استغلّ زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال قليتشدار أوغلو، تزايد أعداد اللاجئين السوريين في بلاده، ليبني حملة حزبه للانتخابات البرلمانية على أثر زيادتهم عن مليون و700 ألف، وعلى استنزاف الاقتصاد التركي، وما سبّبه السوريون من رفع نسبة البطالة بين الأتراك.
وطالب قليتشدار السوريين بالعودة إلى سورية، قائلاً "اذهبوا واعملوا في بلادكم، إذ يكفي ما سببتموه لتركيا على الصعد الاقتصادية والخدماتية، بعد إنفاق 5.5 مليارات دولار "وهي حلال عليكم، ولكن عودوا إلى بلدكم "واعداً في حال فوز حزبه بالانتخابات التي ستجري في حزيران/يونيو المقبل بـ"جلب السلام إلى سورية"، ملمحاً إلى الأثر الذي تركته مواقف حزب العدالة والتنمية الحاكم، على السوريين والأتراك، نتيجة "التدخل في الشأن السوري الداخلي".
المستشار في مركز الشرق للدراسات، جيواد غوك، رأى في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ لا جدوى من زجّ السوريين ضمن حملة رئيس حزب الشعب الجمهوري، لأنّها لن تزيد من مقاعد الحزب في البرلمان، التي تشكل 23% رغم أن وجود السوريين في تركيا، انعكس سلباً على الاقتصاد، وتسبب بزيادة نسبة البطالة بين القوة العاملة التركية".
ورأى أنّ "المعارضة عموماً وحزب الشعب الجمهوري بشكل خاص، سيبالغون باللعب على ورقة السوريين خلال الانتخابات المقبلة، رغم عدم جدوى هذه الورقة خلال الانتخابات السابقة، سواء البلدية أو البرلمانية أو الرئاسية، ولكن يحاول "الشعب الجمهوري" دغدغة مشاعر الناخبين من منطلقات طائفية".
وتوقّع غوك أن يستقيل رئيس حزب الشعب الجمهوري، قليتشدار أوغلو، من منصبه بعد الانتخابات، لأنه "غير كفوء لمواجهة حكومة أحمد داود أوغلو"، ولأنّ أحزاب المعارضة لم تقدّم شيئاً جديداً وبديلاً مقنعاً، عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم .
وتشير استطلاعات الرأي في تركيا، إلى أنّ حزب الشعب الجمهوري، سيخسر بعض مقاعده في البرلمان خلال الانتخابات المقبلة، ما دفع برئيسه للقيام بجولة على الأسواق والمدن ذات الغالبية الكردية والعلوية، والعزف على دور زيادة أعداد السوريين، والتكاليف التي تدفعها الحكومة التركية، بهدف زيادة الأصوات ومحاولة التأثير على ناخب حزب العدالة والتنمية الفقير".