أظهرت دراسة أجرتها شركة "ميديالوغيا" الروسية المتخصصة في رصد وسائل الإعلام، أن الخطاب الإعلامي الروسي لم يعد يصور أوكرانيا على أنها "العدو الأكبر" لأول مرة منذ عام 2013، لتحل تركيا محلها بعد حادثة إسقاط قاذفة "سو-24" في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وشملت الدراسة حصر حالات ذكر أوكرانيا والولايات المتحدة وتركيا وتنظيم "داعش" في "سياق عدائي" بوسائل الإعلام والمدونات الروسية في عام 2015.
وعلى الرغم من أن أوكرانيا والولايات المتحدة ظلتا في المرتبتين الأولى والثانية على التوالي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، إلا أن اللهجة العدائية تجاههما كانت في تراجع مستمر.
وإذا كان التلفزيون الروسي يستخدم لفظ "زمرة" في إشارة إلى السلطات الأوكرانية حوالي 20 مرة شهريا في بداية العام، إلا أنه لم يعد يستخدم هذه الكلمة تقريبا بحلول نهاية العام، كما لم يعد يصفها بأنها سلطات "غير شرعية".
ومن أسباب تخفيف الإعلام الروسي من لهجته تجاه واشنطن وكييف، استئناف الاتصالات الروسية الأميركية على أعلى مستوى، والتوصل إلى اتفاق سحب الأسلحة بين الحكومة الأوكرانية ومسلحي منطقة دونباس (دونيتسك ولوغانسك) الواقعة في شرق أوكرانيا والموالية لروسيا.
وبعد بدء العملية العسكرية الروسية في سورية في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، تصدر تنظيم "داعش" المشهد الإعلامي في روسيا خلال أول أسبوعين ليصفه التلفزيون الروسي بأنه "عدو" قرابة 20 مرة أسبوعيا، قبل أن يتراجع ويعود إلى الصدارة من جديد بعد حادثة تحطم طائرة "أيرباص-321" الروسية في سيناء في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن بعد حادثة الطائرة الحربية الروسية على الحدود السورية التركية، بدأ الإعلام الروسي بشن هجوما شرسا على تركيا، مرددا تعبير "طعنة في الظهر من أعوان الإرهاب" الذي استخدمه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فور وقوع الحادثة.
ومنذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أصبحت تركيا هي العدو الأول في مرآة الإعلام الروسي، إذ خُصصت حلقات كاملة من البرامج الإخبارية والنقاشية لـ"فضح" القيادة التركية التي "تشتري النفط من داعش" وتقوم بـ"تضييق الإعلام" وتنتهج سياسة نحو "أسلمة البلاد" و"تؤوي المتطرفين"... إلخ.
وارتفع عدد حالات ذكر تركيا في سياق الحديث عن "الإرهاب" في الإعلام الروسي من حوالي 20 إلى نحو 150 مرة أسبوعيا بعد الحادثة، لتزاحم بذلك أوكرانيا والولايات المتحدة وحتى "داعش".