جلسات الحوار الليبي في تونس: مؤشرات عن العودة إلى نقطة الصفر

وتمسكت لجنة الحوار عن مجلس النواب بتعليق الحوار إلى حين الحصول على صيغ مكتوبة. وبحسب مسؤول في البعثة الأممية، فإنّ رئيس البعثة غسان سلامة، عقد اجتماعات عاجلة مع أعضاء لجنتي الحوار عن مجلس النواب ومجلس الدولة، بهدف تخفيف الأزمة الطارئة وتجاوز العقبات الجديدة، ولكن رفض وفد مجلس النواب العودة إلى طاولة الحوار إلى حين تلقيه صياغة مكتوبة من وفد مجلس الدولة بشأن القضايا الخلافية التي تهم الاتفاق السياسي.


وقال رئيس المجلس الأعلى للمصالحة في ليبيا، محمد محمد الهوش، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ لجنة الحوار عن مجلس النواب انسحبت من اجتماعات، أمس الاثنين، نتيجة لعدم الاتفاق حول مجموعة من النقاط الخلافية. واتهمت المجلس الأعلى للدولة بالتدخل في الجهة التشريعية أي في اختصاصات مجلس النواب، معتبراً أنّ الحوار ومنذ تعليقه أمس لم يستأنف مجدداً.




وأوضح الهوش، أن الاتهامات أصبحت متبادلة بين الطرفين حيث يتهم المجلس الأعلى للدولة مجلس النواب بعرقلة جلسات الحوار، في حين يتهم مجلس النواب المجلس الأعلى أيضاً بتعطيل الحوار، مبيناً أنّه يستبعد أن يرضخ المجلس الأعلى للدولة ويقوم بصياغة نص كتابي.

وبيّن أنّه "لم يتم الاتفاق على أي شيء طالما لم يتم التوقيع على ذلك والمصادقة عليه من قبل الأمم المتحدة، وبالتالي فإن كل المسائل التي يدعي مجلس النواب أنها محسومة لم تكن رسمية".

" تمسكت لجنة الحوار عن مجلس النواب بتعليق الحوار إلى حين الحصول على صيغ مكتوبة "

واستبعد رئيس المجلس الأعلى للمصالحة في ليبيا أن يتم استئناف الحوار نظراً لصعوبة التوافق وتشتت الآراء، مشيراً إلى أنّ ما حصل يعتبر عودة إلى نقطة الصفر، مبيناً أنّ هناك تلويحاً بالاستقالة من قبل بعض النواب ومن ذلك استقالة النائب محمد الجديد من المجلس.

وبيّن المتحدث، أن هناك حالياً احتقاناً كبيراً في الشارع الليبي، وأن ما حصل لن يخدم الملف الليبي، مؤكداً أن المجلس الأعلى للمصالحة قد يذهب مباشرةً إلى عقد المؤتمر العام وإعداد ميثاق يجمع الليبيين لتجاوز الأزمة الحالية.

وأعلن رئيس لجنة الحوار عن مجلس النواب الليبي عبد السلام نصية، عن تعليق جلسات لجنة الصياغة المشتركة، والاجتماع بكامل وفد المجلس للتشاور. وقال نصية في تصريح صحافي، مساء أمس، إن وفد مجلس النواب قرر الانسحاب من الاجتماع وتعليق الحوار بسبب ما أسماه "إصرار وفد مجلس الدولة على عدم الحسم في القضايا الخلافية، والرجوع إلى نقاط سبق الاتفاق حولها في السابق".

وأضاف نصية أنه "بعد مناقشات دامت أياماً، لاحظ وفد مجلس النواب، إصرار لجنة الحوار بمجلس الدولة على عدم حسم القضايا الخلافية والرجوع إلى نقاط وتفاهمات حسمت في السابق".

وأكّد أنّ "تعليق جلسات لجنة الصياغة للتشاور مع أعضاء مجلس النواب، سيبقى إلى حين الحصول على صيغ مكتوبة من قبل وفد مجلس الدولة حول القضايا الخلافية المقدمة من قبل مجلس النواب حول الاتفاق السياسي".

ويشار إلى أن جلسات الحوار التي جمعت الوفدين الليبيين تعتبر الثانية بعد الجلسة الأولى التي عقدت في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، برعاية البعثة الأممية إلى ليبيا التي يرأسها المبعوث
الأممي غسان سلامة.