لطالما كانت السيطرة على تجارة العاج الأفريقي غير القانونية مستحيلة. فالصيادون يقتلون عشرات آلاف الفيلة سنوياً، بالإضافة إلى حراس الغابات أحياناً. وعام 2011، تقول الإحصاءات إنّ الصيادين قتلوا واحداً من بين كلّ 12 فيلاً في العالم. وفي أحيان كثيرة يستخدم القتلة أسلحة حربية أوتوماتيكية.
أما ما يجعل تعقب القتلة صعباً جداً فهو مرور العاج بين عدة دول قبل وصوله إلى مقصده النهائي. كما أنّ هنالك ما هو أسوأ، مع الكلام عن وقوف الجريمة المنظمة خلف هذه التجارة.
لكنّ مجلة "باسيفيك ستاندرد" تشير إلى أنّ هنالك أملاً في تعقّب القتلة ووقف هذه التجارة المضرة بالحياة البرية والبيئة ككل. فبعد عقد كامل من العمل، توصل علماء الأحياء إلى اختبار الحمض النووي لشحنات غير شرعية من العاج، بهدف تحديد المكان الذي انطلقت منه.
وبعد إجراء الاختبارات التي أخذت عيناتها سنوياً من كلّ شحنة كبيرة منذ عام 1996، وجد العلماء أنّ 86 في المائة، أو أكثر، من العاج المضبوط منذ عام 2007 جاءت من منطقتين كبيرتين في أفريقيا. وهو ما يعني أنّ بإمكان الحكومات والمنظمات المعنية خلق فارق كبير في حال تركيز الجهود على المنطقتين.
الاختبارات أجراها فريق من مختبرات جامعة واشنطن الأميركية، بقيادة عالم الأحياء صامويل واسير. وقد عمل مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) لاختبار العينات التي جمعت كشرائح من الخلايا الملتصقة بقاعدة أنياب الفيلة. وعمد الفريق إلى تسريع بحثه بعد عام 2013، عندما قرر الموقعون على "اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات"، وهي اتفاقية حول الصيد غير المشروع للأنواع المهددة، بالإجماع أنّ كلّ الشحنات الكبرى غير الشرعية من العاج والتي يتم ضبطها، يجب أن تجرى اختبارات حمض نووي لها.
كذلك، يجري الفريق اليوم اختبارات الحمض النووي لعينات من روث وشعر الفيلة التي يعثرون عليها في أفريقيا. ويصنف العلماء نتائجهم على خريطة تظهر أنّ الفيلة التي تعيش في مناطق متباينة تختلف وراثياً بشكل طفيف. ومن خلال إجراء المقارنات الوراثية للعينات المأخوذة من العاج مع الأفيال التي تعيش في مناطق مختلفة، يخمّن العلماء المكان الذي عاش فيه الفيل.
أما الخطوة المقبلة للفريق فهي تحسين دقة الاختبار، بهدف إعطاء المؤسسات الرسمية فكرة أفضل حول أماكن انطلاق العاج المهرّب. كذلك، فإنّ من المهم إجراء الفحوصات وتحديد الأماكن بسرعة أكبر، لأنّ الصيادين قد يغيرون أماكنهم مع تحرك المسؤولين باتجاههم.
إقرأ أيضاً: عصابات تهدّد حيوانات الجزائر