جددت تركيا، اليوم الخميس، عزمها على دخول مدينة تل رفعت في ريف حلب الغربي، وطرد المليشيات الكردية منها، في وقت زار وفد من "التحالف الدولي" مدينة منبج، سبقته زيارة لوفد بريطاني إلى عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، في ظلّ تجاذبات بين أنقرة ودول غربية حول مستقبل هذه المناطق، التي تسيطر عليها المليشيات الكردية بدعمٍ أميركي.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، إن بلاده "ستطهر تل رفعت من حزب الاتحاد الديمقراطي"، الذي وصفه بـ"الإرهابي"، وذلك "على غرار عفرين"، معتبراً أن "النهاية اقتربت هناك أيضاً".
ونقلت وسائل إعلام تركية عن بوزداغ قوله إن أنقرة "لن تسمح بالعبث في وحدة سورية، أو إجراء تغيير ديمغرافي فيها، مبني على المذهبية".
من جهته، اعتبر المتحدث الرسمي باسم "الجيش السوري الحر"، المقدم محمد الحمادين، أن تكرار التصريحات التركية حول دخول تل رفعت، يشير إلى "جديّة القوات التركية والجيش السوري الحر في حسم الأمر".
وأوضح الحمادين، في تصريح صحافي، أن مفاوضات لا تزال جارية بشأن مصير المدينة من أجل تسليمها وجميع القرى الواقعة في محيطها إلى الجيش السوري الحر، معرباً عن اعتقاده بأن الأيام القليلة المقبلة ستشهد خطوات مهمة تتعلق بمصير المدينة وما حولها.
وكانت "وحدات حماية الشعب" الكردية سيطرت على مدينة تل رفعت والعديد من القرى في محيطها، بدعم جوي روسي مطلع شباط/فبراير 2016، بالتزامن مع دخول قوات النظام إلى بلدتي نبل والزهراء.
إلى ذلك، زار وفد من "التحالف الدولي"، الذي تقوده الولايات المتحدة، مدينة منبج، شرقي حلب، وسط تطورات سياسية تعيشها المدينة.
وقال "مكتب منبج الإعلامي" إن اجتماعاً عقد صباح اليوم، الخميس، بين الوفد الأميركي و"الإدارة الذاتية" في منبج، بهدف "تعزيز التعاون" بين "التحالف" وهذه الإدارة، مشيراً الى أن النقاش دار "حول المستجدات الأخيرة والتطورات السياسية على المستويين الداخلي والخارجي".
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر محلية أن الجانب الكردي طالب خلال الاجتماع بضرورة إيفاء الأميركيين بتعهداتهم والتزاماتهم تجاه الحفاظ على أمن واستقرار منبج وتعزيز الانتشار فيها، بما في ذلك تكثيف الانتشار على خط جبهة الساجور، شمالي منبج، من خلال إنشاء نقاط مراقبة على طول الحدود، وقاعدة مراقبة أميركية ثابتة ومجهزة بالأسلحة الثقيلة.
ووفق "مكتب منبج الإعلامي"، الذي نشر صوراً للاجتماع، ستنتشر القوات الأميركية على بعد 50 كيلومتراً من خطوط التماس بين قوات "مجلس منبج العسكري" وتركيا، على أن تكون القاعدة الجديدة مركز قيادة لمجموعة قواعد أخرى قيد الإنجاز على كامل خطوط التماس، وفق المكتب.
وكانت تركيا قالت، أمس، إن الولايات المتحدة تعمل على بناء قاعدة عسكرية جديدة في منبج، كما دفعت بتعزيزات عسكرية إليها.
ويتزامن الاجتماع مع تخطيط الجيش الأميركي لإرسال عشرات من الجنود إلى شمالي سورية، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مصادر في وزارة الدفاع (البنتاغون)، وذلك عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن انسحاب أميركي قريب من سورية.
وكان مسؤولون أتراك أكدوا أخيراً عزم بلادهم على التحرك إلى منبج ما لم ينسحب منها المقاتلون الأكراد، لكنهم يصطدمون بوجود قوات أميركية.
وكان وفد بريطاني زار مدينة عين العرب (ﻛﻮﺑﺎﻧﻲ)، شرق حلب، أمس الأربعاء، حيث التقى "الإدارة الذاتية ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ" ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎﻧﻲ ﻭﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ المجتمع الديمقراطي.
وضمّ الوفد، بحسب مصادر كردية، النائب عن "حزب العمال البريطاني" ﻟﻮﻳﺪ ﺭﺳﻞ ﻣﻮﻳﻞ، وﺍﻟسيناتور ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﻣﻮﺭﻳﺲ ﻏﻼﺳﻤﺎﻥ، ومدير مكتب النقابات الدولية ﺳﻴﻤﻮﻥ ﺩﺑﻴﻨﻎ، ومسؤول النقابات في بريطانيا ريان فليتشر، ومدير مركز التقدم الكردي إبراهيم دوغوس.