مع اقتراب التصعيد العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مواقع تواجده بشمال العراق، تواصل الأسر العراقية مغادرة مناطق سيطرة التنظيم، حيث وصل عدد الذين لجأوا إلى مناطق سيطرة قوات البيشمركة جنوبي أربيل، منذ بداية العام الحالي إلى أكثر من ثلاثة آلاف شخص.
وقالت إحدى النازحات، دون أن تذكر اسمها للصحافيين، بعد وصولها وأسرتها إلى موقع لقوات البيشمركة في قضاء "مخمور"، إنهم قطعوا رحلة شاقة للفرار من قبضة تنظيم داعش،
ويقوم مسلحو داعش بقتل كل شخص يرصدونه محاولا مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرته، وكثير من محاولات فرار المدنيين تفشل ويسقطون برصاص المسلحين.
وأضافت المرأة، أن تزايد الأنباء عن قرب شن عمليات عسكرية واسعة ضد مناطق سيطرة داعش جعل أغلب السكان المدنيين خائفين من أن يتعرضوا لنيران أحد طرفي القتال، وهو ما يدفعهم إلى المخاطرة بأرواحهم وأطفالهم والمغادرة.
وفي الغالب يصل الفارون وقد أنهكهم التعب والجوع بسبب السير لمسافات طويلة، ويكونون بحاجة ماسة إلى تلقي مساعدات عاجلة تتولى بعض المنظمات المحلية توفيرها لهم، فيما تعد مسألة إيوائهم مشكلة مع ضعف قدرات إقليم كردستان على توفير المأوى للمزيد من النازحين.
ويضم الإقليم الكردي نحو مليوني نازح عراقي، قسم منهم يعيشون في مخيمات موزعة على مختلف مناطق الإقليم، والذي يضم سبعة مخيمات أنشئت بتمويل من حكومة الإقليم وبمساعدة عدد محدود من المنظمات الدولية والأمم المتحدة.
ويقع أكبر تلك المخيمات في قضاء مخمور نفسه بمنطقة تدعى ديبكه، ويتألف من 1000 وحدة إيواء مبنية بالكونكريت وتم افتتاحه بداية العام الحالي.
ويتحدث الفارون من مدن الموصل والحويجة والشرقاط وغيرها من المناطق الخاضعة لداعش عن المصاعب التي تواجههم في حياتهم اليومية وحالة التوتر المتزايدة نتيجة تكثيف الطيران عمليات القصف لمواقع التنظيم.
وقال العقيد مهدي يونس، المسؤول الإداري لقوات البيشمركة في قضاء مخمور، في تصريحات صحافية، إنهم يستقبلون وبشكل يومي نحو 100 من النازحين، وأن عدد الذين وصلوا إلى مخمور منذ بداية العام الحالي يزيد على ثلاثة آلاف شخص.
وتعد المواجهات بين القوات العراقية والتحالف الدولي من جهة، ومسلحي تنظيم داعش من جهة أخرى، بالنسبة لسكان الكثير من المناطق في شمال وغرب العراق الحرب الثالثة التي تقع بمناطقهم خلال الـ13 عاماً الأخيرة، بعد الغزو الأميركي في 2003، ثم سلسلة المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية وتنظيمات عديدة أبرزها القاعدة وأنصار السنة، وجيش الطريقة النقشبندية، وقد تركت كل تلك الحروب والمواجهات آثارها بشكل واضح على السكان وعلى الأرض فتسببت بمقتل الآلاف من المدنيين وتشريد عدد كبير آخر فضلاً عن تدمير البنى التحتية لمناطق عديدة.
في هذه الأثناء، تتواصل الاستعدادات لشن هجمات ربما تُعد الأوسع ضد تنظيم داعش في العراق في ظل إعلان الجانب العراقي عن حشد المزيد من القوات لمعارك فاصلة في الموصل والفلوجة والحويجة وباقي المناطق، وعلى الأرض وفي المناطق المتاخمة لمدينة الموصل، 400 كلم شمال بغداد، بدأت قوات البيشمركة بناء ثكنات عسكرية لتسهيل الدعم اللوجستي للمعارك ومراقبة أفضل لمواقع تنظيم داعش، حيث يصل طول الجبهة المفتوحة بين البيشمركة وداعش الى نحو 1000 كيلومتر. وكانت قوات البيشمركة قد قامت بحفر خندق فاصل بينها وبين مواقع تنظيم داعش على امتداد خطوط التماس.
اقرأ أيضا:العراق: 200 ألف نازح ممنوعون من العودة لشمال بابل