كشفت مصادر سياسية وأمنية عراقية لـ"العربي الجديد"، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي بدأ بحزمة تغييرات جديدة في المنظومة الأمنية والاستخبارية المسؤولة عن بغداد، عقب سلسلة الاعتداءات الإرهابية التي طاولتها، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات من العراقيين في غضون أسبوع واحد.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن التغييرات طاولت ضباط وزارة الداخلية وجهاز الاستخبارات وقيادة عمليات بغداد، وتفاوتت بين طرد ونقل وتجميد عن العمل وتعيين، مبينة أن الإجراءات المتخذة دخل بعضها حيز التنفيذ.
ولفت البيان إلى أن "العبادي شدد على ضرورة الابتعاد والترفع عن الخلافات السياسية بين الكتل والأحزاب في البلاد، لقطع الطريق على ما يترتب عليها من تأثيرات سلبية على الأمن".
تأتي هذه التغييرات، بعد يوم دام شهد تفجيرات انتحارية عدة في بغداد، راح ضحيتها نحو 200 مدني بين قتيل وجريح، فيما اعتبر مراقبون أن التغييرات جاءت متأخرة كثيراً بعد سنوات طويلة من التفجيرات وأعمال العنف التي تعصف بالمواطنين العراقيين، لكنها لن تساهم كثيراً في رفع المستوى الأمني بسبب نظام المحاصصة الطائفية.
من جهته، يرى المحلل السياسي أمجد البياتي، أن "محاولات العبادي لا تعدو كونها استرضاء للشارع العراقي الغاضب، خشية تكرار اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة في وقت بدأ فيه أهالي المناطق المنكوبة في بغداد بالتهديد علناً باقتحامها مجدداً".
وتابع البياتي أن "ما يقوم به العبادي لا يصل حتى إلى أنصاف الحلول، في وقت تعصف فيه السيارات المفخخة بالعاصمة وتسيل دماء المواطنين دون ذنب، بسبب خلافات سياسية بين كتل وأحزاب حاكمة تترجم تهديداتها بتفجيرات تضرب المدنيين الأبرياء".