عكّرت الإجراءات الأمنية لقوات الجيش والشرطة المصريين حالياً في سيناء، استعداداً لافتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس، الخميس المقبل، حياة الأهالي، بسبب كثرة المرور على منازلهم على مدار اليوم، خصوصاً خلال الساعات الأخيرة من الليل وقبيل الفجر، مما دفع العديد منهم إلى الهروب لخارج المحافظة لدى أقاربهم أو المكوث في أماكن مؤقتة ريثما تنتهي احتفالات الافتتاح.
اقرأ أيضاً: محسوبون على النظام المصري ينتقدون قناة السويس الجديدة
وحّذر خبراء أمنيون، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، من أنّ موجات النزوح الجماعي الاضطراري لأهالي سيناء، ستشكل عاملاً إضافياً لمزيد من النقمة على السلطات، بما يساعد على توسيع قاعدة الحاضنة الشعبية، للجماعات الإرهابية".
لكن نازحين من سيناء رأوا لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش المصري، وقوات الأمن، يستغلون الوضع الحالي لتنفيذ خطة التهجير، بصورة سريعة، وهم يسعون إلى تحويل هذا النزوح، الذي يدعون أنه مؤقت، إلى تهجير دائم، ويحتجون بأن الإجراءات الأمنية الحالية، يتطلبها الوضع السياسي والأمني".
وقال ناشط سيناوي، رافضاً نشر اسمه، إن "خطة التهجير، تضاعف من الشكوك، حول الهدف من حفر التفريعة الجديدة، وبصورة عملية، فإن هذه التفريعة صنعت حاجزاً مائياً جديداً، يعزل شبه جزيرة سيناء، عن مدن القناة".
وحزم الكثير من المواطنين أمتعتهم وأثاث منازلهم على سيارات بحثاً عن مناطق آمنة، واتجهوا لعدد من المحافظات مثل الإسماعيلية والسويس، فيما فضّل البعض الابتعاد عن محافظات مدن القناة "الإسماعيلية – بورسعيد – السويس" بسبب الإجراءات الأمنية نفسها، واضطر بعضهم للنزوح إلى محافظات الشرقية والدقهلية والإسكندرية ومرسى مطروح.
كما شهدت مدن العريش ورفح والشيخ زويد والمساعيد وبئر العبد وعدد من القرى نزوحاً جماعياً للمواطنين خوفاً من اعتقالهم أو مقتلهم. وكانت رحلة البحث عن مسكن بديل مأساة كل مواطن في ظل مغالاة البعض في أسعار إيجارات الشقق المفروشة التي تتراوح ما بين 1000 و2500 جنيه بحسب موقع العقار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النقل. ولم تقتصر معاناة الأسر النازحة على العثور على سكن ملائم فقط، بل شملت شعورهم بالعزلة في المجتمع الجديد الذي يختلف بطابعه الحضري عن عاداتهم وتقاليدهم.
وبدا التذّمر واضحاً عند أهالي سيناء، من الإجراءات الأمنية المشددة، التي أدّت إلى سخط المواطنين على الحكومة وقوات الجيش والشرطة، التي لم تراع حرمة منازلهم في طريقة التفتيش، على حدّ تعبير العديد منهم.
وقال أحد السكان النازحين ويدعى محمد أبو سلامة من منطقة بئر العبد، إن "الحياة تحولت إلى جحيم بسبب إجراءات عمليات التفتيش التي قامت بها القوات خلال الأيام الماضية"، مشيراً إلى أن معظم الأهالي من الفقراء وأن "طريقة التفتيش غير آدمية للبحث عن مجرمين".
وذكر عايد زيدان من العريش، أن عدداً كبيراً من الأهالي ذهب إلى الإسكندرية ومرسى مطروح، فيما رفض بعضهم الذهاب إلى مدن القناة نتيجة الإجراءات الأمنية نفسها الموجودة هناك، وقال "نحن مع المشروعات القومية ولكن ضد ما تقوم به القوات من عمليات غير إنسانية"، مشيراً إلى صعوبات الانتقال لأماكن أخرى بالنسبة للسيناوي، الذي لديه عادات وتقاليد تختلف عن تقاليد المحافظات الأخرى، ناهيك عن المشاكل المادية من نقل الأمتعة وغلاء أسعار الشقق.
وأشار عابد محمد إلى أن هناك أكثر من 800 أسرة تركوا منازلهم في العريش ورفح والشيخ زويد بسبب كثرة التفتيش لمنازلهم خلال الأيام الماضية، رغم أن تلك الأسر بعيدة عن مناطق الإرهاب.
اقرأ أيضاً: مليارات قناة السويس الوهمية