أدت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن نقص السيولة والحرب ضد تنظيم "داعش" إلى تراجع بنسبة 50% في قطاع الشحن الجوي في إقليم كردستان العراق، وفقاً لبيانات رسمية.
وبحسب إحصاء صادر عن إدارة مطار أربيل، وهو المطار الرئيسي في إقليم كردستان، بجانب مطار ثان أصغر في محافظة السليمانية، فإن السنوات الثماني الماضية شهدت حركة توريد 160.7 ألف طن من السلع والبضائع عبر الشحن الجوي إلى مطار أربيل.
أيضا سجلت معدلات عمليات الشحن الجوي ارتفاعا متواصلا في الفترة من 2007 إلى 2014، ثم انخفضت الكميات بنسبة 50% في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي 2015.
وقالت مديرة مطار أربيل، تلار فائق، في تصريح صحافي، مساء أمس الأول، إن الطلب على الشحن الجوي عبر مطار أربيل سجل ارتفاعاً، خلال الفترات الماضية، وصل إلى 40% سنوياً، لكن الأزمة الاقتصادية وعدم استقرار الوضع الأمني في العراق وإقليم كردستان أدى إلى تراجع هذا القطاع بنسبة 50% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي.
ومع بداية الحرب ضد تنظيم داعش، في يوليو/تموز 2014، أوقفت عدة شركات خطوطها الملاحية الخاصة بالشحن الجوي إلى إقليم كردستان العراق.
وتتولى عمليات الشحن في الوقت الراهن أربع شركات هي: الملكية الأُردنية، دي إتش إل الأُردن، الإماراتية، تركيش إيرلاين التركية، فضلاً عن رحلات غير منتظمة لشركات أُخرى.
وقد تسبب التراجع المتواصل في قطاع الشحن الجوي في إقليم كردستان العراق، في خسائر للشركات العاملة في هذا المجال، ما دفع بعدد منها إلى غلق بعض مكاتبها وتقليل عدد كوادرها.
وعزا أصحاب شركات الشحن الجوي سبب تراجع عمليات الشحن إلى الأزمة الاقتصادية والوضع الأمني في إقليم كردستان، وكذلك تدهور العلاقات بين بغداد والإقليم، ووقف بعض شركات الطيران رحلاتها إلى الإقليم، وكذلك تراجع قطاع المقاولات والاستثمار والأنشطة المتعلقة بقطاع النفط، وهو ما أدى إلى تراجع عمليات الشحن الجوي.
إحدى الشركات العاملة في مجال الشحن الجوي كشفت عن معدل عمليات شهري يقدر بنحو 350 طناً من السلع تقوم بها هي، وكذلك الحال بالنسبة لبقية الشركات، لكن تلك العمليات تراجعت إلى نحو النصف في 2014، وفي هذا العام وصل التراجع إلى حوالى 75%.
وقد دفع هذا التراجع بعدد من الشركات المحلية إلى تقليل عمالتها، كما قام بعضها بإغلاق مكاتبها في عدد من المناطق، فلم تعد للعديد من الشركات المحلية المسجلة في إقليم كردستان مكاتب في مدن بغداد، والموصل، والبصرة وقامت بتسريح العاملين فيها.
وتوقعت مديرة مطار أربيل، تلار فائق، أن يتحسن قطاع الشحن الجوي في الإقليم حتى يستعيد معدلات ما قبل الحرب والأزمة الاقتصادية.
وأشارت إلى أن مطار أربيل يستقبل نحو 25 رحلة شحن جوي منتظمة، و20 رحلة غير منتظمة، ومن المقرر أن تنظم شركة قطرية وتقوم بتسيير رحلات للشحن الجوي إلى أربيل، وهذا سيسهم في تحسن هذا القطاع.
اقرأ أيضاً: هيئة حكومية تكتشف 60 مشروعاً وهمياً في كردستان العراق