مرّت الأيامُ بسرعة على الرياضة القطرية التي لم تتأثر بالحصار الذي ضربته السعودية والإمارات ومصر والبحرين على قطر، وأثبتت أنها قادرةٌ على مجابهة المشاكل والصعاب، في خضم تحضيرها لأكبر حدث كروي في العالم، ونقصد هنا مونديال 2022.
نجومٌ عالميون يرفضون الحصار
في الأيام الأولى من الأزمة وقف عددٌ كبيرٌ من نجوم الرياضة إلى جانب قطر، وطالبوا برفع الحصار، حينها خرج نجم منتخب هولندا سابقاً رونالد ديبور للتغريد على حسابه الرسمي في تويتر: "لا تجعلوا السياسة تفرّق بين العائلات وتحرم الأشخاص من حاجاتهم الأساسية، فكوا الحصار عن قطر".
وسار على خطاه بعد ذلك جون بارنس، لاعب منتخب إنكلترا سابقاً وأندية ليفربول ونيوكاسل، بالقول: "إنه قرارٌ مجنونٌ من المملكة العربية السعودية والإمارات بفرض عقوبات كهذه على قطر، لا يتعلق الأمر بالسياسة إنما بالأخوة، لقد أدى ذلك إلى تقسيم الأسر ويجب التوقف عنه فوراً".
هذا الأمر دفع تشافي هرنانديز، نجم برشلونة السابق والسد القطري حالياً، للانضمام إلى القائمة بالقول: "خلال شهر رمضان أدعو إلى إنهاء الأزمات في العالم العربي، ورفع الحصار عن قطر، الذي سيؤثر على الكثير من الناس، أتمنى الوصول إلى حلٍ بشكل عاجلٍ، ليتمكن الجميع من العيش بسلام، وكي نستمتع بكرة القدم". هذا التضامن الكبير لم يدفع دول الحصار إلى التراجع، بل زادت من مضايقاتها بطُرُقٍ عدة أخرى.
محاربة "بي إن سبورت"
تُعتبر قناة "بي إن سبورت" القطرية الأنجح على الصعيد العربي، وهي تضاهي كذلك القنوات الأوروبية والعالمية من حيث التغطية للأخبار والوجود في كافة البطولات لنقل الصورة وتقديمها بطريقة احترافية.
هنا بدأت دول الحصار محاولاتها لضرب قناة "بي إن سبورت"، بهدف التأثير على قطر ومحاولة دفع الدوحة إلى الرضوخ لطلباتها غير المنطقية البتة.
خلال تلك الفترة كانت المنتخبات العربية تخوض التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وكذلك التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2019، فعلى سبيل المثال أبعد قائد منتخب مصر عصام الحضري، بعد انتهاء مباراة بلاده أمام تونس "ميكروفون" قناة "بي إن سبورت"، رافضاً التحدث من خلاله، بسبب قرارٍ سياسي فُرض على الاتحاد المصري، أما مدرب الإمارات إدغاردو باوزا، فرفض الإجابة عن أسئلة مراسل القناة في تايلاند، ما أثار جدلاً كبيراً في الأوساط الرياضية.
ظنت دول الحصار أنها ستنجح من خلال هذه الخطوات في إسقاط القناة، لكنها فشلت في ذلك، على الرغم من عدة قرارات أخرى اتخذتها، على غرار حجب موقع "بي إن سبورت" في السعودية، لتصدر بعدها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع قراراً يقضي بمنع استيراد أجهزة القناة القطرية، لتسير الإمارات على خطاها أيضاً.
انتشرت بعدها أخبار عن إطلاق شبكة قنوات جديدة باسم "PBS Sports"، لكن "زوبعة الفنجان" هذه لم تدم سوى أيام قليلة، حاول خلالها البعض الترويج لها من دون أي فائدة.
وتعتبر "بي إن سبورت" وجهاً لتفوق قطر على كافة الصعد، فهي الآن تمتلك قنوات عديدة مختصة بالرياضة والأفلام والترفيه.
بالعودة إلى القنوات الرياضية فإنها تُعد أكثر من 40 برنامجاً أسبوعياً، وتضم في صفوفها معلقين من الطراز العالمي شاركوا في العديد من الأحداث الكبيرة، وشبكة مراسلين في كلّ بلد بالعالم تقريباً.
في تلك الفترة تحديداً، أي بعد أيامٍ من الحصار، غادرت بعض الأسماء القناة القطرية، على غرار المصري "ميدو" ونواف التمياط، لكن القناة تصرفت بطريقة احترافية، من دون توجيه أي لومٍ لهم، وتعاقدت مع أسماء جديدة للإبقاء على الجودة عينها.
لم تكن مزاعم إنشاء قناة تضاهي "بي إن سبورت" سوى "طُرفة"، فالعاملون في هذا المجال يعرفون جيداً أنها تملك حقوق بث بطولات لسنوات إلى الأمام، على غرار كأس العالم 2022 وكأس القارات ومونديال الأندية، وبطولة "يورو" 2020 وكأس الأمم الأفريقية وآسيا والكونكاكاف، ودوري أبطال أوروبا وأفريقيا وآسيا، وليبرتادوريس والدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الآسيوية و"سود أميركانا"، وفي رياضات أخرى على غرار "فورمولا 1" ودوري السلة الأوروبية والأميركي والملاكمة والألعاب الأولمبية والدراجات النارية والتنس "دورات الغراند سلام كافة" وكرة اليد والطائرة.
ظن الجميع يومها أن السعودية ستكتفي بهذه الأعمال فقط، لكن الأخيرة طردت مراسل قنوات "بي إن سبورت" حسن الهاشمي من ملعب "الجوهرة المشعة"، قبيل انطلاق مباراة الأخضر أمام اليابان في الجولة الحاسمة، وهو الذي كان قد نُزع منه "شعار" القناة في اليوم الذي سبق المواجهة المصيرية في حال أراد التصوير وإجراء المقابلات، وذلك بعد تدخل الاتحاد الآسيوي الذي رفض هذه الأمور، وهدّد برفع عقوبات على الاتحاد السعودي، أما فيفا فأعلن حينها فرض غرامة مالية على السعودية والإمارات، بسبب خرق الشروط المتفق عليها في طريقة التعامل مع وسائل الإعلام. مع كلّ هذه العوامل والعناصر كان مشروع إنهاء هذه الإمبراطورية أضغاث أحلام، على الرغم من محاول القرصنة الأخيرة التي شهدناها في السعودية لسرقة بث القناة.
حربٌ من نوعٍ آخر
بعد فرض الحصار على قطر قرّر نادي الأهلي السعودي فك الشراكة التي كان قد أبرمها مع "الخطوط الجوية القطرية"، في محاولة لضرب صورتها في العالم، أما في الإمارات فقد تم تشويه قميص برشلونة الذي كان يحمل شعار "Qatar airways".
ردّ الخطوط الجوية القطرية لم يتأخر، إذ أكدت الأخيرة أنها واحدة من أقوى شركات الطيران في العالم، فهي تعمل على مستوى عالٍ مع كبار الأندية الأوروبية، إذ باتت الراعي الرسمي لنادي روما الإيطالي، وكذلك بايرن ميونخ الألماني وبوكا جونيورز الأرجنتيني أحد أهم الأندية في أميركا الجنوبية والعالم.
نجومٌ عالميون يرفضون الحصار
في الأيام الأولى من الأزمة وقف عددٌ كبيرٌ من نجوم الرياضة إلى جانب قطر، وطالبوا برفع الحصار، حينها خرج نجم منتخب هولندا سابقاً رونالد ديبور للتغريد على حسابه الرسمي في تويتر: "لا تجعلوا السياسة تفرّق بين العائلات وتحرم الأشخاص من حاجاتهم الأساسية، فكوا الحصار عن قطر".
وسار على خطاه بعد ذلك جون بارنس، لاعب منتخب إنكلترا سابقاً وأندية ليفربول ونيوكاسل، بالقول: "إنه قرارٌ مجنونٌ من المملكة العربية السعودية والإمارات بفرض عقوبات كهذه على قطر، لا يتعلق الأمر بالسياسة إنما بالأخوة، لقد أدى ذلك إلى تقسيم الأسر ويجب التوقف عنه فوراً".
هذا الأمر دفع تشافي هرنانديز، نجم برشلونة السابق والسد القطري حالياً، للانضمام إلى القائمة بالقول: "خلال شهر رمضان أدعو إلى إنهاء الأزمات في العالم العربي، ورفع الحصار عن قطر، الذي سيؤثر على الكثير من الناس، أتمنى الوصول إلى حلٍ بشكل عاجلٍ، ليتمكن الجميع من العيش بسلام، وكي نستمتع بكرة القدم". هذا التضامن الكبير لم يدفع دول الحصار إلى التراجع، بل زادت من مضايقاتها بطُرُقٍ عدة أخرى.
محاربة "بي إن سبورت"
تُعتبر قناة "بي إن سبورت" القطرية الأنجح على الصعيد العربي، وهي تضاهي كذلك القنوات الأوروبية والعالمية من حيث التغطية للأخبار والوجود في كافة البطولات لنقل الصورة وتقديمها بطريقة احترافية.
هنا بدأت دول الحصار محاولاتها لضرب قناة "بي إن سبورت"، بهدف التأثير على قطر ومحاولة دفع الدوحة إلى الرضوخ لطلباتها غير المنطقية البتة.
خلال تلك الفترة كانت المنتخبات العربية تخوض التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وكذلك التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2019، فعلى سبيل المثال أبعد قائد منتخب مصر عصام الحضري، بعد انتهاء مباراة بلاده أمام تونس "ميكروفون" قناة "بي إن سبورت"، رافضاً التحدث من خلاله، بسبب قرارٍ سياسي فُرض على الاتحاد المصري، أما مدرب الإمارات إدغاردو باوزا، فرفض الإجابة عن أسئلة مراسل القناة في تايلاند، ما أثار جدلاً كبيراً في الأوساط الرياضية.
ظنت دول الحصار أنها ستنجح من خلال هذه الخطوات في إسقاط القناة، لكنها فشلت في ذلك، على الرغم من عدة قرارات أخرى اتخذتها، على غرار حجب موقع "بي إن سبورت" في السعودية، لتصدر بعدها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع قراراً يقضي بمنع استيراد أجهزة القناة القطرية، لتسير الإمارات على خطاها أيضاً.
انتشرت بعدها أخبار عن إطلاق شبكة قنوات جديدة باسم "PBS Sports"، لكن "زوبعة الفنجان" هذه لم تدم سوى أيام قليلة، حاول خلالها البعض الترويج لها من دون أي فائدة.
وتعتبر "بي إن سبورت" وجهاً لتفوق قطر على كافة الصعد، فهي الآن تمتلك قنوات عديدة مختصة بالرياضة والأفلام والترفيه.
بالعودة إلى القنوات الرياضية فإنها تُعد أكثر من 40 برنامجاً أسبوعياً، وتضم في صفوفها معلقين من الطراز العالمي شاركوا في العديد من الأحداث الكبيرة، وشبكة مراسلين في كلّ بلد بالعالم تقريباً.
في تلك الفترة تحديداً، أي بعد أيامٍ من الحصار، غادرت بعض الأسماء القناة القطرية، على غرار المصري "ميدو" ونواف التمياط، لكن القناة تصرفت بطريقة احترافية، من دون توجيه أي لومٍ لهم، وتعاقدت مع أسماء جديدة للإبقاء على الجودة عينها.
لم تكن مزاعم إنشاء قناة تضاهي "بي إن سبورت" سوى "طُرفة"، فالعاملون في هذا المجال يعرفون جيداً أنها تملك حقوق بث بطولات لسنوات إلى الأمام، على غرار كأس العالم 2022 وكأس القارات ومونديال الأندية، وبطولة "يورو" 2020 وكأس الأمم الأفريقية وآسيا والكونكاكاف، ودوري أبطال أوروبا وأفريقيا وآسيا، وليبرتادوريس والدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الآسيوية و"سود أميركانا"، وفي رياضات أخرى على غرار "فورمولا 1" ودوري السلة الأوروبية والأميركي والملاكمة والألعاب الأولمبية والدراجات النارية والتنس "دورات الغراند سلام كافة" وكرة اليد والطائرة.
ظن الجميع يومها أن السعودية ستكتفي بهذه الأعمال فقط، لكن الأخيرة طردت مراسل قنوات "بي إن سبورت" حسن الهاشمي من ملعب "الجوهرة المشعة"، قبيل انطلاق مباراة الأخضر أمام اليابان في الجولة الحاسمة، وهو الذي كان قد نُزع منه "شعار" القناة في اليوم الذي سبق المواجهة المصيرية في حال أراد التصوير وإجراء المقابلات، وذلك بعد تدخل الاتحاد الآسيوي الذي رفض هذه الأمور، وهدّد برفع عقوبات على الاتحاد السعودي، أما فيفا فأعلن حينها فرض غرامة مالية على السعودية والإمارات، بسبب خرق الشروط المتفق عليها في طريقة التعامل مع وسائل الإعلام. مع كلّ هذه العوامل والعناصر كان مشروع إنهاء هذه الإمبراطورية أضغاث أحلام، على الرغم من محاول القرصنة الأخيرة التي شهدناها في السعودية لسرقة بث القناة.
حربٌ من نوعٍ آخر
بعد فرض الحصار على قطر قرّر نادي الأهلي السعودي فك الشراكة التي كان قد أبرمها مع "الخطوط الجوية القطرية"، في محاولة لضرب صورتها في العالم، أما في الإمارات فقد تم تشويه قميص برشلونة الذي كان يحمل شعار "Qatar airways".
ردّ الخطوط الجوية القطرية لم يتأخر، إذ أكدت الأخيرة أنها واحدة من أقوى شركات الطيران في العالم، فهي تعمل على مستوى عالٍ مع كبار الأندية الأوروبية، إذ باتت الراعي الرسمي لنادي روما الإيطالي، وكذلك بايرن ميونخ الألماني وبوكا جونيورز الأرجنتيني أحد أهم الأندية في أميركا الجنوبية والعالم.