وجاء في القرار الصادر عن المجمع: "نظرا للهجمة الشرسة من قبل الطيران الروسي على أهلنا المدنيين، وبتفويض من السيد مدير التربية والتعليم بإدلب، يعلق الدوام في مدارس إدلب المدينة وكفريا والفوعة، اليوم السبت، ويترك تقدير الأمر في باقي مدارس المجمع لمدراء المدارس، على أن يتم إعلام المجمع التربوي بالمدارس التي سوف تعلق دوامها".
المدرس مصطفى رجب، من مدينة بنش، أوضح لـ"العربي الجديد"، أن السبب المباشر لهذا القرار هو القصف الروسي على بعض بلدات ومدن ريف إدلب، فضلا عن الانفلات الأمني في مدينة إدلب. ويأتي القرار حفاظاً على سلامة الطلاب وخوفاً من أي حوادث قد يتعرضون لها.
وأضاف "هنا في مدينة بنش تم تعليق الدوام في المدارس، اليوم، للدواعي ذاتها في باقي البلدات والمناطق، وفي أماكن أخرى أتيح لمدراء المدارس اتخاذ القرار كما جرت العادة على أساس اعتبارات سلامة الطلاب والكادر التدريسي".
من جهته، قال علي عثمان، وهو والد أحد الطلاب، لـ"العربي الجديد": "نخاف على أبنائنا أن يخرجوا ويقتلوا على طريق المدرسة، أو تقصف المدرسة وهم فيها، فهذا العمل ليس غريبا عن النظام أبدا. أمضينا ثماني سنوات نتعرض للقصف ونحتمي من الموت، وكل نزوح قمنا به كان لحماية أطفالنا".
وتابع: "ألمنا على أولادنا عندما يقتلون يكون كبيرا ومفجعا، والخوف الأكبر أن يتعرضوا لإصابة تمنعهم من السير أو فقدان أطرافهم وتكون تبعاتها كارثية علينا وعليهم".
الطفلة رشا الضاهر (10 أعوام)، تتساءل على الدوام عن سبب العطل المتكررة في البلدة التي تقطن فيها مع أهلها، وتقول لـ"العربي الجديد": "المدرسة تقول إني طالبة مجتهدة وأعطتني شهادة تفوّق في الفصل الدراسي الأول. أمّي وضعتها بغلاف كي أحافظ عليها، وأرسلت الصور وأنا أمسكها لجدي وجدتي (...) أريد الذهاب للمدرسة كل يوم كما تفعل ابنة خالي، ليس هناك قصف على مدرستها".
يذكر أنه قتل 10 أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وسقط 27 جريحا، بعد غارات للطيران الحربي، أمس الجمعة، على بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، اللتين تقطنهما عوائل نازحة من مناطق ريف حمص وحلب وحماة وإدلب.