ويبدو أن النجاح في مساعي الدول الـ 129 في إبرام الاتفاق العالمي الذي اعتبره الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تاريخياً ويخدم الإنسانية، كان له مفعوله على الأمن، وساهم في تحرير القيود إلى حد ما. ومع انطلاقة المؤتمر الدولي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حظرت السلطات الفرنسية التجمعات والتظاهرات، بما فيها التظاهرة الأساسية الكبرى التي كان مناصرو البيئة يستعدون لها، والتي استعاضوا عنها بتظاهرة الأحذية الرمزية.
وأشار المتابعون لجلسات نهائيات المؤتمر أن وزير الخارجية لوران فابيوس أعلن عن نص مشروع الاتفاق، صباح اليوم، بصوت مرتجف وعيون دامعة، تأثراً بالخطوة التاريخية، والتي ينتظر العالم خطواتها التنفيذية والعملية، والتي من المفترض أن تحول النص المكتوب إلى تدابير إجرائية تخفف من مخاطر البشرية على الكوكب والحياة، وذلك في حد أقصاه عام 2020.
المدة المرتقبة ليست بعيدة، والمراقبون من الجهات الدولية، والمجتمع المدني كثر، وآليات المحاسبة تتطور، بحيث باتت الدعاوى القضائية ترفع ضد الحكومات المقصرة في المجال البيئي. وبات العقاب القضائي ينتظر الدول المخالفة والمؤثرة سلباً على الكوكب، بالانبعاثات التي تطلقها من غاز الكربون، أو باستمرار اعتمادها على الطاقة الأحفورية بدل التحول إلى الطاقة النظيفة، أو بمواصلة انتهاكها الطبيعة من غابات ومحيطات وكل أشكال الحياة، أو حتى بعدم توفيرها الأموال اللازمة لمكافحة التغير المناخي في العالم. وآخر الدعاوى القضائية المرفوعة كانت ضد الحكومة الفرنسية، وسبقتها دعوى ضد الحكومة البلجيكية، وأخرى ضد حكومة الدنمارك.
اقرأ أيضاً: مسيرة الأحذية.. باريس لم تكن الوحيدة في العالم
وأظهرت الشرطة الفرنسية تسامحاً وخطوة إيجابية، كاسرة حال الطوارئ التي أعلنت في فرنسا بعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وسمحت بالتجمع عند برج إيفل وعند قوس النصر، لمدة 14 ساعة فقط احتفالاً بانتهاء القمة العالمية، والتي انتهت بتوقيع الاتفاق على الإبقاء على ارتفاع حرارة الأرض بحدود الدرجة والنصف مئوية، إضافة إلى الالتزام بتمويل مكافحة التغير المناخي في العالم حتى حدود 100 مليار دولار "كحد أدنى" حتى عام 2020.
نحو 15 ألف شخص توقعت الشرطة مشاركتهم في التظاهرة السلمية، والتي ساهم فيها نحو 350 منظمة وجمعية مناصرة للبيئة، بمشاركة نحو 2000 من عناصرها في متابعة مجريات التجمع البشري الكبير، وفق شروط وجداول وتعليمات محددة وضعتها كان لا بد من الالتزام بها. ذلك التجمع الذي نظمته مجموعة من المنظمات غير الحكومية والجمعيات البيئية العالمية، والذي اتخذ حول برج إيفل اللون الأحمر، حيث زرعت على طول الطريق إليه نحو 5 آلاف زنبقة حمراء، في حين أن جمعية غرينبيس شكلت عبر أنصارها سلسلة بشرية حول قوس النصر، لونوا طريقها باللون الأصفر، وحملوا عبارة "المناخ العدالة السلام".
— Greenpeace France (@greenpeacefr) December 12, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Greenpeace France (@greenpeacefr) December 12, 2015
|
اقرأ أيضاً: هولاند: ليكن اتفاق المناخ تاريخياً ومحطة للإنسانية