قال مسؤولون، اليوم الأحد، إنّ وحدات إضافية من الجيش العراقي، ومليشيات "الحشد الشعبي"، تم إرسالها إلى مدينة الحويجة، مع انتهاء المرحلة الأولى من تحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي، بينما أوضح خبراء أنّ التنظيم في العراق، بات بلا قيادة مركزية.
وقال عقيد بالجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمر بدفع ثلاث وحدات إضافية من الجيش إلى الحويجة (55 كيلومترا جنوب غربي كركوك) فضلاً عن ست كتائب من فصائل الحشد الشعبي، وقد وصلت، فجر اليوم الأحد، واندمجت مع باقي القوات هناك".
ولفت إلى أنّ تلك القوات، "ستواصل تحرّكها من ثلاثة محاور، للسيطرة على وادي حمرين والسلسلة الجبلية بالمنطقة ذاتها التي تمتد لنحو 60 كيلومتراً"، من أجل تعزيز زخم المعارك الجارية.
ورجّح العقيد، أن تكون الخطوة سياسية أكثر من كونها عسكرية، حيث "يهدف العبادي لتكثيف تواجد قواته في كركوك، بالتزامن مع الأزمة الحالية مع أربيل التي تسيطر على المدينة، وضمتها بشكل عملي إلى مدن إقليم كردستان"، والذي يصر على تنظيم استفتاء الانفصال.
يأتي ذلك بالتزامن، مع الإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من معركة الحويجة بتحرير الساحل الأيسر لمدينة الشرقاط المجاورة، وعدد كبير من القرى وطرد تنظيم "داعش" منها.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، انتهاء المرحلة الأولى لعمليات تحرير الحويجة، بعد استعادة ساحل مدينة الشرقاط الأيسر، والسيطرة على 21 قرية وقصبة، وعشرات المزارع المحاذية لمدينة الحويجة.
وقال بيان لوزارة الدفاع العراقية إنّ "القوات العراقية المشتركة انتهت من تحرير ساحل الشرقاط الأيسر، وبلدات الآغا والروحه، فضلاً عن قرى الآغات، وتل النوار، والسرودة، والعكلة، والسريح، وهنيجرة، والشاوي، والرحمة، وحنكة، وغيرها".
وأضاف، أنّ "هذه القوات تمكّنت أيضاً من تحرير بلدة الزاب بالكامل، والسيطرة على الضفة الشمالية لنهر الزاب الأسفل، ضمن قاطع مسؤوليتها"، مؤكداً أنّه "بذلك تكون الصفحة الأولى من معركة الحويجة قد انتهت".
ورجّح ضابط في الجيش العراقي، أنّ "تبدأ المرحلة الثانية من تحرير الحويجة، اليوم الأحد، أو غداً الاثنين، على أبعد تقدير"، مشدّداً على أنّ "جاهزية القوات العراقية هي على أتمّ وجه".
في غضون ذلك، أوضح الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة فؤاد علي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، أن "داعش في العراق بات بلا قيادة مركزية، بسبب فقدان التنظيم القدرة على التواصل بين جيوبه في المدن العراقية".
وبيّن علي، أنّ "الصورة خلال الأشهر الماضية تغيّرت كثيراً، فمسلحو داعش بشمال العراق لم يعد بإمكانهم التواصل مع نظرائهم في مناطق الغرب، بسبب سيطرة القوات العراقية على جميع الطرق الرابطة بين الجزأين".
وأشار، إلى أنّ "اعتماد الجيش العراقي خطة قطع الاتصالات عما تبقى من مدن ومناطق يسيطر عليها، وتشويش الجيش الأميركي على مصادر الإنترنت في تلك المناطق، جعل مسألة تواصل عناصر داعش شبه مستحيلة".
وذكّر علي، بأنّ مسؤول الجناح العراقي في "داعش" المدعو أبو حسن الراوي، اختفى منذ معركة تحرير تلعفر، ولا يعلم مصيره وما إذا كان قد قُتل أو فر مع الآخرين إلى منطقة أخرى.
وتراجعت سيطرة تنظيم "داعش" في العراق، إلى مستوى قياسي، حيث بلغت، حسب تقرير عسكري عراقي، نهاية الأسبوع الماضي، أقل من 3% من مجمل الخارطة، إثر الحملات العسكرية العراقية، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، خلال الأشهر الـ18 الماضية.