شهدت محافظة المهرة شرقي اليمن، اليوم الجمعة، تصعيداً جديداً ضد التحالف، للمطالبة بسحب القوات السعودية، واحتجاجاً على عسكرة المحافظة.
وفي السياق، نُظم في مدينة الغيظة، عاصمة المحافظة، مهرجان حاشد، رفع خلاله المحتجون شعارات مناهضة للتحالف السعودي الإماراتي، وداعية إلى الحفاظ على السيادة الوطنية والسلم الاجتماعي في المحافظة.
وشهد المهرجان الذي دعت إليه اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء المهرة مشاركة قيادات سياسية وقبلية بارزة، في مقدمتها الشيخ عبدالله بن عفرار، رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، ووكيل المحافظة السابق الشيخ سالم الحريزي، وزعماء قبائل آخرون.
وقررت اللجنة المنظمة للاعتصام استمرار الاحتجاجات والاعتصامات السلمية، بعد تعليقها لقرابة شهرين، على خلفية اتفاقيات مع الجانب السعودي، الذي أخلّ ببعض بنود الاتفاق المبرم مع لجنة الاعتصام.
وأعلنت اللجنة في بيان رفضها القاطع لأي مشروع قادم من وراء الحدود، ينتهك السيادة الوطنية ويخالف الأعراف والمعاهدات الدولية، ويتجاوز السلطات الرسمية للبلاد، في إشارة إلى محاولات السعودية مد أنبوب لتصدير النفط إلى بحر العرب عبر محافظة المهرة.
ودعا البيان الحكومة الشرعية إلى الخروج عن صمتها، والوقوف بحزم ضد الانتهاكات والتجاوزات التي تقوم بها السعودية في المحافظة.
من جهة أخرى، أدانت اللجنة المنظمة صدور مذكرة اعتقال بحق وكيل المحافظة السابق والمعارض البارز لسياسات التحالف السعودي الإماراتي الشيخ سالم الحريزي، مشيرة إلى أن ما حدث يعبر عن "عنجهية" التحالف والتعامل مع اليمنيين بمنطق القوة والتعسف، بعيداً عن الأعراف الوطنية والدولية.
وأوضحت اللجنة أن هذا التطور لن يقف سداً أمام التظاهر والتعبير عن الرأي بطرق سلمية، وهو دليل على عجز التحالف السعودي الإماراتي عن مواجهة سلمية الكلمة وحق التظاهر.
وفي السياق، قال مصدر في اللجنة المنظمة للاعتصام لـ"العربي الجديد" إن اللجنة تأمل حل الأمور سلمياً وبالتفاهم مع الجانب السعودي، كما أن الاحتجاجات والاعتصام مستمران حتى تحقيق المطالب.
وكانت مديريات المسيلة، وشحن، وقشن، قد شهدت احتجاجات مماثلة ضد التدخل السعودي وعسكرة المحافظة.
ومع عودة الاعتصامات إلى مدينة الغيظة، عاصمة المحافظة مرة أخرى، ومشاركة الشيخ عبدالله بن عفرار القيادي السياسي والقبلي البارز، تكون الاحتجاجات قد دخلت منعطفًا جديدًا، خصوصًا مع التأثير الذي يحظى به بن عفرار سياسياً وقبلياً.