع 11 إصابة بالمطاط عند حاجز مخيم شعفاط، وخمس إصابات في مواجهات اندلعت على المدخل الرئيس لبلدة العيسوية شمال القدس.

وفي سياق متّصل، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الرئيس محمود عباس،  اعتبر يوم الأربعاء، "الأحداث الجارية والإجراءات الإسرائيلية في القدس، تصعيدية ومرفوضة وغير مقبولة، وأن الوضع في القدس يتدهور"، مضيفًا أن "محاولة الجانب الإسرائيلي تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، لن تساهم إطلاقًا في الهدوء بل ستزيد التوتر وعدم الاستقرار، وستؤدي لحريق في المنطقة".

وأضاف أبو ردينة، في مقابلة له مع تلفزيون فلسطين الرسمي: "لقد حذّرنا الجانب الإسرائيلي مرات عديدة، كما حذرنا الإدارة الأميركية من أن الإجراءات الإسرائيلية تحديدًا في القدس والأماكن المقدسة، والاستيطان، عوامل ستفجر المنطقة، وستدفع بأمور لا يمكن السيطرة عليها".

وحذر أبو ردينة من مغبة الاستمرار في هذا التصعيد الخطير، وطالب الإدارة الأميركية باتخاذ الإجراءات اللازمة فورًا لوقف التصعيد الإسرائيلي.

وقال: "الأمور أصبحت غير مقبولة وغير محتملة ولا بد من تهدئة الأمور من قبل الجانب الإسرائيلي لأنها قد تخرج عن السيطرة قريباً". مطالبًا الحكومة الإسرائيلية بوقف كل هذه الإجراءات.



ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بقيادة نتنياهو 14 إبريل 2024 (Getty)

سياسة

يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، ​​بعد ظهر اليوم الأحد، لمناقشة سلسلة من القضايا، أولها الهجوم المخطط له على إيران.
الصورة
اتخاذ تدابير أمنية بعد أن ضربت مسيرة مقر إقامة نتنياهو 19 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت إنّ طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان باتجاه منزل نتنياهو في قيسارية ولم يكن موجوداً هو وعائلته فيه.
المساهمون