تثير الحملة التي تشنها كل من الرياض وأبوظبي والقاهرة على الدوحة، الكثير من التوجس في أروقة صنع القرار التركي، فضلاً عن الرأي العام في هذا البلد، وهو ما ظهر بشكل تصاعدي في تصريحات المسؤولين الأتراك، التي بدأت "محايدة"، يوم الاثنين، أول أيام الحملة الرسمية، وراحت تتخذ طابع انتقاد الإجراءات مع مرور الساعات.
ويعكس الجو العام في تركيا توجساً من شراسة الحملة، لدرجة أصبح الموضوع يحتل حيزاً واسعاً من السجال العام وفي الإعلام. أمّا على المستوى الرسمي، فقد بادرت القيادة التركية إلى الاتصال بكافة العواصم المعنية، من الدوحة إلى الرياض فالكويت وغيرها، من دون أن تتحول هذه الاتصالات إلى مبادرة وساطة رسمية لا تزال محصورة بدولة الكويت.
ويترجم التوجس التركي في كلام الرئيس رجب طيب أردوغان عن "عدم صوابية العقوبات على قطر"، وفي مواقف رئيس الحكومة بن علي يلدريم عن أنه "لا يجب أن تتوتر العلاقات بين دول بناءً على أخبار كاذبة"، في تذكير بأن الحملة الإعلامية لمحور الرياض ــ أبوظبي ــ القاهرة، بنيت أساساً على فبركة خطاب نسب زوراً إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
اقــرأ أيضاً
كما يترجم القلق الرسمي إزاء أهداف هذه الحملة بلقاء يجمع، اليوم، المسؤولين الأتراك مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في أنقرة، بناء على طلب طهران، للتباحث في ما يخص الحملة على قطر، إذ يلتقي الوزير الإيراني مع أردوغان في الساعة الخامسة عصر اليوم بتوقيت أنقرة، قبل أن يتوجه الأخير إلى ولاية قايصري.
ومن المقرر أن يجتمع أردوغان مع من الرئيس التركي السابق، عبد الله غول، ورئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، غدا في قايصري، على هامش حفل إفطار تقيمه الولاية.
وتتعاطى تركيا مع تطورات الحملة المتصاعدة ضد قطر على اعتبارها "تؤثر على تركيا بالدرجة الأولى"، بحسب تعبير نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة، نعمان كورتولموش، اليوم الأربعاء.
وأكد مصدر تركي مطلع لـ"العربي الجديد"، أن أنقرة غير مقتنعة على الإطلاق بأن حملة أبوظبي والرياض على الدوحة أسبابها موضوعية، ولكنها ترى في الأمر هجوماً له أبعاد مختلفة، تأتي على رأسها محاولة السيطرة على قرار قطر وسياستها الخارجية المستقلة عن محور الرياض ــ أبوظبي، وهو ما تعتبره القيادة التركية تهديداً مباشر للأمن القومي التركي، خصوصاً أن أشخاصاً حاسمين في قيادة الحملة تعتبرهم تركيا أصحاب دور رئيسي في محاولة الانقلاب التي تعرضت لها أنقرة في منتصف يوليو/تموز الماضي.
ويحيل حديث اتهام أنقرة لشخصيات عربية معينة بالتورط بمحاولة انقلاب 15 يوليو الماضي، إلى عودة الكلام، ولو تلميحاً، في أنقرة، عن إمكانية حدوث محاولة انقلابية جديدة، إذ نقل الكاتب في صحيفة "حرييت"، عبد القادر سيلفي، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار في حزب "العدالة والتنمية"، عمّن سماهم "أنصار حركة الخدمة" المتواجدين في جزيرة رودوس اليونانية، قولهم "سنرى ماذا سيحصل حتى 15 يونيو/حزيران، هذه المرة ستُراق الكثير من الدماء، سنرى من سيشهد العيد هذه المرة"، في إشارة إلى عيد الفطر الذي يصادف أواخر الشهر الحالي.
من هنا، يمكن فهم ما سربته وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، عن مسؤولين أتراك في الحزب الحاكم، "العدالة والتنمية"، حول ترجيح تمرير سريع لتشريع تركي يسمح بنقل المزيد من القوات العسكرية التركية إلى القاعدة العسكرية المتواجدة في قطر، بموجب اتفاق عسكري قديم بين البلدين.
ووصل الأمر بأردوغان إلى حد قوله، أمس الثلاثاء، خلال إفطار رمضاني: "أود أن أقول إننا لا نرى العقوبات الموجهة ضد قطر أمراً صائباً. لا بد من حل الأمر عبر الحوار المتبادل، ونقدر الموقف القطري الهادئ".
وأضاف: "سنستمر في فعل ما بوسعنا لإنهاء الأزمة في الخليج بأسرع وقت ممكن، ونرى أمر توصيف قطر بدعم الإرهاب أمراً ثقيلاً للغاية. هناك من يحاول اللعب من وراء الأزمة القطرية"، وتابع: "سنستمر في توسيع علاقاتنا مع قطر".
اقــرأ أيضاً
ويعكس الجو العام في تركيا توجساً من شراسة الحملة، لدرجة أصبح الموضوع يحتل حيزاً واسعاً من السجال العام وفي الإعلام. أمّا على المستوى الرسمي، فقد بادرت القيادة التركية إلى الاتصال بكافة العواصم المعنية، من الدوحة إلى الرياض فالكويت وغيرها، من دون أن تتحول هذه الاتصالات إلى مبادرة وساطة رسمية لا تزال محصورة بدولة الكويت.
ويترجم التوجس التركي في كلام الرئيس رجب طيب أردوغان عن "عدم صوابية العقوبات على قطر"، وفي مواقف رئيس الحكومة بن علي يلدريم عن أنه "لا يجب أن تتوتر العلاقات بين دول بناءً على أخبار كاذبة"، في تذكير بأن الحملة الإعلامية لمحور الرياض ــ أبوظبي ــ القاهرة، بنيت أساساً على فبركة خطاب نسب زوراً إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
كما يترجم القلق الرسمي إزاء أهداف هذه الحملة بلقاء يجمع، اليوم، المسؤولين الأتراك مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في أنقرة، بناء على طلب طهران، للتباحث في ما يخص الحملة على قطر، إذ يلتقي الوزير الإيراني مع أردوغان في الساعة الخامسة عصر اليوم بتوقيت أنقرة، قبل أن يتوجه الأخير إلى ولاية قايصري.
وتتعاطى تركيا مع تطورات الحملة المتصاعدة ضد قطر على اعتبارها "تؤثر على تركيا بالدرجة الأولى"، بحسب تعبير نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة، نعمان كورتولموش، اليوم الأربعاء.
وأكد مصدر تركي مطلع لـ"العربي الجديد"، أن أنقرة غير مقتنعة على الإطلاق بأن حملة أبوظبي والرياض على الدوحة أسبابها موضوعية، ولكنها ترى في الأمر هجوماً له أبعاد مختلفة، تأتي على رأسها محاولة السيطرة على قرار قطر وسياستها الخارجية المستقلة عن محور الرياض ــ أبوظبي، وهو ما تعتبره القيادة التركية تهديداً مباشر للأمن القومي التركي، خصوصاً أن أشخاصاً حاسمين في قيادة الحملة تعتبرهم تركيا أصحاب دور رئيسي في محاولة الانقلاب التي تعرضت لها أنقرة في منتصف يوليو/تموز الماضي.
ويحيل حديث اتهام أنقرة لشخصيات عربية معينة بالتورط بمحاولة انقلاب 15 يوليو الماضي، إلى عودة الكلام، ولو تلميحاً، في أنقرة، عن إمكانية حدوث محاولة انقلابية جديدة، إذ نقل الكاتب في صحيفة "حرييت"، عبد القادر سيلفي، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار في حزب "العدالة والتنمية"، عمّن سماهم "أنصار حركة الخدمة" المتواجدين في جزيرة رودوس اليونانية، قولهم "سنرى ماذا سيحصل حتى 15 يونيو/حزيران، هذه المرة ستُراق الكثير من الدماء، سنرى من سيشهد العيد هذه المرة"، في إشارة إلى عيد الفطر الذي يصادف أواخر الشهر الحالي.
من هنا، يمكن فهم ما سربته وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، عن مسؤولين أتراك في الحزب الحاكم، "العدالة والتنمية"، حول ترجيح تمرير سريع لتشريع تركي يسمح بنقل المزيد من القوات العسكرية التركية إلى القاعدة العسكرية المتواجدة في قطر، بموجب اتفاق عسكري قديم بين البلدين.
ووصل الأمر بأردوغان إلى حد قوله، أمس الثلاثاء، خلال إفطار رمضاني: "أود أن أقول إننا لا نرى العقوبات الموجهة ضد قطر أمراً صائباً. لا بد من حل الأمر عبر الحوار المتبادل، ونقدر الموقف القطري الهادئ".
وأضاف: "سنستمر في فعل ما بوسعنا لإنهاء الأزمة في الخليج بأسرع وقت ممكن، ونرى أمر توصيف قطر بدعم الإرهاب أمراً ثقيلاً للغاية. هناك من يحاول اللعب من وراء الأزمة القطرية"، وتابع: "سنستمر في توسيع علاقاتنا مع قطر".