أثار إخلاء شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة، عشرات المستوطنين من مبنيين فلسطينيين يقعان قرب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، استولت عليهما أمس، عاصفة من الردود المعارضة داخل الحكومة الإسرائيلية لموقف وزير الأمن، موشيه يعالون بشأن إخراج المستوطنين من هذين المبنيين.
وكما كان متوقعا فقد كان وزراء وأعضاء كنيست حزب البيت اليهودي بقيادة نفتالي بينت، من أوائل الذين اتهموا يعالون بأنه يستخدم قبضة مشددة في أوج "موجة إرهاب" لإخراج اليهود من بيوتهم، عبر ترديد اتهام بينت لحكومة نتنياهو بالتحجر الفكري.
وتعرض يعالون في سياق ردود الفعل من اليمين إلى موجة تصريحات مناهضة له، تتهمه بالتهاون في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية مقابل إصراره على إخراج "اليهود من بيوتهم"، من قبل وزراء داخل الليكود نفسه، أمثال يريف لفين وزئيف إلكين وميريت ريجف، ومن قبل رئيس الكنيست يولي إيدلشتاين، ما يبدو أنه منافسة داخلية على تأييد المستوطنين لهم في الانتخابات الداخلية، سواء تم تقديم موعد الانتخابات أم لا.
وبلغ صخب ردود فعل أعضاء اليمين، وتحديدا من حزب البيت اليهودي حد التهديد باتخاذ إجراءات ضد الائتلاف الحكومي وعدم التصويت معه في الكنيست، وفق ما أعلنه عضو الكنيست المتطرف بتسلئيل سموطريتش، الذي سبق له أن اعتبر أن محرقة عائلة الدوابشة ليست عملا إرهابيا.
اقرأ أيضا: إسرائيل:التيارات المتشددة وهويّة الانتفاضة يهيمنان على "أبحاث الأمن القومي"
ونقل موقع "معاريف" عن سموطريتش قوله إن يعالون ينفذ سياسة أمنية لا يمكن أن نسلم بها أو نوافق عليها، مضيفا أنه وجه رسالة بهذا الصدد لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أبلغه فيها أنه على قناعة بأن زعيم الحزب، نفتالي بينت سيؤيد موقفه هذا.
ودعا سموطريتش من وصفهم بأعضاء الكنيست من المعسكر القومي بتأييد مطلبه بالامتناع عن التصويت مع الائتلاف، إلى أن تقبل الحكومة الإسرائيلية بإعادة المستوطنين إلى المبنيين المذكورين وتغيير سياسة الحكومة".
من جهتها، اقترحت رئيسة كتلة "البيت اليهودي" في الكنيست شولي معلم رفائيلي على نتنياهو إذا كان يرغب بالحفاظ على سلامة ائتلافه الحكومي، أن يتدخل وأن "يكبح جماح يعالون" وفقا لما ذكر موقع "يديعوت أحرونوت".
وأشار الموقع في هذا السياق إلى أن اثنين من أعضاء كتلة الليكود، وهما أيوب قرا وأوري حزان أعلنا أنهما سيقاطعان، أيضا عمليات التصويت في الكنيست ولن يصوتا إلى جانب الائتلاف الحكومي.
ويأتي هذا التهديد على ضوء الانتقادات الشديدة التي وجهها زعيم حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت الثلاثاء الماضي، خلال خطابه أمام المؤتمر السنوي التاسع لمعهد أبحاث الأمن القومي، لسياسة حكومة نتنياهو بشكل عام، ولسياسة كل من نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعالون بشكل خاص.
واعتبر المراقبون أن هذا الهجوم من بينت من شأنه أن يكون مؤشرا لبوادر تصدع في الائتلاف الحكومي لنتنياهو، قد يتطور لاحقا إلى شرخ يهدد بقاء حزب البيت اليهودي في الائتلاف الحكومي.
اقرأ أيضا: وزير الأمن الإسرائيلي: بناء المستوطنات مستمر ومتواصل