ويؤكد مصدر سياسي محلي أن الحملة الانتخابية للأحزاب الكردية في أحياء كركوك تبدو خجولة ومختلفة بشكل كبير عن الانتخابات السابقة، موضحا لـ"العربي الجديد" أن الأحياء الشمالية ذات الغالبية الكردية تبدو غير مكترثة بنتائج الانتخابات، كما أن معظم شوارعها وأرصفتها تبدو خالية من الدعاية الانتخابية بخلاف بقية أحياء كركوك ذات الغالبية العربية والتركمانية.
وأضاف أن "تراجع الدور الكردي في كركوك لا يقتصر على الدعاية الانتخابية"، مبينا أن الأعلام الكردية أزيلت من مؤسسات الدولة العراقية هناك، كما رفعت صور الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني (وهو كردي كان رئيسا للاتحاد الوطني الكردستاني) من عدد من دوائر الدولة المهمة التي كانت فيها.
وعلى الرغم من مقاطعة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان العراق السابق مسعود البارزاني للانتخابات في كركوك، إلا أن "الاتحاد الوطني الكردستاني" (حزب الطالباني) قرر خوض الانتخابات هناك.
ويؤكد رئيس قائمة "الاتحاد الوطني الكردستاني" في كركوك النائب ريبوار طه أن الاشتراك في الانتخابات في هذه الظروف الصعبة يمثل دليلا على الوفاء للمدينة، مبينا خلال تصريح صحافي أن كركوك اليوم تدار من قبل مكون واحد، وأن ما يحصل فيها يمثل عملية ثأر.
ويضيف أن "هناك فرضا لسياسة الأمر الواقع العسكري، وغيابا للمكون الكردي"، موضحا أن كركوك مدينة عراقية فعلا لكن بهوية كردية.
ومن المقرر أن يتوجه أكثر من 900 ألف ناخب عراقي إلى مراكز الاقتراع بالمحافظة للتصويت على 291 مرشحا ينتمون إلى 31 تحالفا وحزبا سياسيا من أجل الظفر بالمقاعد البرلمانية المخصصة للمحافظة، والبالغ عددها 13 من بينها واحد للمسيحيين.
في الأثناء، ما تزال المحاولات الكردية مستمرة لإعادة قواتها إلى مدينة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها.
ويقول قائد "قوات 70" التابعة لوزارة البشمركة الكردية، جعفر شيخ مصطفى، إن المناطق المتنازع عليها تعاني من فراغ أمني كبير، موضحا خلال مقابلة متلفزة أن هذه المناطق تتعرض إلى عمليات إرهابية بشكل شبه يومي.
ولفت إلى وجود مساع يقوم بها التحالف الدولي من أجل تشكيل قوات مشتركة من القوات العراقية والكردية باتفاق كافة الأطراف لحفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها.
يشار إلى أن القوات العراقية كانت قد دخلت كركوك في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي على خلفية استفتاء الانفصال في إقليم كردستان العراق، إذ كان الأكراد يسيطرون على كركوك منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 حتى 2017.