ويأتي الجدار الفاصل بين تركيا وسورية ثالث أطول جدار عالمياً بعد سور الصين العظيم، والجدار الأميركي على الحدود مع المكسيك، ويتضمن أبراجاً محصنة، وأبواباً أمنية، ضمن إجراءات الحكومة التركية.
ويمتد الجدار على طول 711 كيلومترا من الحدود السورية باستثناء مناطق من حوض نهر العاصي، كما وُضعت كتل إسمنتية مختلفة بارتفاع 3 أمتار وسماكة مترين بوزن 7 أطنان، ووضعت أيضاً 1350 كتلة إسمنتية، إضافة للجدار، إذ تبلغ الحدود الكلية 911 كيلومترا.
كذلك، تتضمن الإجراءات عزل المناطق التي فيها ألغام مع الاستمرار بنزعها، بينما جرى إنشاء طريق على طول الحدود مع سورية بجانب الجدار. ويساهم الطريق بوصول أي دورية في مسافة 30-40 كيلومترا خلال 15 دقيقة، كما رفعت فوق الجدران أسلاك شائكة بارتفاع متر.
وبحسب رئيس شركة "توكي"، التي تشرف على إنشاء الجدار، إرغون توران، فإن الجدار على الحدود السورية استكمل، في حين استكمل 100 كيلومتر من الحدود مع إيران من أصل 144 كيلومترا.
وأوضح توران، في تصريحات للصحافيين، أن هذه الجدار "يساهم في منع تسلل الإرهابيين ومنع عمليات التهريب خاصة على الحدود الإيرانية"، لافتاً إلى أنه "سيتم إنشاء الجدار على الحدود العراقية بأقرب وقت".
وأشار إلى أنه "ضمن إطار الإجراءات التركية جرى تنفيذ أبراج محصنة على شكل مخافر أبراج، بارتفاع 15 متراً، بإجمالي 5 طوابق، يبلغ عددها 22 في المنطقة الممتدة بين ولايتي غازي عنتاب وكيلس، وهي محصنة ضد الصواريخ، وتبلغ سماكة الجدران 30 سنتمترا، محصنة بالفولاذ، وهي مزودة بكافة حاجات الجنود هناك، وهناك طوابق المراقبة والمعيشة والمطبخ وما شابه ذلك".
وجرى أيضاً، بحسب توران، بناء 59 باباً أمنياً محصناً أمام سيارة تبلغ حمولتها 7 آلاف طن تسير بسرعة 80 كيلومترا، بعرض 5 أمتار، 44 منها على الحدود مع سورية، و14 منها على حدود إيران، وجرى استخدام مواد خاصة في صناعة هذه الأبواب، عبر الشركات التركية.
وعانت تركيا على مدار سنوات من الحدود السورية، من خلال تسلل مقاتلي تنظيم "داعش"، والذين نفذوا عمليات إرهابية داخل البلاد، فضلاً عن تسلل المقاتلين الأكراد من حزب "العمال الكردستاني"، و"وحدات حماية الشعب"، ما استدعى إنشاء هذا المشروع في إطار الإجراءات الحكومية لتوفير حماية أكبر لتركيا.