أثارت الزيارات المتكررة التي قام بها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إلى بعض المحافظات التونسية، والتي ترافقت مع تصريحات وُصفت بـ"الخطيرة"، تأويلات عدة متعلقة بمستقبل علاقة الحركة بشريكها السياسي في الحكم حزب نداء تونس، وبحكومة يوسف الشاهد. وأكد الغنوشي في صفاقس أمام عدد كبير من أنصاره أن حركته على استعداد لسحب الثقة من حكومة الشاهد، في حال لم تطبق "وثيقة قرطاج" بعد 6 أشهر من عملها. وأوضح أن "دعم حركة النهضة لحكومة الشاهد ليس مطلقاً، ومشروط بتطبيق وثيقة قرطاج. وقد نسحب الثقة منها إذا حادت عن البرنامج المتفق عليه"، مضيفا أنه "لا بد من إعطاء الحكومة الجديدة مهلة لا تقل عن 6 أشهر قبل تقييمها واتخاذ القرارات في شأنها".
وفي تدوينة على صفحته الرسمية عبر مواقع التواصل كتب رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق إن "حزباً في حكومة الوحدة لا يعمل، منذ فترة، إلا على تأجيج الجهات بخطاب أقرب منه للمعارضة المنفلتة من خطاب الحكم". ووجه في التدوينة ذاتها إشارة مباشرة لرئيس حركة النهضة "يتحدث عن الحكومة وكأنه ليس من أهم أطرافها المكونة، وهذه لعمري منهجية غريبة في تجسيد الوحدة والتضامن".
وأدى الغنوشي، أخيراً، ثلاث زيارات جهوية وُصفت بالهامة، شملت محافظات كبرى ذات وزن كبير في البلاد، وهي؛ قفصة الولاية التي شهدت احتجاجات ساهمت في توقف انتاج الفوسفات، والقصرين الولاية التي تشهد تحركات إرهابية عدة في جبالها، وصفاقس إحدى أكبر الولايات الاقتصادية في تونس. ومن تصريحات الغنوشي التي وصفها بعض السياسيين بـ"الخطيرة" مطالبته بتخصيص جانب من عائدات الفوسفات لتنمية جهات الحوض المنجمي بقفصة جنوب تونس، وانتشالها من حالة التهميش الناتجة عن السياسات الخاطئة للدولة منذ عقود، على حد تعبيره. كما دعا إلى ضرورة تحمل الدولة في القصرين مسؤولياتها في تحريك عجلة الاقتصاد. وطالب خلال زيارته إلى صفاقس بغلق مصنع "السياب"، باعتباره مصدر تلوث كبير للولاية.
اقــرأ أيضاً
في هذا الصدد، اعتبر القيادي بحركة النهضة عبد الفتاح مورو في تصريح لـ"العربي الجديد" أن ما كتبه مرزوق لا يمكن أن يصدر عن إنسان عاقل مثله، موضحاً أن النهضة ليست لها أي مصالح في تأجيج الأوضاع في تونس، وأنه من غير المعقول أن تعطل مسار حكومة تشارك فيها، معتبراً هذا الكلام غير منطقي. وبخصوص علاقتهم بنداء تونس قال مورو إن الأوضاع لم تتغير على الرغم من الاختلاف في بعض المسائل التي اعتبرها طبيعية، مؤكداً أنهم ملزمون في الوقت الراهن بإنجاح عمل حكومة يوسف الشاهد.
ونفى القيادي بحركة النهضة نور الدين العرباوي الأزمة السياسية بين الحزبين، قائلاً إن ما يروج من أخبار "يوضع في خانة الأمنيات"، بحسب تعبيره، موضحاً أن مروّج هذه الأخبار يتمنى هذه الأزمة بين الحزبين. وقال العرباوي إن أي تصريح يصدر عن النهضة وقياداتها يحرف ويؤول، مشيراً إلى أن ما قاله رئيس الحركة في قفصة، قالته شخصيات سياسية عدة حتى من النداء، مضيفاً أن تخصيص نسبة من أرباح الفوسفات للمنطقة يتماشى مع روح الدستور". أما عن اتهام رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق بأنهم يساهمون في تأزيم الأوضاع الاجتماعية قال إن الطرف السياسي الذي لا يملك أي شيء يطرحه على الساحة ينتهي دوره في مراقبة خصومه لا غير".
على الطرف الآخر، أكد القيادي بحزب نداء تونس منصف السلامي أن لا علم له بما يُروّج من أخبار حول وجود أزمة بين حزبه و"النهضة"، موضحاً أن الزيارات التي قام بها الغنوشي مشروعة وتأتي في إطار العمل الحزبي. وأضاف السلامي أنه لا يرى أي أزمة بين الحزبين على الرغم من عدم رضا الكثيرين على تصريحات الغنوشي الأخيرة، لكن هذا لا يعني أنه توجد قطيعة بينهما، بحسب تعبيره.
واعتبر بعض المراقبين أن تصريحات الغنوشي مؤشر لبروز أزمة في الأفق بين الحليفين الأساسيين في الحكم، حركة نداء تونس و"النهضة". ويرى المحلل والباحث السياسي فريد العليبي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "التوافق بين النداء والنهضة لن يطول. الأمر يتعلق بصفقة بين الشيخين"، في إشارة إلى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والغنوشي، بالإضافة إلى "المصالح المؤقتة بين الحزبين التي أعتقد أنه قضي أمرها"، بحسب رأيه. ويشير إلى أن هناك تصعيداً في لهجة الغنوشي ضد الحكومة التي لن تستمر طويلاً نظراً لتواتر الاحتجاجات الاجتماعية، لافتاً إلى أن الوضع بين الحليفين يتجه نحو التعقيد، منبهاً كل الأطراف إلى المخاطر المحدقة بتونس.
وأدى الغنوشي، أخيراً، ثلاث زيارات جهوية وُصفت بالهامة، شملت محافظات كبرى ذات وزن كبير في البلاد، وهي؛ قفصة الولاية التي شهدت احتجاجات ساهمت في توقف انتاج الفوسفات، والقصرين الولاية التي تشهد تحركات إرهابية عدة في جبالها، وصفاقس إحدى أكبر الولايات الاقتصادية في تونس. ومن تصريحات الغنوشي التي وصفها بعض السياسيين بـ"الخطيرة" مطالبته بتخصيص جانب من عائدات الفوسفات لتنمية جهات الحوض المنجمي بقفصة جنوب تونس، وانتشالها من حالة التهميش الناتجة عن السياسات الخاطئة للدولة منذ عقود، على حد تعبيره. كما دعا إلى ضرورة تحمل الدولة في القصرين مسؤولياتها في تحريك عجلة الاقتصاد. وطالب خلال زيارته إلى صفاقس بغلق مصنع "السياب"، باعتباره مصدر تلوث كبير للولاية.
في هذا الصدد، اعتبر القيادي بحركة النهضة عبد الفتاح مورو في تصريح لـ"العربي الجديد" أن ما كتبه مرزوق لا يمكن أن يصدر عن إنسان عاقل مثله، موضحاً أن النهضة ليست لها أي مصالح في تأجيج الأوضاع في تونس، وأنه من غير المعقول أن تعطل مسار حكومة تشارك فيها، معتبراً هذا الكلام غير منطقي. وبخصوص علاقتهم بنداء تونس قال مورو إن الأوضاع لم تتغير على الرغم من الاختلاف في بعض المسائل التي اعتبرها طبيعية، مؤكداً أنهم ملزمون في الوقت الراهن بإنجاح عمل حكومة يوسف الشاهد.
واعتبر بعض المراقبين أن تصريحات الغنوشي مؤشر لبروز أزمة في الأفق بين الحليفين الأساسيين في الحكم، حركة نداء تونس و"النهضة". ويرى المحلل والباحث السياسي فريد العليبي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "التوافق بين النداء والنهضة لن يطول. الأمر يتعلق بصفقة بين الشيخين"، في إشارة إلى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والغنوشي، بالإضافة إلى "المصالح المؤقتة بين الحزبين التي أعتقد أنه قضي أمرها"، بحسب رأيه. ويشير إلى أن هناك تصعيداً في لهجة الغنوشي ضد الحكومة التي لن تستمر طويلاً نظراً لتواتر الاحتجاجات الاجتماعية، لافتاً إلى أن الوضع بين الحليفين يتجه نحو التعقيد، منبهاً كل الأطراف إلى المخاطر المحدقة بتونس.