وشارك رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي، إلى جانب وزراء من حكومته، ونواب برلمان مع قادة كتل سياسية، وزعماء مليشيات عدة بمراسم التشييع، بحضور مئات من عناصر المليشيات الموالية لإيران.
وجرت مراسم التشييع على مقربة من المنطقة الخضراء، حضرها زعيم مليشيات بدر، هادي العامري، وزعيم مليشيات كتائب "سيد الشهداء" أبو ولاء الولائي، ورئيس "الحشد الشعبي فالح الفياض"، وزعماء من الأحزاب العراقية، أبرزهم نوري المالكي وعمار الحكيم، فضلاً عن زعامات دينية، وشخصيات إيرانية غير معروفة.
وبحسب مسؤول أمني عراقي، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "من بين الحضور عددا ليس بقليل من الشخصيات الإيرانية غير المعروفة، والتي تتحدث باللغة الفارسية، وقد كانوا جميعهم على مقربة من جثمان سليماني، وهتفوا بعض الهتافات باللغة الفارسية ضد واشنطن".
وأشار المسؤول الأمني، إلى أن "بعض المشاركين بالتشييع من عناصر الحشد حاولوا الاقتراب من بوابة المنطقة الخضراء الجنوبية لكن تم منعهم من قبل قوات مكلفة بحماية المنطقة".
وهتف المشيعون بهتافات ضد الولايات المتحدة الأميركية منها "الموت لأميركا" وحملوا صور سليماني والمهندس، كما رفعوا رايات فصائل المليشيات، وكان جثمان سليماني مغطى بالعلم الإيراني.
التشييع جرى وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ أغلقت قوات الأمن العراقية، طرقاً رئيسة في العاصمة بغداد، بالتزامن مع انتشار أمني وتحليق للمروحيات الأميركية.
وكان من المقرر أن تنطلق مراسم التشييع من المنطقة الخضراء، غير أنه تم إلغاء الأمر بطلب من الحكومة خوفاً من أي احتكاك مع السفارة الأميركية والقوات الأميركية المنشرة فيها. وعدّل مسار التشييع ليكون من جسر الطابقين في حي الجادرية باتجاه مدينة الكاظمية، ومن هناك إلى كربلاء ثم النجف بمراسم دينية أعدت مسبقاً من قبل قادة "الحشد الشعبي".
ومن المقرر نقل نعش سليماني إلى إيران عبر مطار النجف، في وقت لاحق، من عصر اليوم السبت.
وقال مسؤول عراقي رفيع في بغداد، إنّه من المقرر أن يلتحق مسؤولون عراقيون رسميون وأعضاء برلمان في التشييع، فضلاً عن مسؤولين بالسفارة الإيرانية.
وتتوقف عشرات السيارات العسكرية وأخرى تابعة لـ"الحشد" مع نعوش قتلى الغارة الأميركية في مسار يتجه من جنوب بغداد إلى شمالها بحي الكاظمية، ومن هناك سيتم نقل الجثامين جواً إلى جنوب العراق حيث كربلاء والنجف.
وكانت قيادة مليشيات "الحشد الشعبي"، دعت جميع العراقيين، إلى المشاركة في التشييع، والحضور قرب بوابة المنطقة الخضراء.
وشهدت مناطق الرصافة من بغداد اختناقات مرورية كبيرة وغير مسبوقة بسبب إغلاق الطرق الرئيسة، والانتشار الواسع لأفراد المليشيات وقوات الأمن العراقية، فيما شوهدت مروحيات أميركية وهي تحلق على مرتفعات متوسطة بمناطق غربي العاصمة.
واستبقت القوات الأمنية المراسم، بإجراءات أمنية غير مسبوقة، من حيث الانتشار، وإغلاق بوابة المنطقة الخضراء، وقطع غالبية الطرق القريبة من مكان مراسم التشييع.
وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إن "غالبية الطرق المؤدية إلى منطقتي الجادرية والكرادة القريبتين من المنطقة الخضراء، تم إغلاقهما بشكل كامل بأسلاك شائكة، وإن مئات من عناصر الأمن تنتشر في المنطقتين، فضلاً عن الشوارع القريبة منها، والتي تم قطعها".
وأكدوا أن "العشرات من أنصار المليشيات بدأوا يتوافدون باتجاه المنطقة، ممن يريدون المشاركة بالتشييع"، مشيرين إلى أن "المروحيات الأميركية تحلّق منذ ساعات الصباح الأولى فوق المنطقة الخضراء".
في السياق، قال ضابط في قيادة عمليات بغداد المسؤولة عن أمن العاصمة، إن "الخطة الأمنية تركز على حماية مراسم التشييع، والتي سيحضرها كبار قيادات البلد، وحماية المنطقة الخضراء من أي محاولة للاقتحام قد يقوم بها المشيعون الغاضبون، وإن الانتشار الأمني مشدد للغاية، والتعليمات التي وصلت إلينا من القيادات العليا بمنع أي محاولة لدخول المنطقة الخضراء".
وأكد أن "الوضع مرتبك جداً، وهناك مخاوف من خروج المشيعين الغاضبين عن السيطرة".
وكانت الأحداث في العراق قد تسارعت بشكل لافت، عقب اقتحام مبنى السفارة الأميركية ببغداد، من قبل أنصار مليشيات موالية لإيران، الثلاثاء الماضي، ما دفع الولايات المتحدة الأميركية، التي اتهمت سليماني بالتخطيط للعملية، إلى قتله رفقة المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي، ليل الخميس ــ الجمعة، وسط أجواء من القلق والتوتر في البلاد.