05 يوليو 2017
ترامب والريال السعودي
طارق البرديسي (مصر)
على الرغم من عداوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإيران المتمدّدة بنفوذها وأطرافها في حلوق عواصم عربيّة جاثمة على نار الإحتراب الداخلي، وعلى الرغم من ارتياح الرياض لما تضمره واشنطن من نوايا تثلج صدرها وترّطب قلبها، إلا أنّ القابع في البيت الأبيض رجل أعمال لا يهتم كثيراً، ولا يتوقف طويلاً أمام فكرة أنّ عدو عدوي صديقي، وإنّما يشدّه ويجذبه مكاسب الصفقات ولغة الأرقام والأنظمة المحاسبية وجني الأرباح من رحم المساعدات الدولية والتدخلات الإقليمية ودخان القنابل وقصف الصواريخ وأزيز الطائرات.
ها هو ترامب، شهبندر تجار وساسة العالم يطالب الرياض بدفع فاتورة ما تقوم به ست الحسن والجمال (الولايات المتحدة الأميركية) من أنشطة عسكرية حمائية ووقائية وهجومية في منطقتنا العربية، دفاعاً عن المملكة العربية السعودية التي توّرطت في سورية واليمن، وما برحت تخرج من "نقرة" حتى تقع في "دحديرة"، ولا تسألني عن معنى النقرة والدحديرة، لأنّ الأهم هو تعطّش ترامب للريال السعودي.
لم يعر الجانب السعودي اهتماماً لما سبق أن طالب به ترامب في حملته الإنتخابية من ضرورة دفع المملكة فاتورة خدمات الولايات المتحدة الحربية ومساعداتها العسكرية، معتقداً أنّ هذه شعارات انتخابية لدغدغدة المشاعر وحشد الأنصار وحصد الأصوات، آخذاً في حسبانه أنّ الأصول السعودية في الولايات المتحدة تقدّر بحوالي 750 مليار دولار، علماً أنّ الديون الأميركية للسعودية تزيد على 116 مليارا، أما حجم التبادل التجاري فيقارب الثلاثين مليار لصالح الجانب الأميركي، فبلاد العم سام تستورد نحو مليون برميل نفط خام يومياً مع طلوع كلّ شمس، وقبل استيقاظ النائمين الغافلين، لكن ترامب، وهو في كامل وعيه ويقظته، يطلب المزيد، لأنّ البطن الأميركية شاسعة كاتساع المحيط الأطلسي المطلّة عليه، وأمعاؤها تقوى على هضم مزيد من المليارات السعودية الباحثة عن مرفأ أميركي دافئ وصدر ترامب الحنون.
بيد أنّي لا أرى غضاضةً سعودية أو ممانعة حجازية تجاه أطماع ترامب غير المنتهية، وأخال الولايات المتحدة والعربية السعودية يتنزهان سوياً، وهما ينشدان أغنية الطفلة المعجزة فيروز مع الفنان المخضرم أنور وجدي: معانا ريال.. معانا ريال. ولكنه ليس الريال المصري في أربعينات القرن الفائت، وإنما الريال السعودي 2017 م.
ها هو ترامب، شهبندر تجار وساسة العالم يطالب الرياض بدفع فاتورة ما تقوم به ست الحسن والجمال (الولايات المتحدة الأميركية) من أنشطة عسكرية حمائية ووقائية وهجومية في منطقتنا العربية، دفاعاً عن المملكة العربية السعودية التي توّرطت في سورية واليمن، وما برحت تخرج من "نقرة" حتى تقع في "دحديرة"، ولا تسألني عن معنى النقرة والدحديرة، لأنّ الأهم هو تعطّش ترامب للريال السعودي.
لم يعر الجانب السعودي اهتماماً لما سبق أن طالب به ترامب في حملته الإنتخابية من ضرورة دفع المملكة فاتورة خدمات الولايات المتحدة الحربية ومساعداتها العسكرية، معتقداً أنّ هذه شعارات انتخابية لدغدغدة المشاعر وحشد الأنصار وحصد الأصوات، آخذاً في حسبانه أنّ الأصول السعودية في الولايات المتحدة تقدّر بحوالي 750 مليار دولار، علماً أنّ الديون الأميركية للسعودية تزيد على 116 مليارا، أما حجم التبادل التجاري فيقارب الثلاثين مليار لصالح الجانب الأميركي، فبلاد العم سام تستورد نحو مليون برميل نفط خام يومياً مع طلوع كلّ شمس، وقبل استيقاظ النائمين الغافلين، لكن ترامب، وهو في كامل وعيه ويقظته، يطلب المزيد، لأنّ البطن الأميركية شاسعة كاتساع المحيط الأطلسي المطلّة عليه، وأمعاؤها تقوى على هضم مزيد من المليارات السعودية الباحثة عن مرفأ أميركي دافئ وصدر ترامب الحنون.
بيد أنّي لا أرى غضاضةً سعودية أو ممانعة حجازية تجاه أطماع ترامب غير المنتهية، وأخال الولايات المتحدة والعربية السعودية يتنزهان سوياً، وهما ينشدان أغنية الطفلة المعجزة فيروز مع الفنان المخضرم أنور وجدي: معانا ريال.. معانا ريال. ولكنه ليس الريال المصري في أربعينات القرن الفائت، وإنما الريال السعودي 2017 م.