اتخذت السلطات في مدينة كولن الألمانية إجراءات وتدابير أمنية مشددة لضمان احتفالات آمنة ليلة رأس السنة في وسط المدينة، تفادياً لتكرار أحداث "التحرش الجماعي" خلال احتفالات عام 2016.
ولضبط الوضع هذا العام، قامت عمدة المدينة، هنريته ريكر، بإعداد خطة بالتنسيق مع جهاز الشرطة ومجلس المدينة، يتم فيها الاستعانة بنحو 1500 رجل شرطة، بزيادة عشرة أضعاف عن ما كان عليه في العام الماضي، وبأكثر من 600 من المتطوعين وموظفي شركات التأمين الخاصة، على أن يقوم فريق عمل بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية وخدمات الطوارىء. كما تم تخصيص خط ساخن يمكن اللجوء إليه عند الحاجة. وثبتت جمعيات أهلية نقاطاً لتقديم المساعدة للنساء في حال تعرضن لاعتداء جنسي.
وأوضحت ريكر، خلال مؤتمر صحافي عُقد لهذه الغاية، أن كل من يطلب المساعدة سيحصل عليها، في حين اعتبر رئيس شرطة المدينة، يورغن ماتييس، أن الشرطة تحاول استعادة الثقة التي فقدتها، ولذلك تم بذل الكثير من الجهد، مشدداً على عدم السماح بتكرار ما حصل العام الماضي، ومجدداً تعاطفه مع النساء اللواتي وقعن ضحية تلك الأعمال المشينة.
وتقضي الخطة بإغلاق المنطقة قرب محطة القطارات الرئيسية المحيطة بكاتدرائية كولن، على أن لا يسمح بدخول السيارات إليها، فيما سيخضع الأشخاص لعملية تفتيش دقيق، إضافة إلى منع الألعاب النارية.
ورغم كل هذه التدابير، قال رئيس شرطة المدينة إنه لا يمكن ضمان الأمن مائة بالمائة، إلا أنه أبرز في حديثه لصحيفة "كولنر ستات انتسايغر"، أنه تمت إضاءة وسط المدينة بشكل أفضل ومراقبتها بكاميرات الفيديو، كما كلف 300 من ضباط الشرطة القيام بدوريات في وسط المدينة ونهر الراين.
وأكد أن مفهوم السلامة في المدينة يأتي في المقام الأول، "أريد أن يشعر الناس بالأمان، وهذا أبرز اهتماماتي. الهدف من عملنا أن يعيش المواطن أعلى قدر ممكن من الحرية في حدود القانون".
من جهته، أعلن رئيس الشرطة الاتحادية عن الجهوزية للمؤازرة والتدخل السريع بعد أن جهزت وحدات خاصة يمكنها الوصول بالمروحيات إلى الأماكن المشبوهة.
وطاولت الإجراءات المشددة عدداً من المدن الألمانية، ومنها العاصمة برلين وهامبورغ، حيث يمنع إدخال الحقائب والأكياس إلى أماكن الاحتفالات إلا بعد تفتيشها، كما سيتم إقفال الأرصفة البحرية المخصصة للمشاة في المدينة.
وشهدت مدينة كولن ليلة رأس السنة الماضية أحداث عنف جنسي طاولت 690 من الفتيات اللواتي تواجدن في ساحة المدينة لاستقبال عام 2016، بحسب ما وثقت التقاريرالأمنية، ونسبت إلى شبان عرب من شمال أفريقيا، ووجهت بعدها الكثير من الانتقادات لشرطة المدينة لعدم التحرك سريعاً، إذ لم تتمكن من التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم.