وأكدت المصادر تصاعد حدة الرفض الشعبي الكردي بكردستان العراق، لتواجد مقاتلي الحزب في مناطقهم، بسبب تسببهم بخسائر مادية نتيجة عمليات القصف الجوي التركي على المنطقة، وما يلحقه من أضرار طاولت الممتلكات العامة والخاصة.
وقال أحد الشهود في قرية سركلي العراقية الحدودية مع تركيا، إن مسلحين تابعين لحزب العمال الكردستاني، يتمركزون بالقرب من قريتهم، أطلقوا النار من رشاشات ثقيلة من نوع "دوشكا" على الطائرات التركية، ما استدعى قصف الطائرات مواقع الحزب وإلحاق خسائر بالغة في صفوفهم، مبيناً أن الطيران التركي دمر مواضع ومقرات للحزب في مناطق حدودية أخرى.
بدوره، أوضح جوتيار نهيلي، وهو أحد وجهاء قرية سركلي التابعة لقضاء العمادية بمحافظة دهوك، لـ"العربي الجديد"، إن "الطائرات التركية بدأت بقصف محيط قريتهم صباح الجمعة ودام القصف نحو ساعتين".
كما لفت إلى أن "القصف ألحق أضراراً بمصادر مياه الشرب والسقي في القرية، كما تسبب باحتراق مساحات من الغابات الطبيعية الواقعة بجبل كاره القريب من القرية"، مبيناً أن القصف لم يتسبب بأي خسائر بشرية بين المدنيين.
ويتخذ حزب العمال الكردستاني التركي من محيط قرية سركلي والعشرات من القرى في محافظة دهوك، مقرات دائمة وأخرى مؤقتة، وهو ما يرفضه الأهالي، لأنه يعرض قراهم لهجمات المدفعية التركية وسلاح الجو التركي.
ويُصنف الحزب كمنظمة إرهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وأستراليا ودول أخرى.
إلى ذلك، تحدثت مصادر حكومية كردية في إقليم كردستان، عن موجة غضب واسعة في الشارع الكردي من مقاتلي الحزب، مطالبين إياه بالرحيل عن قراهم ومدنهم الحدودية بين تركيا والعراق.
وعلق ناشطون لافتات في مناطق عدة تطالب الحزب بالمغادرة، حملت عبارات مختلفة من بينها "خذوا شركم وارحلوا عن مناطقنا".
وتتجنب السلطات في كردستان الدخول في مواجهة مسلحة مع الحزب، إذ تسعى بشكل سياسي لإقناعه بالانسحاب من مناطق دخلها في الإقليم قبل سنوات، بعد نجاح حملات الجيش التركي في إجباره على التراجع وإلحاق خسائر كبيرة به.