وانطلق موكب تشييع الشهيد من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين، ثم أقيمت للشهيد مراسم عسكرية من أجهزة الأمن الفلسطينية، في باحة المستشفى، وحمل الشهيد على الأكتاف وسط مدينة جنين وصولاً إلى الدوار الرئيس، ومن ثم إلى مسقط رأسه يعبد بمسيرة مركبات.
وفي بلدة يعبد، استقبل الآلاف من الأهالي موكب الشهيد على مدخل البلدة، حيث أدوا صلاة الجنازة في المسجد الكبير بالبلدة. وجاب المشيعون شوارع البلدة وأزقتها وهم يحملون جثمان الشهيد. وانتهت الجنازة عند مقبرة البلدة، حيث ووري الثرى هناك.
وشارك في التشييع شخصيات رسمية، وممثلون عن فصائل العمل الوطني، وأسرى محررون، وكذلك أهالي القرى والبلدات المجاورة ليعبد، حيث رفعوا صوراً للشهيد، والأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل والأحزاب الفلسطينية.
كما ردد المشاركون هتافات طالبت بالرد على جريمة الاحتلال التي نفذها بحق الأسير الشهيد حمدوني، والذي استشهد بسبب الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال قبل يومين، حيث أصيب بسكتة دماغية، كما دعا المشيعون الفصائل الفلسطينية للتوحد ورص الصف من أجل الدفاع عن الحركة الأسير التي ينتهك حقها خلف قضبان المحتل.
وأمضى الشهيد الأسير (13 عاماً)، في سجون الاحتلال، إذ كان محكوماً بالسجن المؤبد.
وقبيل تشييع جثمان الشهيد، طالب رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع في كلمة له بمؤتمر صحافي عقد في مقر محافظة جنين، الأمم المتحدة عزل إسرائيل وتجريدها من عضويتها في المؤسسات الدولية، وخاصة حقوق الإنسان ومعاقبة مسؤوليها على ارتكابهم جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني وإدراج إسرائيل على قائمة الدولة الفاشية العنصرية "الأبرتهايد" التي تمارس الجريمة المنظمة بحق الأسرى الفلسطينيين.
ودعا قراقع الأمم المتحدة لكشف ظروف استشهاد الأسير حمدوني، وإلزام إسرائيل بالمعايير الدولية في تقديم العلاج للأسرى الفلسطينيين المرضى وتطبيق اتفاقية جنيف والاتفاقيات الدولية التي نصت على احترام حقوق الإنسان.
ووفق قراقع، فإن نتائج التشريح أظهرت أن أسباب الوفاة كانت ناجمة عن تضخم في عضلة القلب، واحتقان في الرئتين مما أدى إلى حدوث جلطة حادة أدت إلى استشهاد ياسر قبل وصوله إلى مستشفى. متهماً حكومة الاحتلال بالإهمال الطبي الممارس من قبل إدارة السجون الإسرائيلية وقتل الأسير ياسر والتسبب بوفاته منذ لحظة اكتشاف أنه مريض بالقلب.
من جانبها، حملت عائلة الشهيد، ياسر حمدوني، في كلمة ألقاها إبراهيم حمدوني عم الشهيد خلال المؤتمر، سلطات الاحتلال المسؤولية الأولى والأخيرة عن استشهاد ياسر، الذي عاش ومات مناضلاً من أجل وطنه.
وفي السياق ذاته، نعت الحكومة الفلسطينية في بيانها، عقب جلستها الأسبوعية اليوم، الشهيد حمدوني، مؤكدة أن استشهاده يأتي نتيجة لاستمرار سياسة الإهمال الطبي، في مختلف السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ضمن سياسة متعمدة تنتهجها مصلحة السجون الإسرائيلية بحق كافة الأسرى المرضى.