ترقّب لبناني للتصعيد الإسرائيلي: اتصالات سياسية وتطمينات للجيش بـ"هدوء" الحدود
وتنبع الخشية الشعبية اللبنانية من عدوانٍ جديد، من التهديدات المتواصلة لدولة الاحتلال حيال هذا البلد، وحكومته، والتي تصاعدت مؤخراً على المنابر الدولية، وفي الأروقة الدبلوماسية، وعبر الوسطاء، محذرة من تفاقم قوة "حزب الله"، بالتزامن مع التصعيد الأميركي - الإسرائيلي حيال إيران، والقلق الإسرائيلي المتواصل من تمدد قدرات الحزب اللبناني والحرس الثوري الإيراني على الحدود مع الجولان المحتل. كما يُخشى من ارتفاع وتيرة التوتر، في ما يبدو أنه محاولة لدولة الاحتلال لاستغلال قرار مجلس الأمن 1701، لتبرير أي تصعيد، "دبلوماسياً" كان أم عسكرياً، من الممكن أن يصل إلى حدّ عدوان شامل.
في المقابل، خرج الدعم الأميركي على الفور للتحرك الإسرائيلي، إذ سارع البيت الابيض إلى إعلان دعمه الكامل الثلاثاء لعملية جيش الاحتلال لتدمير ما ادعى أنه أنفاق لـ"حزب الله". وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون في تصريح "تدعم الولايات المتحدة بقوة جهود اسرائيل للدفاع عن سيادتها"، مضيفاً "ندعو إيران وكلّ عملائها إلى وقف تعدياتهم واستفزازهم الإقليمي الذي يشكل تهديدا غير مقبول للأمن الإسرائيلي والإقليمي".
لبنانياً، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الأنباء اللبنانية) أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تابع التطورات في منطقة الحدود الجنوبية، بعدما باشرت إسرائيل القيام بحفريات قبالة الأراضي اللبنانية، وهو أجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون، لافتة إلى أنه "تم خلال هذه الاتصالات تقييم الموقف في ضوء المعطيات المتوافرة حول أبعاد العملية الإسرائيلية، وطلب من الأجهزة الأمنية متابعة الموقف بدقة".
بيانا الجيش و"يونيفيل"
أكد الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، أن الوضع على الحدود مع فلسطين المحتلة "هادئ ومستقر، وهو قيد متابعة دقيقة".
وقالت قيادة الجيش اللبناني، في بيان، إنه "على ضوء إعلان العدوّ الإسرائيلي فجر اليوم، إطلاق عملية درع الشمال، المتعلقة بأنفاق مزعومة على الحدود الجنوبية، تؤكّد قيادة الجيش أن الوضع في الجانب اللبناني هادئ ومستقر، وهو قيد متابعة دقيقة".
ولفت البيان إلى أن "وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة، تقوم بتنفيذ مهماتها المعتادة على طول الحدود، بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لمنع أي تصعيد أو زعزعة للاستقرار في منطقة الجنوب"، مشيراً إلى أن "الجيش على جهوزية تامّة لمواجهة أي طارئ".
من جهتها، قالت قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان "يونيفيل"، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغها، صباح الثلاثاء، بأنه "بدأ أنشطة جنوب الخط الأزرق، للبحث عن ما يشتبه أنه أنفاق".
وقالت يونيفيل إن "الوضع العام في منطقة عمليات يونيفيل لا يزال هادئا، وتعمل يونيفيل مع جميع المحاورين من أجل الحفاظ على الاستقرار العام".
وأشارت إلى أن "جنود حفظ السلام التابعين ليونيفيل، زادوا من دورياتهم على طول الخط الأزرق، إلى جانب القوات المسلحة اللبنانية، للحفاظ على الاستقرار العام وتجنب أي سوء فهم قد يؤدي إلى تصعيد"، مضيفة أن رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، على اتصال وثيق مع كل من القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي".
وحثّ كول، جميع الأطراف على "استخدام الآليات التي تضطلع بها يونيفيل، في مجال الارتباط والتنسيق والآلية الثلاثية لتهدئة أي توتر".