وفي قرية بيت سوريك شمال غرب القدس، شيّعت الجماهير الفلسطينية الشهيد نمر الجمل (37 عاماً) إلى مثواه الأخير في مقبرة القرية، بعد أن سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثمانه مساء الجمعة، بعد احتجاز دام نحو ستة أشهر.
واستشهد الجمل بعد تنفيذه عملية إطلاق نار داخل مستوطنة "هار أدار" (مُقامة على أراضي شمال غرب القدس)، قتل خلالها ثلاثة جنود إسرائيليين في 26 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، باتجاه قريته بيت سوريك. وسار آلاف بالجثمان الذي لفّ بالعلم الفلسطيني إلى مسجد القرية، حيث أدّى المواطنون صلاة على روحه، قبل أن ينطلقوا إلى مقبرة القرية حيث ووري الثرى.
يذكر أن قوات الاحتلال، فجّرت منزل الشهيد الجمل في الخامس عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد أن تعرّضت قريته لمضايقات عدة كعقاب جماعي، تخللها اقتحام منزل الشهيد والاعتداء على أفراد عائلته، واعتقال أشقائه ومنع عدد كبير من أقاربه وأبناء القرية من العمل داخل المستوطنات الإسرائيلية وسحب تصاريحهم الخاصة بذلك.
وفي بلدة حلحول، شارك الآلاف من الفلسطينيين في تشييع جثمان الشهيد حمزة زماعرة (19 عاماً) الذي استُشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي، قبل عشرة أيام، بالقرب من مستوطنة "كرمي تسور" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال الخليل، بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الخليل من المدينة، وصولاً إلى مسقط رأس الشهيد بلدة حلحول، حيث ودعت عائلة الشهيد، وأدى المشيّعون صلاة الجنازة على الشهيد في مسجد النبي يونس.
وجاب المشيّعون شوارع بلدة حلحول، التي عمّها الإضراب الشامل حداداً على روح الشهيد زماعرة، إلى أن ووري الثرى في مقبرة الشهداء في البلدة.
ورفع الفلسطينيون في تشييع الشهيدين الأعلام الفلسطينية ورايات الأحزاب والفصائل الفلسطينية، فيما شارك في التشييعين ممثلون عن الفصائل والمؤسسات، بالإضافة إلى مشاركة شعبية واسعة.
وردّد المشاركون هتافات طالبت بالرد على جرائم الاحتلال، والتصعيد ضد الاحتلال، فيما دعا المشيّعون في تشييع الشهيدين إلى الوحدة الوطنية والمضي في مسيرة المقاومة والجهاد.
وعقب تشييع جثمان الشهيد زماعرة، اندلعت مواجهات عند جسر حلحول، إذ انتفض الشبان عقب انتهاء مراسم التشييع واتجهوا نحو نقاط التماس مع جنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز بكثافة.