حققت كبريات شركات إنتاج السيارات العالمية أرباحا قياسية في العام الماضي 2017 بدعم من مبيعات قوية خاصة في الصين، ومن بين هذه الشركات فولكسفاغن ورينو وبيجو وفولفو وفيات كرايسلر، وكانت شركتا بي.إم.دبليو ومرسيدس الألمانيتين الأكثر ربحية في العام.
لكن في المقابل، حققت شركات سيارات كبرى خسائر فادحة في أرباحها السنوية بسبب تراجع مبيعاتها، فقد تراجعت أرباح شركة كيا موتورز خلال العام الماضي إلى مستوى متدن مقارنة مع المنافسين الدوليين لها في هذا المجال.
كما انخفض صافي ربح شركة هيونداي إلى أدنى مستوى منذ 2010 على الأقل بعد أن واجهت مبيعاتها في الصين، أكبر سوق لها، انتكاسات كبيرة بسبب خلاف دبلوماسي بين كوريا الجنوبية وبكين فيما يتعلق بقرار سيول نشر نظام دفاع أميركي مضاد للصواريخ.
أرباح فولكسفاغن تتضاعف
صعدت أرباح "فولكسفاغن" الألمانية، كبرى شركات إنتاج السيارات في العالم، بأكثر من الضعف خلال العام الماضي، مدفوعة بزيادة مبيعاتها من السيارات، وكشفت نتائج أعمال الشركة الألمانية العاملة في قطاع بيع السيارات، ارتفاع صافي أرباح فولكسفاغن إلى 11.35 مليار يورو (13.96 مليار دولار) خلال العام الماضي مقارنة مع 5.14 مليارات يورو المسجلة في العام السابق له.
وكانت توقعات المحللين تشير إلى أن أرباح الشركة سوف تسجل 11.48 مليار يورو في عام 2017.
وبلغت الأرباح التشغيلية للشركة قبل استثناء البنود غير المتكررة مستوى قياسياً جديداً عند مستوى 17.04 مليار يورو في العام الماضي، بارتفاع بلغت نسبته 16.5% مقارنة بعام 2016.
وكانت أرباح الشركة العاملة في مجال السيارات بلغت 10.85 مليارات يورو في عام 2014 قبل أن تتعرض فولكسفاغن لأزمة على خلفية أزمة تتعلق بمعايير اختبارات الانبعاثات.
وذكرت الشركة أنها حققت إيرادات من بيع عدد قياسي من السيارات بلغ 10.78 ملايين سيارة قيمتها 230.68 مليار يورو (283.276 مليار دولار) في العام الماضي مقابل 217.27 مليار يورو مسجلة في عام 2016.
وتتوقع الشركة زيادة إيراداتها خلال العام 2018 بنحو 5% من زيادة مبيعاتها بنسبة تتراوح بين 6.5% إلى 7.5%.
ارتفاع أرباح رينو 50%
أعلنت مجموعة "رينو" الفرنسية لصناعة السيارات أنها حققت أرباحا ومبيعات قياسية عام 2017 مع ارتفاع صافي أرباحها بنسبة 50% حيث بلغ رقما قياسيا قدره 5.1 مليارات يورو (6.4 مليارات دولار).
وارتفعت المبيعات في المجموعة التي تضم علامة "داسيا" التجارية منخفضة الكلفة بنسبة 14.7% حيث بلغت 58.8 مليار يورو، مستفيدة من دمج علامة "لادا" التجارية الروسية.
وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة كارلوس غصن في بيان "كان 2017 عاما قياسيا جديدا بالنسبة لمجموعة رينو".
وأضاف أن "النتائج التجارية والمالية تشكل ثمرة استراتيجيتنا المطبقة على مدى السنوات الماضية وجهود جميع موظفي المجموعة"، وارتفع حجم المبيعات بنسبة 8.5% إلى 3.76 ملايين مركبة.
وتهدف الشركة في 2018 إلى المحافظة على هامشها التشغيلي بإيرادات تصل إلى أكثر من 6% وزيادة المبيعات.
واحتل تحالف "رينو-نيسان-ميتسوبيشي" موقع صانع السيارات الأكثر مبيعا العام الماضي مع بيعه 10.6 ملايين مركبة حول العالم.
بيجو تحقق إيرادات قياسية
أعلنت شركة "بيجو" أنها حققت في العام الماضي زيادة في الأرباح والإيرادات عند مستوى قياسي، بدعم خفض التكاليف ومبيعات السيارات، وقالت شركات السيارات الفرنسية، إنها حققت أرباحاً بقيمة 1.92 مليار يورو (2.36 مليار دولار) في العام الماضي، مقابل 1.73 مليار يورو في 2016.
وبالنسبة لأرباح "بيجو" التشغيلية في 2017 فشهدت ارتفاعا إلى مستوى 3.09 مليارات يورو، مقابل 2.61 مليار يورو في 2016.
أما على مستوى إيرادات الشركة الفرنسية في 2017 فبلغت 65.21 مليار يورو، مقابل إيرادات بقيمة 54.03 مليار يورو في العام السابق له.
1.74 مليار دولار أرباح فولفو
حققت "فولفو للسيارات"، الرائدة في صناعة السيارات الفاخرة، زيادة قوية في الأرباح التشغيلية بنسبة 27.7 %، مسجلة بذلك رقماً قياسياً بلغ 14.1 مليار كرونة سويدية (حوالي 1.74 مليار دولار) مقارنة بـ 11 ملياراً (حوالي 1.36 مليار دولار) في العام 2016، مدفوعة بمبيعاتها العالمية البالغة حوالي 571.5 ألف سيارة.
وارتفع صافي الإيرادات في العام 2017 بنسبة 16.6 % ليرتفع إلى 210.9 مليارات كرونة سويدية (حوالي 26.18 مليار دولار) مقارنة بـ 180.9 مليارا (22.46 مليار دولار ( في العام 2016، في حين تحسن هامش الربح التشغيلي من 6.1 % في العام 2016 ليصل إلى 6.7 % في العام 2017.
وتؤكد هذه النتائج، التحول الشامل لمالية وعمليات فولفو في السنوت الأخيرة، وهو ما يضع الشركة في موقع متقدم بالنسبة لمرحلة النمو المقبلة.
وارتفعت مبيعات الشركة العالمية بنسبة 7% خلال العام الماضي، مدعومة بزيادة قدرها 25.8 % في الصين التي تعتبر أكبر سوق بالنسبة لـ "فولفو للسيارات".
أما بالنسبة لأسواق منطقة الشرق الأوسط، فقد حافظت "فولفو للسيارات" على مكانتها حيث تم بيع 1196 سيارة في جميع أنحاء المنطقة، على الرغم من انخفاض مبيعات كل الشركات المصنّعة في قطاع السيارات الفاخرة بنسبة 12%.
بي.إم.دبليو ومرسيدس أكثر ربحية
أظهرت بيانات حديثة أن شركتي "بي.إم.دبليو" و"دايملر" الألمانيتين للسيارات الفارهة كانتا أكثر شركات السيارات في العالم ربحية خلال العام الماضي.
في الوقت نفسه حذرت دراسة أجرتها مجموعة "إرنست أند يونغ" للاستشارات المالية والإدارية الموجودة في لندن من تباطؤ وتيرة مبيعات السيارات في العالم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تراجع قوة الدفع في الأسواق الرئيسية في العالم.
وأضافت الدراسة أنه في حين كانت "فولكسفاغن" الألمانية و"تويوتا" اليابانية أكبر شركات السيارات في العالم من حيث المبيعات خلال العام الماضي، كانت "بي.إم.دبليو" و"دايملر" التي تنتج سيارات "مرسيدس بنز" الفارهة الأكثر ربحية.
وبلغت نسبة أرباح "بي.إم.دبليو" التي تتخذ من مدينة "ميونخ" مقرا لها خلال العام الماضي 10% من قيمة المبيعات، في الوقت نفسه بلغت نسبة أرباح "دايملر" الموجود مقرها في "شوتغارت" 8.4% من قيمة المبيعات.
وذكرت مؤسسة "إرنست أند يونغ" في الدراسة أن أعلى معدل نمو لمبيعات شركات السيارات العالمية خلال العام الماضي كان في الصين أكبر سوق سيارات في العالم، حيث زادت المبيعات بنسبة 9%.
كما زادت المبيعات في أوروبا الغربية، في حين تراجعت في الولايات المتحدة.
وأشارت الدراسة إلى نمو المبيعات خلال أول شهرين من العام الحالي 2018 بنسبة 1% فقط مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
من ناحيته قال "بيتر فوس" خبير اقتصاديات السيارات في "إرنست أند يونغ" إن وتيرة نمو المبيعات تراجعت بسبب تباطؤ السوق الأميركية، كما تتراجع المبيعات في الصين وكذلك تفقد السوق الأوروبية قوة دفعها.
ورغم فضيحة التلاعب في نتائج اختبارات معدلات عوادم الملايين من السيارات التي تحاصر مجموعة "فولكسفاغن" منذ أيلول/سبتمبر 2015، فإن المجموعة أصبحت خلال العام الماضي أكبر شركة سيارات في العالم من حيث المبيعات.
فبعد نجاحها في بيع 10.21 ملايين سيارة خلال العام الماضي، أصبحت "فولكسفاغن" أكبر منتج سيارات في العالم متفوقة على "تويوتا" اليابانية التي باعت 10.17 ملايين سيارة وجنرال موتورز التي باعت 10.01 ملايين سيارة.
في الوقت نفسه احتلت "فولكسفاغن" المركز الرابع عشر في قائمة "إرنست أند يونغ" لأكثر شركات السيارات ربحية في العالم.
ارتفاع أرباح "فيات كرايسلر"
قالت شركة (فيات- كرايسلر)، سابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم: "إن ديونها تراجعت بمقدار النصف، وتضاعفت أرباحها تقريباً خلال العام الماضي".
وبلغ حجم الدين الصناعي الصافي 2.4 مليار يورو (3 مليارات دولار) في نهاية عام 2017، مقارنة بـ 4.6 مليارات يورو في نهاية عام 2016، في حين ارتفع صافي الأرباح العام الماضي من 1.8 مليار يورو إلى 3.5 مليارات يورو.
ولم تتغير المبيعات والإيرادات الصافية، وسجلت 4.7 ملايين سيارة و 111 مليار يورو على التوالي، في حين ارتفعت العائدات قبل حساب الضرائب والفائدة بنسبة 16% لتصل إلى نحو 7 مليارات يورو.
وأكدت فيات كرايسلر على أهدافها لعام 2018، حيث قالت: "إنها تتوقع أن تحقق صافي إيرادات يبلغ 125 مليار يورو، وأن تسجل عائدات قبل حساب الضرائب والفوائد بما لا يقل عن 8.7 مليارات يورو وصافي أرباح يقدر بـ 5 مليارات يورو".
ومن المقرر أن يكشف المدير التنفيذي لفيات كرايسلر سيرجيو ماركيوني، الذي سوف يتنحى عن منصبه العام المقبل، عن خطة تطوير جديدة في الأول من يونيو المقبل، بالإضافة إلى من سوف يخلفه في منصبه.
هيونداي: أدنى مستوى منذ 2010
في المقابل انخفض صافي ربح شركة هيونداي الكورية إلى أدنى مستوى منذ 2010 على الأقل، بعد أن واجهت المبيعات في الصين انتكاسات كبيرة بسبب خلاف دبلوماسي بين كوريا الجنوبية وبكين.
ورغم هذه الخسارة حققت هيونداي، خامس أكبر شركة مصنعة للسيارات في العالم مع شركتها التابعة كيا موتورز، صافي ربح قدره 1.03 تريليون وون (971.61 مليون دولار) في الربع الأخير من العام المنتهي في ديسمبر الماضي، بما يتماشى مع متوسط توقعات المحللين البالغ 1.09 تريليون وون، وتراجعت مبيعات الشركة 0.2 % إلى 24.5 تريليون وون.
كما توقعت التقارير أن تهبط أرباح مجموعة شركات هيونداي التي يشكلها فرعا شركتي هيونداي وكيا إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، في حال لم تنجح المجموعة الصناعية العملاقة في تحقيق أهدافها المتمثلة في إنعاش أرباحها في السوق الخارجية.
وبحسب مبيعات العام الماضي فقد تراجعت مبيعات شركة هيونداي بالسوق الصيني بنسبة 31 % لتصل إلى 785,006 على أساس سنوي، فيما تراجعت مبيعات شركة كيا موتورز بنسبة 44.61 % إلى 360,006 سيارة خلال نفس الفترة المذكورة.
انخفاض أرباح كيا
تراجعت أرباح شركة كيا موتورز الكورية الجنوبية خلال العام الماضي إلى مستوى متدن مقارنة مع منافسيها.
وأفادت تقارير صادرة عن الشركة أن هوامش الأرباح التشغيلية الكلية لشركة كيا لعام 2017 بلغت نسبة 1.2%، بانخفاض قدره 3.5 % مقارنة مع العام الذي سبقه.
وبينت التقارير أن أداء شركتي هيونداي وكيا للعام الماضي بشكل خاص اتسم بالضعف مقارنة مع شركات السيارات الألمانية العملاقة، لا سيما شركتي مرسيدس بينز وبي إم دبليو اللتين سجلتا هوامش أرباح تشغيلية بأعلى من نسبة 9 % خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.
والجدير بالذكر أن شركتي هيونداي وكيا اللتين تشكلان معا خامس أكبر شركة لإنتاج السيارات بالعالم، تخططان لرفع سقف مبيعاتهما بشكل طفيف هذا العام ليصل إلى 7.56 ملايين سيارة، مقارنة مع 7.22 ملايين سيارة بيعت العام الماضي.