واستمعت المحامية البريطانية هيلينا كينيدي، إلى تسجيل قدمته السلطات التركية التي كانت تضع على ما يبدو، أجهزة تنصت في القنصلية، وصف فيه أحدهم خاشقجي بأنه "حيوان مخصص للتضحية".
وقالت في شريط وثائقي بثته القناة مساء الاثنين، بعد عام من قتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، "كانوا يتساءلون +عن كيفية إدخال الجثة والوركين في كيس+".
وقال الطبيب الشرعي، الذي يشتبه في أنه تولى تقطيع الجثة، "كثيرا ما أستمع إلى الموسيقى حين أقطع جثثا. أحيانا مع فنجان قهوة وسيجار في اليد"، بحسب ما نقلت كينيدي.
وأضافت أن الطبيب قال في التسجيل التركي "+إنها المرة الأولى في حياتي التي يتعين علي فيها تقطيع أشلاء على الأرض، حتى الجزار يعلق الحيوان حين يريد تقطيعه+"، مضيفة "يمكن سماع ضحكاتهم، أمر تقشعر له الأبدان".
وكانت السلطات التركية قد سلمت الأمم المتحدة تسجيلا مدته 45 دقيقة، في إطار تحقيقها حول مقتل الصحافي السعودي. وشارك في الجريمة 15 سعوديا قدموا من المملكة لتنفيذ الجريمة، ما أثار استياء واسعا.
ووجهت المخابرات المركزية الأميركية وخبيرة الأمم المتحدة آنياس كالامار، أصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. لكن هذا الأخير نفى بشدة أي صلة له بالجريمة.
وأحالت السلطات السعودية 11 مشتبها بهم إلى القضاء. وكان خاشقجي قد توجه إلى قنصلية بلاده للحصول على وثائق لإتمام زواجه من سيدة تركية. وقالت المحامية البريطانية "يمكن سماع خاشقجي وهو يمر من شعور الثقة إلى الخوف، ثم يتصاعد القلق فالرعب، وأخيرا إدراكه أن الموت آت".
وقالت كالامار، التي استمعت هي الأخرى إلى التسجيل، إن خاشقجي سأل قاتليه "هل ستحقنونني بإبرة؟" وأجابوه "نعم". وأضافت "ما سمعناه تاليا يظهر أنه تم خنقه بإدخال كيس بلاستيك في رأسه بلا شك"، ثم "قال أحدهم +إنه كلب، ضعوا هذا على رأسه، لفوه+ ما يفهم منه أنهم قطعوا رأسه".
بن سلمان اعترف ضمنيا
اعتبرت كالامار، المعنية بملف الإعدامات خارج نطاق القانون، الثلاثاء، إن إعلان ولي العهد السعودي تحمل المسؤولية عن عملية قتل خاشقجي بمثابة "اعتراف ضمني بأن الدولة مسؤولة عن مقتل خاشقجي".
وقالت في سلسلة تغريدات عبر حسابها على "تويتر": "رد فعلي على تصريحات ولي العهد السعودي، التي أقر فيها بمسؤوليته عن عملية القتل لأنها حدثت في عهده، هي: أولا هناك اعتراف ضمني في هذا التصريح بأن قتل السيد خاشقجي تحت مسؤولية الدولة" السعودية. وأضافت: "لقد حدث ذلك في عهده كقائد تقريبا للدولة، ومن ثم فإن الدولة متورطة".
وتابعت: "رغم ذلك تنفي الحكومة السعودية بشكل مستمر نتيجتي بأن قتل السيد خاشقجي هو إعدام خارج نطاق القضاء والدولة مسؤولة عنه".
وأردفت بالقول: "يجب أن يكون هناك اعتراف رسمي واعتذار وإثبات عدم تكرار ذلك. هذا ما يفعله قائد الدولة المسؤول. لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل حتى الآن. بل العكس تماما".
Twitter Post
|
واستطردت: "لا ينبغي أن يتسامح رجل دولة مسؤول مع 12 شهرا من التضليل و12 شهرا من استمرار سياسات التعصب والقمع، التي أدت إلى مقتل السيد خاشقجي"، في إشارة إلى مرور عام على مقتل خاشقجي من دون أي اعتراف رسمي من الدولة السعودية بشأن هذه الواقعة.
كما مضت قائلة: "يبذل ولي العهد جهودا حثيثة لينأى بنفسه عن القتل، ويحاول تقديم صفوف بعد صفوف من المسؤولين والمؤسسات (كواجهة)، في محاولة لعزل نفسه عن قتل السيد خاشقجي"، وفق تعبيرها.
وفي السياق، أشارت كالامار في تغريداتها إلى أن هوية القتلة والمخططين "تفيد بوجود علاقة أوثق بينهم وبينه أكثر مما هو على استعداد للاعتراف به".
وأضافت: "لم يكن بالإمكان تنفيذ العملية بمثل هذه الثقة الصارخة وتوفير الموارد ومن ثم الإفلات من العقاب حتى الآن، بدون موافقة من الدولة على أعلى المستويات".
واختتمت بالقول "البحث عن العدالة ما يزال مستمرًا، والقتلة لم يحاكموا بعد، والعقول المدبرة لم يكشف عنها بعد".