"وول ستريت جورنال": ترامب يريد ضربة "شرسة تتجاوز الحدود" لنظام الأسد

14 ابريل 2018
يريد ترامب رداً عسكرياً واسعاً (Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية الجمعة، أن الرئيس دونالد ترامب يريد ضربة "شرسة تتجاوز الحدود" للنظام السوري، رداً على هجمات الغوطة الكيميائية.

وبحسب الصحيفة فإن رغبة ترامب قابلتها اعتراضات مسؤولين أميركيين، أبرزهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، وأن الرئيس الأميركي غير راضٍ عن الخيارات العسكرية التي قدّمها مستشاروه.

وبحسب المصادر، فإن ترامب ضغط، خلال اجتماعاته مع ماتيس، من أجل شن هجوم لن يعاقب النظام السوري فحسب، بل سيمتد إلى اثنين من رعاته الدوليين، روسيا وإيران.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول لم تكشف اسمه "يريد من ماتيس أن يتجاوز الحدود أكثر قليلاً".

لكن ماتيس قلق من أن الإدارة الأميركية تفتقر إلى استراتيجية أوسع في سورية، وأن الضربات العسكرية يمكن أن تؤدّي إلى صدام خطير مع روسيا وإيران، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون.

وخلال اليومين الماضيين، أتيحت الفرصة للبنتاغون لشن هجمات مرتين ضد النظام، انتقاماً لهجوم بالأسلحة الكيميائية، لكن ماتيس أوقفها، طبقاً لمسؤولين أميركيين.

وقال مسؤولون، بحسب ما تنقل وول ستريت جورنال، إن الجيش حدّد نقاطاً محتملة لضربات، ليلة الخميس، لكن ماتيس ألغى المخططات، بسبب المخاوف من خطر تصعيد أوسع مع الروس على وجه الخصوص.

وبوصفها ساحة معركة معقدة مليئة بالمليشيات المتنافسة والقوات الأجنبية، تشكّل سورية أصعب اختبار حتى الآن لترامب كقائد أعلى للقوات المسلحة. وهو الذي أمر قبل عام واحد بضربة صاروخية ضد مطار في سورية، رداً على هجوم كيميائي.

لكن ترامب يقوم هذه المرة بتشكيل ائتلاف دولي من المفترض أنه سيشارك في عملية عسكرية، وهو السيناريو الذي قال المسؤولون والخبراء إنه يتطلّب تخطيطاً دقيقاً. كما أن ترامب يواجه قيادة البنتاغون المتشككة والمترددة، بحسب الصحيفة.

ويركز ترامب بشدة على القضية السورية ويستشير موظفيه حول أفضل رد، وتشمل استشاراته أعضاء الفريق القانوني الذين يدافعون عنه في تحقيق التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية، وذلك بحسب مصادر في البيت الأبيض. وأضافت المصادر أن ترامب طلب مواد إعلامية وتم عرض صور لأطفال لديهم فقاعات رغوية تخرج من أفواههم وأعراض تسمم بالأسلحة الكيميائية عليه.

ويقف إلى جانب ترامب في رؤيته المفضلة للعمل العسكري مستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون، ويحبّذ بولتون هجوماً قد يكون "مدمراً"، ما يعطّل جزءاً من حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والبنية التحتية، وفقاً لشخص على علم بتفكير بولتون. "لا يريد بولتون أن يعيد تنفيذ هجوم عام 2017 الذي ضرب مطار الشعيرات"، بحسب وول ستريت جورنال.

الخلاف حول سورية يمثّل المرة الأولى التي يقدم فيها ماتيس آراءه المخالفة لترامب من دون دعم من وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، الذي كان قد وقف مع رئيس البنتاغون في كل القضايا الرئيسية التي عرضت على الرئيس.

أما في هذه المرة فيبدو ماتيس صوتاً وحيداً للمعارضة في الاجتماعات الأمنية، بحسب ما تنقل الصحيفة عن مصادرها، فيما أعلن كل من بولتون، والقائم بأعمال وزير الخارجية جون سوليفان، والسفيرة الأميركية بالأمم المتحدة نيكي هايلي، دعمهم الضربات العسكرية. 

(العربي الجديد)

المساهمون