وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، راجع بركات، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقية تتهيأ عسكرياً لأجل التحرك لتحرير ما تبقى من مناطق المحافظة"، مبيناً أنّ "القوات العشائرية والشرطة المحلية سيكون لها دور في هذه المعارك".
وأكد أنّ "القوات تنتظر الأوامر العسكرية التي ستعلن ساعة الصفر للتحرك نحو بلدتي راوة والقائم، واللتين ما زالتا تحت سيطرة داعش"، مرجحاً "صدور الأوامر خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأشار إلى أنّ "ما يحدث في كركوك لن يؤثر على خطة تحرير ما تبقى من الأنبار"، معتبراً أنّ "الظرف الحالي مناسب جداً لبدء الهجوم على تنظيم داعش، وذلك لأنّ معنويات القوات العراقية بكافة صنوفها عالية جداً، بسبب الانتصارات المتلاحقة التي تم تحقيقها في مختلف الجبهات، والانكسار الذي مني به تنظيم داعش".
من جهته، أكّد الرائد في قيادة عمليات الجزيرة والبادية، خالد الدليمي، أنّ "القوات التي وصلت إلى المحافظة تكفي لتحريرها بشكل كامل"، مضيفاً "اليوم وصلت أعداد كبيرة من القوات وعسكرت داخل قاعدة عين الأسد". وبيّن أنّ "القوات غالبيتها من الشرطة الاتحادية، وهي معدة ومدربة بشكل كبير، كما أنها مجهزة بأسلحة حديثة ومتطورة".
ولفت الدليمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "القيادات الأمنية في المحافظة عقدت اجتماعاً ناقشت فيه آخر تطورات الوضع الميداني، وما يلزم من تعديل على خطة الهجوم، وأنّها جهزت الخطة بشكل كامل، وتنتظر الأوامر من قبل رئيس الحكومة حيدر العبادي للتحرك نحو القائم وراوة".
وتابع أنّ "المعلومات الواردة إلينا من البلدتين، تؤكد أنّ المتبقي من عناصر التنظيم فيهما قليل جداً، الأمر الذي سيسهل من عمليات اقتحامهما وتحريرهما بزمن قياسي".
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد استغل انشغال القوات العراقية بمعركة الموصل، وما تلاها من معارك، ونفذ هجمات وأعمال عنف في محافظة الأنبار أوقعت أعداداً من القتلى والجرحى.
مليشيات عراقية تهدد البارزاني
في غضون ذلك، أطلقت مليشيات عراقية، اليوم، تهديدات شديدة اللهجة ضد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، على خلفية استفتاء الانفصال الذي أجري في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
وأكد القيادي في مليشيا "بدر" كريم النوري اليوم، أن مدينة كركوك (شمال العراق) ستعود قريبا إلى الوضع الذي كانت عليه قبل دخول تنظيم "داعش" الإرهابي الموصل ومدناً عراقية أخرى منتصف عام 2014.
وأضاف "ننصح مسعود البارزاني بألا يتمادى كثيراً، ومن يفتح النار فإنه سيفتح أبواب جهنم على نفسه، وعليه ألا يتصرف بطريقة خاطئة، فمدينة كركوك ستعود كما كانت بيد السلطة الاتحادية قريباً وعليه أن يفهم ذلك".
وأوضح النوري خلال تصريح صحافي أن انتشار القوات العراقية في شمال البلاد هو من أجل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل دخول "داعش"، مشيراً إلى أن هذا الإجرار ليس قتاليا بل دستوري تضمن تحريك القطعات العسكرية ضمن صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي.
إلى ذلك، قال الأمين العام لمليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، اليوم، إن الحكومة العراقية مطالبة بفرض الأمن في المناطق المتنازع عليها، موضحاً، خلال مقابلة متلفزة، أن حركته مستعدة للمواجهة في حال مضي الأكراد بمشروعهم الانفصالي المدعوم إسرائيلياً، بحسب قوله.
وتابع أن "قرار المواجهة يعتمد على مواقف البارزاني"، مؤكداً أن رفض البارزاني وجود القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها سيدفع الحكومة العراقية لاستخدام القوة لفرض هيبة الدولة.
وبيّن الخزعلي أن "الحشد الشعبي" سيقف إلى جانب الجيش العراقي والشرطة الاتحادية في حال قررت الحكومة استخدام القوة في المناطق المتنازع عليها، مضيفاً "ليس من الصحيح أن يتم حق تقرير المصير للأكراد بسياسة فرض الأمر الواقع وضرب الدستور عرض الحائط".
وفي السياق، حذر عضو البرلمان العراقي السابق، السياسي الكردي محمود عثمان من أن تسير الأمور إلى ما لا تحمد عقباه في حال استمر الصراع المتفاقم بين بغداد وأربيل، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن الحوار هو المخرج الوحيد من المشاكل الحالية.
وأضاف عثمان أنه "يجب اللجوء للدستور لحل المشاكل العالقة بين الطرفين"، مبيناً أن "صوت التطرف هو الذي يسود حالياً، ولا مجال لأصوات العقل التي تصدر من المستقلين".
يشار إلى أن الأمين العام لمليشيا "بدر" المنضوية ضمن "الحشد الشعبي" هادي العامري كان قد دعا الليلة الماضية قوات "البشمركة" الكردية إلى الانسحاب من المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات العراقية قبل دخول تنظيم "داعش" عام 2014، مؤكداً، في كلمة وجهها لأنصاره المحتشدين قرب كركوك، أن إعادة الوضع إلى ما كان عليه في تلك المناطق يعتبر من واجبات القوات العراقية.