وجاء الرد الإيراني سريعاً على تهديدات ترامب، في خطاب روحاني أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الذي قال خلاله إن "خطاب الرئيس الأميركي لا يليق بمكان كالأمم المتحدة"، واصفاً إياه بـ"العبثي والجاهل".
وذكر روحاني، أن سياسات الإدارة الأميركية تقوض ثقة المجتمع الدولي من خلال خرق الالتزامات الدولية، قائلاً "إن في الاتفاق أطرافاً عديدة".
وأكد أن طهران لن تكون الطرف الذي سينسحب من الاتفاق أو الذي سيخرقه، لكنها ستكون جاهزة للرد على أي انتهاكات حسب تعبيره، داعياً جميع أطراف السداسية الدولية للالتزام بتعهداتها.
كما أكد روحاني، أن منظومة بلاده العسكرية والصاروخية دفاعية بحتة، وتطويرها لا يعني أن إيران ستشكل تهديداً على أي طرف في الإقليم، واصفاً الأمر بالحق المشروع. وقال إن بلاده لا تريد الترويج لمذهبها ولا لثورتها الإسلامية ولا حتى بناء إمبراطورية في المنطقة.
وذكر كذلك أن أزمات العالم من قبيل ما يجري في سورية، اليمن والعراق وحتى ميانمار لا يمكن إنهاؤها إلا باتباع خيارات سياسية، طارحاً اتفاق بلاده النووي على سبيل المثال، فقال إن الاتفاق بات مثالاً يحتذى ويؤكد على أن الحوار مخرج لأي قضية معقدة.
وحاول روحاني الحصول على تأييد المجتمع الدولي في وقت تصر فيه الإدارة الأميركية على مهاجمة سياسات إيران، وأكد جهوزية بلاده للتعاون مع العالم لتحقيق السلام والقضاء على التهديدات بما فيها الإرهاب على حد تعبيره. وأشار إلى أن حكومته تتبع سياسات معتدلة في الداخل وفي تعاملاتها مع الخارج، داعياً المجتمع الدولي لبناء علاقات اقتصادية مع إيران والاستثمار فيها أيضاً.
إلى ذلك، قال مسؤول إيراني كبير لوكالة "رويترز"، إن إيران مستعدة لكل السيناريوهات المحتملة إذا انسحب الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي الموقع بين طهران وست قوى كبرى في 2015.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "إيران مستعدة لأي سيناريوهات محتملة إذا انسحب ترامب من الاتفاق. يشمل هذا الاستئناف الفوري لأنشطتها النووية التي قيّدها الاتفاق".
وستعقد، في وقت لاحق، لقاءات وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا من جهة ووزير الخارجية الإيراني لبحث تفاصيل الاتفاق الذي توصّلت إليه تلك الدول مع إيران.
وقالت: "هذه ليست إشارة واضحة إلى أنه يخطط للانسحاب. لكن الإشارة الواضحة هي أنه ليس سعيداً بالاتفاق".
وكان ترامب في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، قد وصف إيران أنها "نظام دكتاتوري فاسد"، واتهمها بدعم "الإرهاب وزعزعة استقرار الشرق الأوسط". كما لمح إلى أنه ربما لن يصدق على الاتفاق عندما تنقضي مهلة مراجعته في منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
وإذا لم يشهد ترامب في أكتوبر/تشرين الأول بأن إيران تلتزم بالاتفاق فسيكون أمام الكونغرس الأميركي 60 يوماً لتحديد ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات التي رفعت بموجب الاتفاق الدولي الذي أبرم في عام 2015.