خلفت التقلبات الجوية التي شهدتها الجزائر، خلال الأيام الأخيرة، آثاراً اجتماعية سيئة، تضررت منها عشرات العائلات، كما اعتمدت الحكومة على تقديم المساعدات للعائلات لإنقاذهم من البرد والتشرد.
وتركت التقلبات الجوية فجوات وثغرات في العديد من المناطق الجزائرية، وخصوصاً في المدن الداخلية، إذ أحصى الهلال الأحمر الجزائري ما يزيد عن 25 ألف عائلة متضررة في 21 ولاية. كما وضع مخططاً لإعانة العشرات من العائلات المحرومة من أبسط وسائل العيش، ووزّع العديد من المساعدات لفائدة أزيد من ألف عائلة، وخصوصاً في المناطق النائية بالنسبة للبدو الرحل في ولايات البيض والنعامة جنوبي البلاد.
واعتبرت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، في تصريحات صحافية، أن الهلال الأحمر يعمل على جمع العديد من التبرعات، فضلاً عن شركاء الهلال الأحمر الجزائري للإسهام في عملية إنقاذ المتضررين ومساعدة العائلات المعوزة.
في سياق آخر، تكفلت العديد من الجمعيات التطوعية، مثل جمعية "دير الخير" وجمعية "شتاء دافئ" وجمعية "ناس الخير" بفك العزلة عن العديد من العائلات في فصل الشتاء، وسلّمت المساعدات للعائلات في المناطق النائية والجبلية. وذكر الناشط في جمعية "ناس الخير" بالعاصمة الجزائرية، نورالدين حاجي، لـ"العربي الجديد"، أن العملية بدأت نهاية السنة الماضية، وتقوم الجمعية بجمع التبرعات من ذوي البر والإحسان، من ألبسة وبطانيات ومواد غذائية يتم توزيعها في المناطق النائية في الجبال وعلى الأسر الفقيرة والمعوزة.
وأضاف حاجي، أن عملية تقسيم المساعدات، تتم عن طريق تصنيف العائلات التي تتميز باحتياجاتها العاجلة، وخصوصاً في ما تعلق بالمواد الغذائية، فضلاً عن الألبسة والأغطية والأدوية أيضاً.
وضاعفت الجمعيات عملها، خلال فصل الشتاء، وخصوصاً عقب محاصرة الثلج للعديد من القرى في ولايات بومرداس وتيزي وزو، إذ تمكنت من الوصول إلى العشرات من العائلات وإنقاذها من البرد، بحسب ما قال الناشط في جمعية "شتاء دافئ" عمار بوجلال لـ" العربي الجديد".
وشدد المتحدث على أن "العمل التطوعي "هام جداً" في مثل تلك الظروف التي عانت فيها العشرات من العائلات في الجبال والمناطق البعيدة خلال أسابيع"، مضيفاً أن "العملية تفرض تظافر جهود العديد من الجهات، خصوصاً أن العمل الإنساني لا يقتصر على الجهات الرسمية".
ولم يقتصر تقديم المساعدات على الجزائريين، بل شمل إعانة المهاجرين غير الشرعيين في الجزائر من مختلف الجنسيات الأفريقية المتواجدين في الجزائر، إذ استفاد العشرات منهم من مساعدات، وخصوصاً الألبسة والبطانيات.
من جهتها، وضعت الحكومة الجزائرية مخططاً لإنقاذ العائلات التي تضررت من جراء سوء الأحوال الجوية، وتكفلت بالعشرات من العائلات بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية من الشرطة والدرك والجيش، التي بدورها فكت العزلة عن العائلات، كما قدمت مساعدات للعائلات المتضررة بإشراف وزارة الداخلية.
وعلى الرغم من أن التقلبات الجوية في الجزائر أبرزت التضامن بين أفراد الشعب الجزائري، إلا أنها في مقابل ذلك أظهرت الفجوة الاجتماعية التي تعيشها الآلاف من العائلات الجزائرية، ما يستدعي إعادة النظر في دور مسؤولي البلديات والدوائر عبر المناطق الجزائرية.