أعلنت تركيا الثلاثاء تعليق مشروعها لاستكشاف الطاقة في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط في بادرة ترمي إلى تهدئة التوتر الشديد مع أثينا.
وأعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن استعداد بلاده، دون قيد ولا شرط مسبق، للعمل من أجل أن يعود شرقي المتوسط من كونه ساحة صراع إلى بحر للسلام.
وأضاف قالن في تصريح لقناة "سي إن إن تورك"، الثلاثاء، أن المستشار ة الألمانية أنغيلا ميركل تلعب دورا بنّاءً كوسيط في هذه المرحلة التي تشهد توترا مع اليونان، إثر إخطار "نافتكس" الذي أطلقته البحرية التركية قبل أيام شرقي المتوسط.
ولفت إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في وجود فجوات في المنطقة الاقتصادية الخالصة المتعلقة بالجرف القاري لبحر إيجة والجزر وشرقي المتوسط، مؤكدا أنه "لا يوجد تعريف قانوني بهذا الخصوص، حيث ينص القانون البحري الدولي على حل القضايا المتنازع عليها بشكل ثنائي بين الدول".
وأشار قالن إلى وجود أرضية للحوار مع اليونان، مؤكدا استعداد بلاده لإجراء محادثات معها دون شروط مسبقة في كافة القضايا الثنائية.
كما شدد قالن على ضرورة البدء بشكل متوازٍ بمفاوضات على المناطق المتنازع عليها في قبرص بين جمهورية شمال قبرص التركية والجانب الرومي من الجزيرة.
وأوضح أن سفينة "أوروج ريّس" من المخطط لها أن تجري مسحا على بعد 180 كيلومترا من جزيرة ميس، مؤكدا أن السفينة ستتوقف مدة من الزمن بتعليمات من الرئيس التركي حتى تظهر ثمار المفاوضات.
وأفاد بأن المبدأ الأساسي لأردوغان يكمن في قوله "فلنكن دائما متقدمين خطوة إلى الأمام في هذه المفاوضات".
ووجه قالن رسالة إلى اليونان وقبرص بقوله "فلنعمل على حل قضايانا الثنائية بشكل ثنائي، ولا تحاولوا الضغط على تركيا من خلال عضويتكم في الاتحاد الأوروبي، حينها لن تتمكنوا من تحصيل أي نتيجة".
وتتهم تركيا اليونان بمحاولة استبعادها من عوائد اكتشافات النفط والغاز في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط، مشددة على ضرورة تقسيم الحدود البحرية للاستغلال التجاري بين البر الرئيسي لكلا البلدين، وعدم تضمين الجزر اليونانية على قدم المساواة. وتؤكد أثينا أن موقف تركيا هو انتهاك للقانون الدولي.
ترحيب يوناني
من جانبها، رحبت أثينا بقرار أنقرة تعليق أنشطة تنقيب سفينة "أوروج ريّس"، التركية في شرق المتوسط لمدة زمنية، تمهيدا لاستئناف حوار مع اليونان، واصفه القرار بـ"التطور الإيجابي".
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليو بيتاس حول الحوار المحتمل بين بلاده وتركيا لحل مشاكل تحديد الجرف القاري والصلاحيات البحرية بين البلدين: "قد تكون هذه المباحثات على شكل اللقاءات الاستكشافية التي توقفت في السابق، لكن بالطبع لا يمكن أن تكون مع التهديدات وفرض الأمر الواقع".
ووصف بيتاس القرار التركي بـ"التطور الإيجابي"، مرحباً به ومؤكداً أن أثينا ترغب ببقاء قنوات الاتصال مفتوحة من أجل تحديد الصلاحيات البحرية بين البلدين.
ووصف مهمة البحث الأخيرة بأنها "غير قانونية" لكنه أضاف أنه يأمل في أن تجري الدولتان محادثات جوهرية.
ورحب وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس بالقرار التركي، وأضاف في تصريحات صحافية بمناسبة زيارة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا التي زارت أنقرة الاثنين "إنها خطوة نحو نزع فتيل الأزمة لنكن واضحين، خلافاتنا تتعلق بترسيم الهضبة القارية والمناطق البحرية الخالصة"، مؤكدا أن "اليونان مستعدة دائما للحوار لكن ليس تحت التهديد".
من جانبها، عبرت وزيرة الخارجية الإسبانية آرانتشا جونثاليث لايا اليوم الثلاثاء عن أملها في إجراء حوار مع أنقرة بشأن التنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط بعد أن أبدى نظيرها التركي مولود جاووش أوغلو استعدادا للشروع في محادثات في هذا الصدد.
وقالت الوزيرة الإسبانية في مؤتمر صحافي عقدته في أثينا عقب زيارة لتركيا، حيث قالت إن جاووش أوغلو أبدى استعدادا لوقف التنقيب في المنطقة لشهر على الأقل "ينبغي تحويل ذلك إلى فعل. ليس كافيا أن تقول إنك تريد الحديث".
وقادت ألمانيا جهوداً دبلوماسية بين الجانبين، واستضافت في وقت سابق من هذا الشهر اجتماعاً ضم قالين ورئيس المكتب الدبلوماسي لرئيس الوزراء اليوناني. وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو. عن الاجتماع الذي عقد في برلين بعد عدة أيام.