أثارت مؤشرات نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية في مصر، والتي سجّلت تراجع قائمة ومرشحي حزب "النور"، الذراع السياسي لـ"الدعوة السلفية"، حالةً من الجدل السياسي حول مستقبل الحزب وقدرته على أن يكون البديل السياسي لحزب "الحرية والعدالة"، الجناح السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين".
ويُعزّز حالة الجدل، ما شهدته اللجان الانتخابية من فشل "النور" في حشد أنصاره، للتوجه إلى اللجان الانتخابية، والتصويت في انتخابات مجلس النواب، على مدار يومي التصويت (الأحد والإثنين الماضيين)، في عقر داره بالإسكندرية، والتي تجمع غالبية أنصاره ومؤيديه. مع العلم أن قيادات الإخوان أكدوا قبل التصويت وبعده، على دورهم البارز في حشد الأتباع وسائر المواطنين للمشاركة والتصويت لصالحه.
ويرى بعضهم أن ما حصل لـ"النور" مقدمة لتراجع شعبية الحزب، والذي حصل على المركز الثاني في انتخابات مجلس الشعب عام 2011، بعد حصوله على 25 في المائة من الأصوات. غير أن بعض المراقبين يعتبرون أن "النتيجة منطقية نظراً للأزمات السياسية التي تعرّض لها النور مع قواعده، والمنتمين إليه، بعد مشاركته في انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، عبر موافقته التوقيع على وثيقة خارطة الطريق، والتي قادها الجيش لعزل أول رئيس منتخب للبلاد".
في هذا الصدد، يقول رئيس مجلس إدارة جمعية "بلدي لتنمية الديمقراطية" بالإسكندرية، القيادي السابق بحزب "الجبهة" محب عبود، إن "لا أنصار لحزب النور أساساً". ويشير في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الهالة التي كانت تحيط بالحزب عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، لا تتجاوز إطار حالة أنشأتها الثورة، بالإضافة إلى تعطّش قطاعات من المواطنين، ذوي التوجهات الدينية الأكثر تشدداً، لممارسة العمل السياسي بحريّة، بعد عقود من التضييق عليهم في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك".
اقرأ أيضاً: مسلسل الانتخابات المصرية: تجاوزات واشتباكات... والزحمة في المقاهي
ويضيف عبود أن "الدعوة السلفية لم تكن في يوم من الأيام تمارس أي نشاط معارض تجاه أي حاكم، ولم تكن تتعرض لتضييق أو تحجيم من الأجهزة الأمنية أو السلطات الحاكمة. وهو ما جعلها أكثر تنظيماً واستعداداً عقب الثورة، وساعدها على استيعاب أعداد متزايدة من ذوي التوجه الديني المتشدد، إلا أنها في الوقت ذاته لم تكن قادرة على إقناع هذه القطاعات بوجهات نظرها أو صهرها في بوتقة واحدة مع أعضائها وقياداتها التقليديين. وهو ما سهّل انفضاضهم من حولها عندما تغيّر السياق العام بعد 30 يونيو/حزيران 2013".
ويقول منسق حركة "مصريين من أجل التغيير"، إيهاب القسطاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "حزب النور تحوّل إلى حزب كرتوني مثل كل الأحزاب التي نشأت في عهد ما قبل ثورة 25 يناير وما بعدها، ووقف معهم في طابور طويل، لتسوّل أصوات المواطنين في كل استحقاق انتخابي، وهو ما لا يتسق مع المجموعات التي كانت جزءاً منه قبل 30 يونيو".
ويتابع القسطاوي قائلاً إن "أكثر ما تسبّب بضررٍ لحزب النور، وضربه ضربة قاتلة في عقر داره بالإسكندرية، هو محاولاته الدائمة والفاشلة في أغلب الأحيان، للإمساك بالعصا من الوسط، والوقوف في المنطقة الرمادية، وعدم وضوح الموقف والرؤية في كل أزمة تمرّ بها الدولة، الأمر الذي جعله مضرب الأمثال في تنوّع المواقف".
من جهته، يلفت الخبير بالحركات الإسلامية إبراهيم المصري، إلى أن "شعبية التيار السلفي، والذي حصل على نحو ربع مقاعد البرلمان في أول انتخابات خاضها نهاية 2011، تراجعت، لا بسبب تراجع شعبية التيار الإسلامي بمختلف فصائله فقط، وإنما بسبب انقلاب حزب النور على أهم ثوابته وتوجهاته". ويشدد أن "تضارب موقف حزب النور الرسمي من تطورات الأحداث السياسية، لمجرد الاقتراب من السلطة الحاكمة ومهادنتها، وعدم اتخاذ موقف قوي تجاه ما ترتكبه من مخالفات وانتهاكات وتجاوزات ضد القاعدة الشعبية العريضة المؤيدة أو الإسلاميين أو الحزب في بعض الأحيان، ساهمت في تراجعه". ويؤكد المصري أنه "على الرغم من قصر تاريخ الحزب، إلا أنه تعرّض لأزمات سياسية متتابعة، بدأت منذ عمله السياسي بعد ثورة 25 يناير".
ويعتبر أن "أكبر الأزمات تجلّت في مشاركته في الانقلاب العسكري، وانتفاء الأسباب التي قال الحزب إنه شارك من أجلها، تحديداً ما يتعلق بالحفاظ على الهوية والشريعة أو استهداف أعضائه من قبل السلطة ومنع العنف ضد الإسلاميين". ويتوقع المصري تراجعاً أكبر لـ"النور"، قد يدفعه إلى مقاطعة العمل السياسي برمّته، أو التواجد من دون دور واضح بدعم من السلطة، على اعتبار أنه "آخر ممثل للتيار الإسلامي فيها".
من جهته، يعترض أمين "النور" في الإسكندرية، عبد الله بدران على وصف الحزب بـ"الفاشل في حشد الأنصار والأتباع في عقر داره". ويرى في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "ما يمرّ به النور يندرج في سياق المأزق عينه الذي تعاني منه بقية الأحزاب والتيارات والدولة ذاتها"، مطالباً بـ"انتظار النتائج النهائية التي سوف تعلنها اللجنة العامة".
ويرى بدران أن "حزب النور لم يفشل وتأثيرنا في العادة يتخطى أعضاء الحزب ليصل إلى الجماهير في كل ربوع الجمهورية، من الذين يثقون بنا وبمواقفنا الوطنية الساعية إلى الحفاظ على تماسك الدولة ونبذ العنف والتكفير والإقصاء والاحتقان المجتمعي المتنامي".
اقرأ أيضا: "نيويورك تايمز": انتخابات مصر تعكس فقدان الأمل بالحياة السياسية
ويُعزّز حالة الجدل، ما شهدته اللجان الانتخابية من فشل "النور" في حشد أنصاره، للتوجه إلى اللجان الانتخابية، والتصويت في انتخابات مجلس النواب، على مدار يومي التصويت (الأحد والإثنين الماضيين)، في عقر داره بالإسكندرية، والتي تجمع غالبية أنصاره ومؤيديه. مع العلم أن قيادات الإخوان أكدوا قبل التصويت وبعده، على دورهم البارز في حشد الأتباع وسائر المواطنين للمشاركة والتصويت لصالحه.
ويرى بعضهم أن ما حصل لـ"النور" مقدمة لتراجع شعبية الحزب، والذي حصل على المركز الثاني في انتخابات مجلس الشعب عام 2011، بعد حصوله على 25 في المائة من الأصوات. غير أن بعض المراقبين يعتبرون أن "النتيجة منطقية نظراً للأزمات السياسية التي تعرّض لها النور مع قواعده، والمنتمين إليه، بعد مشاركته في انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، عبر موافقته التوقيع على وثيقة خارطة الطريق، والتي قادها الجيش لعزل أول رئيس منتخب للبلاد".
اقرأ أيضاً: مسلسل الانتخابات المصرية: تجاوزات واشتباكات... والزحمة في المقاهي
ويضيف عبود أن "الدعوة السلفية لم تكن في يوم من الأيام تمارس أي نشاط معارض تجاه أي حاكم، ولم تكن تتعرض لتضييق أو تحجيم من الأجهزة الأمنية أو السلطات الحاكمة. وهو ما جعلها أكثر تنظيماً واستعداداً عقب الثورة، وساعدها على استيعاب أعداد متزايدة من ذوي التوجه الديني المتشدد، إلا أنها في الوقت ذاته لم تكن قادرة على إقناع هذه القطاعات بوجهات نظرها أو صهرها في بوتقة واحدة مع أعضائها وقياداتها التقليديين. وهو ما سهّل انفضاضهم من حولها عندما تغيّر السياق العام بعد 30 يونيو/حزيران 2013".
ويقول منسق حركة "مصريين من أجل التغيير"، إيهاب القسطاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "حزب النور تحوّل إلى حزب كرتوني مثل كل الأحزاب التي نشأت في عهد ما قبل ثورة 25 يناير وما بعدها، ووقف معهم في طابور طويل، لتسوّل أصوات المواطنين في كل استحقاق انتخابي، وهو ما لا يتسق مع المجموعات التي كانت جزءاً منه قبل 30 يونيو".
ويتابع القسطاوي قائلاً إن "أكثر ما تسبّب بضررٍ لحزب النور، وضربه ضربة قاتلة في عقر داره بالإسكندرية، هو محاولاته الدائمة والفاشلة في أغلب الأحيان، للإمساك بالعصا من الوسط، والوقوف في المنطقة الرمادية، وعدم وضوح الموقف والرؤية في كل أزمة تمرّ بها الدولة، الأمر الذي جعله مضرب الأمثال في تنوّع المواقف".
ويعتبر أن "أكبر الأزمات تجلّت في مشاركته في الانقلاب العسكري، وانتفاء الأسباب التي قال الحزب إنه شارك من أجلها، تحديداً ما يتعلق بالحفاظ على الهوية والشريعة أو استهداف أعضائه من قبل السلطة ومنع العنف ضد الإسلاميين". ويتوقع المصري تراجعاً أكبر لـ"النور"، قد يدفعه إلى مقاطعة العمل السياسي برمّته، أو التواجد من دون دور واضح بدعم من السلطة، على اعتبار أنه "آخر ممثل للتيار الإسلامي فيها".
من جهته، يعترض أمين "النور" في الإسكندرية، عبد الله بدران على وصف الحزب بـ"الفاشل في حشد الأنصار والأتباع في عقر داره". ويرى في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "ما يمرّ به النور يندرج في سياق المأزق عينه الذي تعاني منه بقية الأحزاب والتيارات والدولة ذاتها"، مطالباً بـ"انتظار النتائج النهائية التي سوف تعلنها اللجنة العامة".
ويرى بدران أن "حزب النور لم يفشل وتأثيرنا في العادة يتخطى أعضاء الحزب ليصل إلى الجماهير في كل ربوع الجمهورية، من الذين يثقون بنا وبمواقفنا الوطنية الساعية إلى الحفاظ على تماسك الدولة ونبذ العنف والتكفير والإقصاء والاحتقان المجتمعي المتنامي".
اقرأ أيضا: "نيويورك تايمز": انتخابات مصر تعكس فقدان الأمل بالحياة السياسية