وأغلق أكثر من 13 ألف موظف، بـ"أونروا" في غزة، شوارع رئيسية في المدينة، خلال مسيرتهم الغاضبة على سياسة الإدارة الأميركية التي تهدف إلى إنهاء عمل المؤسسة الأممية وإيقاف مساعداتها المقدّمة للاجئين الفلسطينيين في مناطق تواجدهم، بتنظيم من اتحاد الموظفين العرب بالوكالة، واتحاد الرئاسة في القطاع.
ورفع الغاضبون بالمسيرة لافتات عدة، نادت بحملة "الكرامة لا تقدر بثمن" التي أطلقها المفوض العام لـ"أونروا"، وأخرى تدعو بعودة اللاجئين إلى ديارهم في حال إنهاء الوكالة عملها، فضلاً عن دعوات تؤكد شرعيتهم بانتزاع حقوقهم في التعليم والصحة والخدمات، وأن "عمل الوكالة ليس منّة من أحد".
وتوقفت المسيرة أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة، وقال مدير عمليات "أونروا" بالقطاع، ماتياس شمالي: "إن الموظفين الدوليين في الوكالة يقفون جنبًا إلى جنب مع المحليين، ورسالتنا اليوم للإدارة الأميركية ليست كرهاً إنما محبة، لذا عليكم حماية هؤلاء الموظفين الذين يقومون بتقديم الخدمة اليومية للاجئين الفلسطينيين".
وأضاف في كلمة خلال الفعالية: "لا تقوموا بتسييس المساعدة المقدمة لـ"أونروا"، ليس من المقبول لدينا أن تقوموا بربط تقديم العون للوكالة كمنظمة إنسانية بالمساعدات، كما أود أن أؤكد على أن الحل ليس بإنهاء عمل المؤسسة الأممية والتخلص منها، لأن وجودها كان مرتبطاً بقضية سياسية، الأحرى إيجاد حل لتلك القضية قبل أن تتخلصوا منها".
وتابع: "دعوني أكرر ما قاله المفوض العام لـ"أونروا" لكم ولي، إذ قال، مرارًا وتكرارًا، إننا سنبذل كل ما نستطيع من أجل الاستمرار وحماية الخدمات المقدمة للاجئين، وكذلك موظفينا الذين يقدمون تلك الخدمات، لذا سنستمر بالوقوف معًا لأن الكرامة لا تقدر بثمن".
في الأثناء، أوضح رئيس اتحاد الموظفين العرب، أمير المسحال، أن المسيرة الحاشدة تحذر من إنهاء "أونروا" التي تقدم الخدمات وتدافع عن حقوق 6 ملايين لاجئ في مناطق عمليات الوكالة، بما فيها 30 ألف موظف في المناطق الخمس (غزة والضفة الغربية وسورية والأردن ولبنان).
وحذّر المسحال، في كلمته، من المساس بحقوق العاملين التي اعتبرها خطاً أحمر لا يسقط بالتقادم، مؤكدًا على أن الموظفين باتوا يشعرون بانعدام الأمان الوظيفي وضبابية مستقبلهم مما يحتم على الجميع المساهمة في تقديم التمويل الكافي لبقائها.
كما أكد وجوب أن تبقى "أونروا" بعيدة عن أي ابتزازات سياسية وأن تمويلها هو تعهد أممي وواجب أخلاقي لغاية الوصول لحل نهائي ودائم للقضية الفلسطينية كاملة غير منقوصة، على اعتبارها الشاهد الوحيد على اللجوء والعودة وفق القرارات التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في غضون ذلك، قال أمين سر اتحاد الموظفين العرب بـ"أونروا"، يوسف حمدونة، لـ"العربي الجديد" إنه "لا يمكن أن يجوع اللاجئون الفلسطينيون"، مشيراً إلى أنهم يعانون أوضاعًا صعبة في مختلف أماكن تواجدهم بالمناطق الخمس، في الوقت الذي يُطبق الحصار قبضته على غزة.
موظف "أونروا" في قطاع التعليم، إيهاب أبو ورد، أكد لـ"العربي الجديد" أن إنهاء عمل الوكالة يُحتم على المسؤولين إيجاد حل لقضية اللاجئين التي بالأساس هي السبب في إنشاء المؤسسة الأممية، مشددًا على أن التهديدات الأخيرة هي "مختلقة من قبل الإدارة الأميركية لتصفية قضية اللاجئين والشعب الفلسطيني".