وقال مسؤول في الأمن العراقي لـ"العربي الجديد"، إن "عناصر المليشيات التابعة للصدر انتشرت عند مداخل المدينة ومخارجها وفي المناطق الحيوية منها، وأبلغت قوات الأمن، التي اتهمتها بالفشل، أنها ستتولى ملف الأمن اعتباراً من الآن".
وأضاف أن "قيادي بمليشيا السلام التابعة للصدر أبلغ أحد ضباط الشرطة بذلك"، مؤكداً أن"قوات الجيش والشرطة لا تزال متواجدة في المدينة، ولم تنسحب، ولم يطلب أحد منها الانسحاب. لكن عناصر المليشيات باشروا بفحص السيارات الداخلة للمدينة والخارجة منها، والتدقيق بهويات المواطنين".
وجاء انتشار المليشيات، وفق المصدر، بعد "رمي الأهالي لدورية شرطة بالقناني (القوارير) والحجارة"، متهمين إياها بـ"المسؤولية عن دخول الانتحاريين".
وجاء هذا التطور بعد نحو ثلاث ساعات من توجيه الصدر خطاباً من مقر إقامته في إيران، وجه خلاله انتقاداً لاذعاً للحكومة العراقية على خلفية التفجيرات، التي شهدتها بغداد اليوم وأوقعت العشرات من القتلى والجرحى، مهدداً بأن دماء العراقيين "لن تذهب سدى".
وقال الصدر، وفق بيان نشرته وسائل إعلام محلية عراقية : "يا أبناء شعبي الحبيب الصابر المجاهد، إن هذه التفجيرات التي تطاول مدنكم وعوائلكم ورزقكم وتزعزع أمنكم، إنما هي أوضح دليل على أن حكومتكم باتت عاجزة عن حمايتكم وتوفير الأمن لكم بعد أن سرقت كل خيراتكم".
وأضاف: "اعلموا أن كل قطرة دم تجري في هذا الشهر، إنما هي تسقي شجرة الحرية والسلام والاستقرار ورفض الظلم والفساد والإرهاب. دماؤكم لن تذهب سدى وإني لأحتفظ بالرد لنفسي فأنا منكم وإليكم".
كما أعلنت مليشيا تطلق على نفسها اسم "العباس" أنها استدعت ألفاً من عناصرها إلى العاصمة بغداد، لوضع حد للتفجيرات، ملوحة بأن "الردّ سيكون سريعاً".
ونددت واشنطن وعدد من العواصم الغربية، فضلاً عن الأمم المتحدة، بالاعتداءات الارهابية في بغداد ووصفتها بـ"البشعة"، فيما أكدت مصادر طبية عراقية ارتفاع حصيلة التفجيرات إلى 79 قتيلاً و127 جريحاً، غالبيتهم من المدنيين.
ويتوقع أن تشهد العاصمة بغداد، صباح الأحد المقبل، عمليات تشييع جماعية للضحايا، وتخشى السلطات من وقوع أعمال عنف أو شغب خلالها.