تعكر الدبابات الإسرائيلية والتدريبات التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في "خربة إبزيق" بالأغوار الشمالية الفلسطينية شرقي الضفة الغربية، مع ساعات الصباح الأولى، حياة المزارعين الفلسطينيين، وتربك حياتهم اليومية.
يشرع المزارعون بعملهم والاهتمام بالأغنام والأبقار وحلبها وتصنيع الجبن لبيعه في الأسواق، كونه يعتبر الدخل الوحيد الذي يوفرون من خلاله قوت يومهم من سنوات طوال، لكن مداهمة ما يسمى بـ"الإدارة والتنظيم" التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لخربتهم، تخيفهم، خاصة أطفالهم ونسائهم الذين يتوقعون أن تحمل هذه المداهمة قرارا بتغيير برنامجهم الذي اعتادوه.
يحمل ضابط الاحتلال في كل زيارة إخطارات يوزعها على العائلات، وتقضي هذه الإخطارات بإخلاء المنازل لإفساح المجال لجنود الاحتلال على ظهور دباباتهم وآلياتهم العسكرية الثقيلة لإجراء تدريبات عسكرية في المنطقة قد تستمر لأيام.
وقال مختار الخربة، عماد الحروب، لـ"العربي الجديد": "يتغير برنامج المزارعين في الأيام التي يحددها الاحتلال للتدريبات، فلا يكون النوم مثل الأيام العادية، إذ نصحو قبل الموعد الطبيعي الذي اعتدنا عليه، لنحلب الأبقار والأغنام ونضع لها الإفطار، وننهمك بالعمل إلى ساعات الفجر الأولى، ثم نعد الأطفال إلى المدارس، ونخرج جميعا من الخربة إلى مكان يبعدنا عن خطر التدريبات العسكرية".
وأُخطرت قوات الاحتلال قبل أيام نحو 12 عائلة فلسطينية، تعيش في خربة إبزيق، يبلغ عدد أفرادها 60 فردا، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بإخلاء المنازل منذ السابعة صباحا وحتى الرابعة مساء، حيث لا يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم خلال تلك الفترة.
وأكد الحروب، أن ما يتم حمله من قبل الأهالي حين الإخلاء هو ما يحتاجونه من أغراض، "يذهبون إلى جيرانهم البعيدين عن أماكن التدريب، ويظلون طيلة الفترة التي يسيطر فيها الاحتلال على منطقتهم هناك. يسمعون أصوات إطلاق القذائف وإطلاق النار من بعيد، وأحيانا لا يسمعونها".
ويشير إلى أن الاحتلال يحاول أن يضغط عليهم بشتى الطرق من أجل أن يرحلوا، وأن يملوا من العيش في الخربة، حيث تتكرر المداهمات ومصادرة الجرارات الزراعية، ورغم ذلك فإن الأهالي الذين يعيشون هنا منذ زمن طويل "لن يرحلوا".
يضطر المزارعون أحيانا أن يأخذوا معهم الأغنام والأبقار كي لا تتعرض للخطر من نيران جنود الاحتلال، وأحيانا أخرى يتركها المزارعون بسبب صعوبة نقلها، عندها إن لم تصبها طلقات الرصاص، فأصوات المدافع وإطلاق النار يؤثر على إنتاجها، وفق ما يقول الحروب.
واستمرت التدريبات العسكرية 7 أيام، وتختلف فترات التدريب، فكان تدريب أمس الأربعاء، وأول أمس الثلاثاء في ساعات الصباح، إلا أنه كان في مرات سابقة مساء، وأُجبرت بعض الخرب والتجمعات السكنية في الأغوار الشمالية على إخلاء منازلها في منتصف الليل.
يخشى الحروب وكذلك الأهالي في الخربة، من المخلفات التي يتركها جنود الاحتلال بعد تدريباتهم، ويتوخون الحيطة والحذر دائما خشية أن يترك الجنود قنابل أو مخلفات قد تعرض الأطفال الذين يعبثون بكل غريب يجدونه أثناء تجولهم في محيط الخربة للخطر.