18 يونيو 2021
ترميزات الأدب السياسي... جمهورية الواق واق نموذجاً
الأسبوع الأول: دعوات التظاهر والاحتجاج على منابر السوشيال ميديا تحث المواطنين على المشاركة في الاحتجاجات الواسعة في جمعة الغضب القادمة في ميدان عنترة بن شداد، والخوف كل الخوف أن تعلو سقوف المطالب بعد أن كانت تنادي فقط بحياة فضلى وحرية وعدالة اجتماعية، وهو ما أشار إليه وزير داخلية الواق واق يعرب بن قحطان محذراً من بعض الخونة والعملاء المأجورين والمندسين ممن استغلوا الضائقة المعيشية للقيام بالتخريب، ووضعوا أنفسهم كمرتزقة في خدمة أعداء الوطن، مذكراً بأن القانون يحظر التظاهر إلا بترخيص رسمي من وزارة الداخلية، وعلى المتظاهرين عدم الانجرار خلف قناة الجزيرة القطرية التي تحرض الشعوب على التحرر والانعتاق.
الأسبوع الثاني: تناقل أنباء تفيد بحصول اشتباكات متفرقة، ودعايات حول نشر مدرعات في شوارع العاصمة ذات العماد، والزعم بقرصنة وكالة أنباء الواق واق، وقوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وأنباء عن سقوط قتلى من مناصري الطرفين في بداية موجة قمعية تشهدها البلاد، والمتظاهرون ينادون بحل الحكومة وتسريع الإعلان عن أخرى جديدة في القريب العاجل.
الأسبوع الثالث: أنباء عن حملة اعتقالات تشمل الثوار الأحرار السائرين على درب سليمان بن كنعان أول شهيد سقط برصاصات الغدر، ما سيتكفل بتأجيج الشارع، واستنساخ المظاهرات في الأرياف.
الأسبوع الرابع: إطلاق سراح ثلة من الموقوفين، والإعلان عن تشكيل لجنة تقصي الحقائق في الأحداث الأخيرة، وإصدار بيان فحواه أنه لا يمكن تخوين من ينادي بالسلمية، ولا اتهام الجياع بأنهم عملاء للصهاينة.
الأسبوع الخامس: رئيس وزراء البلاد يعلن حالة الطوارئ والأحكام العرفية، ويحذر من فقدان الأمن والأمان الذي توفره الدولة لمواطنيها، ويتوعد من يتخابر مع الخارج، ويعد بإعلان دستوري بصلاحيات سياسية محددة ترضي المعارضة، ويؤكد على أن الحوار الجاد هو الوسيلة الوحيدة لتعزيز وتوسيع المشاركة السياسية دون إقصاء أحد.
الأسبوع السادس: الرئيس حي بن يقظان لوكالات الأنباء: "سنتجاوز الأزمة قريباً، ولا تلتفتوا لما تقوله القنوات المغرضة".
الأسبوع السابع: الإعلان عن مقتل ثمانية معارضين في مواجهات مستمرة أمام قصر زرقاء اليمامة بين أنصار الرئيس ومعارضيه.
الأسبوع الثامن: خبر عاجل بثه التلفاز الرسمي ومفاده بأن السيد الرئيس سيزور العشوائيات في مضارب بني عدنان، وسيعمل على إقرار حزمة من التشريعات التي سيتمخض عنها خفض الأسعار وبالأخص المواد الغذائية، ويقرر توزيع خمسين دولاراً على كل مواطن في إطار مساعيه المباركة لانتزاع فتيل الأزمة.
الأسبوع التاسع: تجدد المظاهرات وارتفاع سقف المطالب وسماع دعوات تنادي للمرة الأولى بإسقاط الرئيس حي بن يقظان.
الأسبوع العاشر: وزير الدفاع المشير ابن عربي يعلن تعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشعب، ويعد بانتقال الحكم سلمياً لسلطات مدنية منتخبة وفق الأعراف الديمقراطية.
الأسبوع الحادي عشر: أنباء غير مؤكدة عن هروب الرئيس حي بن يقظان من البلاد، فيما وزير الدفاع المشير ابن عربي يعهد بالحكم لمجلس انتقالي، ويتلو بيان التنحي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المواطنون، في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها جمهورية الواق واق قرر الرئيس حي بن يقظان تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد".
الأسبوع الثاني عشر: الشعب يخرج في حشود مليونية فرحا وابتهاجا بسقوط الرئيس المخلوع حي بن يقظان.
الأسبوع الثالث عشر: وضع الرئيس المخلوع حي بن يقظان في الحبس الاحتياطي برفقة رجالاته على ذمة قضايا فساد واستغلال للسلطة، وتعالي نداءات تطالب بحل الحزب الحاكم والبدء بمحاكمة فورية لأركان النظام.
الأسبوع الرابع عشر: المجلس الانتقالي يعلن إقرار انتخابات برلمانية ورئاسية حرة في القريب العاجل للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
بعد مرور أشهر: إعلان نتائج الانتخابات وحصول الحزب الوطني السابق على 60 في المائة من الأصوات! والتزوير يمارس على نطاق واسع، وموت أيقونة الثوار تحت التعذيب بسياط الحرس القديم، والتهيئة لإشغال الناس بالانتخابات الرئاسية.
بعد اكتمال إجراء الانتخابات الرئاسية: الإعلان عن فوز أول رئيس مدني منتخب ديموقراطياً يقظان بن سمحان.
الصورة عن قرب: القطط السمان تحرك الأحداث.
صدق الثائر الفرنسي الشهير جورج جاك دانتون عندما قال وهو أمام مقصلة الإعدام "إن الثورة تأكل أبناءها" فتعطيل المد الثوري بحريته التي كانت ترياقاً للانقلابات تسبب في قدوم الثورات المضادة الكاشفة لمدى انتهازية الدولة العميقة، ولم يشفع للمد الثوري قاعدته الجماهيرية وقيادته السلمية للمتظاهرين، فقامت دولة الحرس القديم بتحفيز آليات القمع والإكراه، عبر تدجين القضاء وشيوع الاغتيالات والتصفيات الجسدية، كل ذلك استوجب مراجعات تاريخية تسلط الأضواء على التمويل الخارجي ودوره في ما وصلت إليه الأمور.
وتؤكد المنظمات الحقوقية بدورها أن الفساد في الواق واق يستنسخ نفسه، والادعاءات الحكومية بوجود حرب تشن عليها من الخارج تتخذ ذريعة لمحاربة الإصلاح واستمرار الجور، ودولة الواق واق تدخل مرحلة حرجة جداً، بعيداً عن أرقام غينيس في التضليل التي تتيح دس الرأس في الرمال إثر اشتداد الوطأة الاقتصادية وفساد الأطعمة والأدوية، والفشل في كافة المناحي، في ظل فقدان البلاد لبوصلتها وعدم الاتعاظ بمصائر من سبق، وخدعة الانقلابات الصورية.
الأسبوع الثاني: تناقل أنباء تفيد بحصول اشتباكات متفرقة، ودعايات حول نشر مدرعات في شوارع العاصمة ذات العماد، والزعم بقرصنة وكالة أنباء الواق واق، وقوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وأنباء عن سقوط قتلى من مناصري الطرفين في بداية موجة قمعية تشهدها البلاد، والمتظاهرون ينادون بحل الحكومة وتسريع الإعلان عن أخرى جديدة في القريب العاجل.
الأسبوع الثالث: أنباء عن حملة اعتقالات تشمل الثوار الأحرار السائرين على درب سليمان بن كنعان أول شهيد سقط برصاصات الغدر، ما سيتكفل بتأجيج الشارع، واستنساخ المظاهرات في الأرياف.
الأسبوع الرابع: إطلاق سراح ثلة من الموقوفين، والإعلان عن تشكيل لجنة تقصي الحقائق في الأحداث الأخيرة، وإصدار بيان فحواه أنه لا يمكن تخوين من ينادي بالسلمية، ولا اتهام الجياع بأنهم عملاء للصهاينة.
الأسبوع الخامس: رئيس وزراء البلاد يعلن حالة الطوارئ والأحكام العرفية، ويحذر من فقدان الأمن والأمان الذي توفره الدولة لمواطنيها، ويتوعد من يتخابر مع الخارج، ويعد بإعلان دستوري بصلاحيات سياسية محددة ترضي المعارضة، ويؤكد على أن الحوار الجاد هو الوسيلة الوحيدة لتعزيز وتوسيع المشاركة السياسية دون إقصاء أحد.
الأسبوع السادس: الرئيس حي بن يقظان لوكالات الأنباء: "سنتجاوز الأزمة قريباً، ولا تلتفتوا لما تقوله القنوات المغرضة".
الأسبوع السابع: الإعلان عن مقتل ثمانية معارضين في مواجهات مستمرة أمام قصر زرقاء اليمامة بين أنصار الرئيس ومعارضيه.
الأسبوع الثامن: خبر عاجل بثه التلفاز الرسمي ومفاده بأن السيد الرئيس سيزور العشوائيات في مضارب بني عدنان، وسيعمل على إقرار حزمة من التشريعات التي سيتمخض عنها خفض الأسعار وبالأخص المواد الغذائية، ويقرر توزيع خمسين دولاراً على كل مواطن في إطار مساعيه المباركة لانتزاع فتيل الأزمة.
الأسبوع التاسع: تجدد المظاهرات وارتفاع سقف المطالب وسماع دعوات تنادي للمرة الأولى بإسقاط الرئيس حي بن يقظان.
الأسبوع العاشر: وزير الدفاع المشير ابن عربي يعلن تعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشعب، ويعد بانتقال الحكم سلمياً لسلطات مدنية منتخبة وفق الأعراف الديمقراطية.
الأسبوع الحادي عشر: أنباء غير مؤكدة عن هروب الرئيس حي بن يقظان من البلاد، فيما وزير الدفاع المشير ابن عربي يعهد بالحكم لمجلس انتقالي، ويتلو بيان التنحي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المواطنون، في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها جمهورية الواق واق قرر الرئيس حي بن يقظان تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد".
الأسبوع الثاني عشر: الشعب يخرج في حشود مليونية فرحا وابتهاجا بسقوط الرئيس المخلوع حي بن يقظان.
الأسبوع الثالث عشر: وضع الرئيس المخلوع حي بن يقظان في الحبس الاحتياطي برفقة رجالاته على ذمة قضايا فساد واستغلال للسلطة، وتعالي نداءات تطالب بحل الحزب الحاكم والبدء بمحاكمة فورية لأركان النظام.
الأسبوع الرابع عشر: المجلس الانتقالي يعلن إقرار انتخابات برلمانية ورئاسية حرة في القريب العاجل للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
بعد مرور أشهر: إعلان نتائج الانتخابات وحصول الحزب الوطني السابق على 60 في المائة من الأصوات! والتزوير يمارس على نطاق واسع، وموت أيقونة الثوار تحت التعذيب بسياط الحرس القديم، والتهيئة لإشغال الناس بالانتخابات الرئاسية.
بعد اكتمال إجراء الانتخابات الرئاسية: الإعلان عن فوز أول رئيس مدني منتخب ديموقراطياً يقظان بن سمحان.
الصورة عن قرب: القطط السمان تحرك الأحداث.
صدق الثائر الفرنسي الشهير جورج جاك دانتون عندما قال وهو أمام مقصلة الإعدام "إن الثورة تأكل أبناءها" فتعطيل المد الثوري بحريته التي كانت ترياقاً للانقلابات تسبب في قدوم الثورات المضادة الكاشفة لمدى انتهازية الدولة العميقة، ولم يشفع للمد الثوري قاعدته الجماهيرية وقيادته السلمية للمتظاهرين، فقامت دولة الحرس القديم بتحفيز آليات القمع والإكراه، عبر تدجين القضاء وشيوع الاغتيالات والتصفيات الجسدية، كل ذلك استوجب مراجعات تاريخية تسلط الأضواء على التمويل الخارجي ودوره في ما وصلت إليه الأمور.
وتؤكد المنظمات الحقوقية بدورها أن الفساد في الواق واق يستنسخ نفسه، والادعاءات الحكومية بوجود حرب تشن عليها من الخارج تتخذ ذريعة لمحاربة الإصلاح واستمرار الجور، ودولة الواق واق تدخل مرحلة حرجة جداً، بعيداً عن أرقام غينيس في التضليل التي تتيح دس الرأس في الرمال إثر اشتداد الوطأة الاقتصادية وفساد الأطعمة والأدوية، والفشل في كافة المناحي، في ظل فقدان البلاد لبوصلتها وعدم الاتعاظ بمصائر من سبق، وخدعة الانقلابات الصورية.