وبين المحتوى الجديد، والذي سرّبه مصدر لم يذكر اسمه، مساء الأحد، عن رسائل بين يوسف العتيبة، ومسؤولين رفيعي المستوى في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وأعضاء في "أتلانتيك كانوسل"، وهو مركز أبحاث مؤثر في واشنطن يتلقى تمويلاً من الإمارات، فضلاً عن رسائل مع إليوت أبرامز، وهو مسؤول بارز في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش، ويحظى بشعبية بين بعض مسؤولي إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب.
ويظهر تفريغ البريد الإلكتروني، للسفير الإماراتي، أنّه وآخرين، صوّبوا سهامهم بشكل خاص نحو قطر.
وفي رسالة مرفقة بمضمون التسريب الجديد، قال المصدر إنّ رسائل البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي، والتي تأكدت "هافنغتون بوست" من مضمون ست منها، تكشف عن "الكيفية التي يخطف بها بعض الأجانب الدافعين للأموال، توجّه السياسة الخارجية الأميركية، لمصالحهم الخاصة، من دون الاكتراث لمدى خسارة الأميركيين".
وتكشف أولى الرسائل، أنّ العتيبة أرسل لأبرامز رابطاً لمنشور في موقع مركز "أتلانتيك كاونسل"، في 10 فبراير/شباط عام 2015، يزعم فيه أنّ قطر كانت تتدخل في مصر لدعم حركة "الإخوان المسلمين"، من أجل تقويض سلطات عبدالفتاح السيسي، المدعوم من دولة الإمارات.
"لم أكن على علم بهذا. إنّه مثير للاهتمام للغاية"، ردّ أبرامز، مدير البيت الأبيض السابق للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمليات الدولية، على العتيبة، قائلاً "سيئ للغاية أنّ القوات المسلحة القطرية لا تستطيع... حسناً، لا ينبغي أن أقول مثل هذه الأشياء. سيكون هذا غير ديمقراطي".
ورفض أبرامز، خلال اتصال لـ"هافنغتون بوست" معه، شرح مزيد من التفاصيل، حول ما كان يقصده من قبل الجيش القطري. وفي مصر، أطاح الجيش، في عام 2013، بأول حكومة منتخبة ديمقراطياً في البلاد، التي سيطرت عليها جماعة "الإخوان المسلمين".
وفي إحدى الرسائل، كتب أبرامز، أنّه هو والعتيبة كانا صديقين على مدى سنوات، ويتراسلان بشكل دوري، قائلاً "لقد كانت السياسة الخارجية القطرية موضوع العديد من رسائل البريد الإلكتروني هذه، ولكن بعد خمسة عشر عاماً لم نشهد تغيرات كثيرة".
وفي رسائل ثانية تم تبادلها، تظهر ملاحظة بارزة من العتيبة، في رسائل مؤكدة في يوليو/تموز 2015، إذ كتب بلال صعب، وهو محلل في "أتلانتيك كاونسل"، للسفير الإماراتي، مقترحاً إنجاز فيلم وثائقي حول المشاكل القانونية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والذي سيستضيف فعاليات كأس العالم 2022، أهم حدث رياضي على مستوى دولي، في قطر، فردّ العتيبة قائلاً إنّ "فيفا وقطر مجتمعين هما مجرّد ملصق طفولي للفساد".
وفي مراسلات ثالثة، تظهر رسائل أنّ صعب أرسل للعتيبة، في أغسطس/آب عام 2014، رابطاً لافتتاحية حول التوترات بين قطر وجيرانها، مع إشارة إلى سطر في الموضوع يقول "الأمور تزداد سوءاً...".
وأمس الأحد، قال صعب إنّه يحتفظ بعلاقات مع مسؤولين في كل من قطر والإمارات، معرباً عن خيبة أمله من الجهود الرامية إلى تعزيز الشكوك العامة حول قطر في الولايات المتحدة، ذاكراً المؤتمر الأخير الذي سخّره العتيبة لهذه الغاية.
وبرّر صعب ما ورد في رسائله مع العتيبة، بالقول "لقد سعيت للحصول على نصيحته، لقد سعيت إلى سبر رؤيته، مع علمي جيداً أنه من الواضح أنّه (العتيبة) شخص يحمي مصالح بلاده".
أما الرسائل الرابعة المؤكدة، بحسب "هافنغتون بوست"، فقد تم تبادلها بين جيسيكا أشوش، وهي باحثة في "أتلانتيك كاونسل" وموظفة سابقة في دولة الإمارات، وبين مسؤولين في السلطات الإماراتية، للمساعدة في التخطيط لإجراء مقابلات، من أجل تقرير تعمل عليه أشوش، مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت، ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي.
وقالت أشوش، لـ"هافنغتون بوست"، وهي حالياً مديرة السياسة في موقع "ريديت"، إنّ المراسلات التي تتعلّق بالعمل كانت علنية تماماً، وتهدف إلى مساعدة السياسة الخارجية الأميركية.
المراسلات الخامسة والسادسة التي تم التأكد منها من قبل "هافنغتون بوست"، تتعلّق بالتمويل المثير للجدل، من قبل الحكومات الأجنبية، لأبحاث السياسة في الولايات المتحدة.
ويظهر التسريب أنّ رئيس مركز "أتلانتيك كانوسل"، فريد كيمب، أرسل رسالة إلكترونية للعتيبة، يناقش فيها المدفوعات المالية من الحكومة الإماراتية، والسعي للحصول على المساعدة في تأمين رعاية مؤتمر للمجلس.
وقال كيمب، في رسالة أرسلها إلى "هافنغتون بوست"، أمس الأحد: "لقد تم إدراج جميع تمويلنا من دولة الإمارات العربية المتحدة في تقريرنا السنوي وقائمة الجهات المانحة، كما تم الكشف عليه من قبل لجنة الترشيح والحوكمة التابعة لنا، وفقاً لمعاييرنا".
ولم يرد العتيبة، واثنان من الأفراد الآخرين الذين تم تسميتهم في الرسائل المتبادلة على البريد الإلكتروني، على الفور طلبات التعليق، لـ"هافنغتون بوست".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تأكدت "هافنغتون بوست" من صحة ثمانية من مراسلات البريد الإلكتروني، أكثر أهمية وردت في تسريب سابق.
وفي مراسلات سابقة مع "هافنغتون بوست"، ادعى المصدر دعم الرئيس دونالد ترامب بعد تصريحاته أنّ إدارته سوف تركز على المصالح الأميركية قبل كل شيء.
وفي الرسالة التي أرفقها بمضمون التسريب الجديد، لـ"هافنغتون بوست"، أمس الأحد، كرّر المصدر أنّه لا يعارض لا الإمارات ولا قطر، قائلاً إنّ "مجموعة الرسائل المسرّبة تظهر كيف لعبت الإمارات على كلا الجانبين، المؤيد والمعارض لترامب، اعتماداً على الحالة التي تظهر شخصية مزدوجة".
وتابع: "ربما كانوا قادرين على التلاعب بوسائل الإعلام لدينا في الماضي، ولكن صحافيينا سيجلبون الحقيقة إلى الأضواء عندما يدركون أنّ الضغط الذي تمارسه دول الخليج والدول الأفريقية في الولايات المتحدة هو لصالحهم، وليس لصالح الأميركيين".
وقد استخدم المصدر تعبير "نحن" و"أنا" في الرسائل مع "هافنغتون بوست"، والتي لم تتمكن حتى الآن من تأكيد ما إذا كانت التسريبات تأتي من فرد أو مجموعة.
وردّاً على سؤال، في رسالة تم تبادلها مع "هافنغتون بوست"، يوم الجمعة، حول ما إذا كان المصدر مجموعة، وما إذا كانوا أميركيين، قال المصدر "أفضّل عدم الرد على ذلك".
واليوم الإثنين، كرّرت السفيرة الأميركية لدى الدوحة، والتي انتقدت سابقاً أفعال العتيبة، دعم واشنطن للعلاقات مع قطر. في حين قال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إنّ إدارة ترامب قد تلعب دور الوسيط لتسوية الخلاف بين دول الخليج.