أعربت أوساط إسرائيلية مختلفة عن قناعتها بأن إيران سترد، وإن بشكل محدود، على الضربة الإسرائيلية لمطار التيفور الأسبوع الماضي، مع الجزم بأن هذه الضربة باتت في الطريق، وأن هناك قراراً إيرانياً بالرد، خاصة بعد أن اعترفت إيران بمقتل عسكريين إيرانيين جراء استهداف المطار.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في هذا السياق، أن إسرائيل حاولت نقل رسائل إلى إيران عبر روسيا وأطراف أخرى، للتحذير من مغبة رد من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد غير متوقع ونتائج غير معروفة.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن إعلان إسرائيل، في الأيام الأخيرة، أن الطائرة الإيرانية المسيرة التي تم إسقاطها في السادس من فبراير/شباط الماضي بعد اجتياز حدود الأراضي المحتلة، واختراق المجال الجوي، كانت أرسلت لتنفيذ عملية داخل الأراضي الإسرائيلية، كدليل على تصعيد إيراني لا سابق له في خوض مواجهة مباشرة مع تل أبيب.
وسعت إسرائيل، من خلال رسائل وجهتها لروسيا ولاعبين آخرين إقليمياً ودولياً، إلى التدليل على أن إيران تنشط بشكل مباشر ضد إسرائيل بهجمات عنيفة، ولذلك يحق لجيش الاحتلال "منع تكريس الوجود الإيراني في سورية".
وبحسب تقرير موسع في "يديعوت أحرونوت"، فإن "إسرائيل وضعت تصورات لسيناريوهات الضربة الإيرانية القادمة، والتي قد تأتي من الأرض، أو الجو، وبشكل مباشر، أو عبر وكلاء إيران في المنطقة".
الخيار الأول الذي يورده تقرير الصحيفة للرد الإيراني، هو من خلال "خلايا شيعية" في سورية، أو تلك المدعومة من نظام الأسد، والتي يمكن لها أن تنفذ عملية تستهدف موقعاً إسرائيلياً في شمالي إسرائيل.
ومع ذلك، يشكك التقرير أن يكون "حزب الله" الطرف الذي قد ينفذ مثل هذه العملية، لكن الخيار يبقى قائماً، لكن "مثل هذه العملية إذا قام بها حزب الله فقد تنطلق من الأرض السورية لإبعاد لبنان عن دائرة الرد الإسرائيلي"، مضيفاً أنه "يبدو أنه سيكون مريحاً لإيران أن يقوم بتنفيذ الرد عنصر أو جسم موال لها موجود على الأرض السورية، من خلال "وكيل محلي" كما حدث في صيف 2015".
الخيار الثاني هو أن تقوم إيران نفسها بإطلاق صواريخ من الأراضي السورية باتجاه البلدات الحدودية، وربما أيضاً استهداف إحدى المدن الكبرى، كحيفا أو تل أبيب.
وتضيف الصحيفة أنه "في مثل هذه الحالة، حتى لو لم تمس الصواريخ بالمدنيين، أو تم اعتراضها، فإن مجرد حالة الهلع التي ستسببها في أوساط الجمهور، وانطلاق صفارات الإنذار، من شأنها أن تكون كافية بفعل أثرها في الوعي الإسرائيلي".
ويرى التقرير أن هذا الاحتمال هو "الأكثر حظاً، لأن باقي الخيارات تحتاج إلى تحضيرات واستعدادات، بينما يشكل هجوم صارخي خياراً سهلاً لتوفر السلاح في سورية، ولعدم الحاجة إلى استعدادات كبيرة مسبقا تستغرق وقتا وجهدا طويلين".
الخيار الثالث هو أن "تحاول إيران مجدداً شن هجوم بواسطة طائرة مسيرة، على الرغم من قصف القاعدة الإيرانية في سورية التي انطلقت منها الطائرة المسيرة في السادس من فبراير/ شباط".
وتذكر "يديعوت أحرونوت" أنه في مثل هذه الحالة "تكون الرسالة الإيرانية مضاعفة: انتقام من إسرائيل عبر تعزيز الردع الإيراني وتحديد خط أحمر من طرف إيران، هذه المرة بشأن ثمن وعواقب ضرب مواقعها في سورية، والتأكيد على أن إيران تملك طائرات مسيرة أخرى يمكن إطلاقها".
وهناك خيار رابع هو "تنفيذ عملية من قلب الجولان، بالرغم من أن الادعاءات الإسرائيلية بأن إيران على الحدود ليست صحيحة"، كما يقول تقرير "يديعوت أحرونوت"، واصفاً هذه الادعاءات بأنها "مبالغ فيها هدفت إلى التهويل، علما بأن هناك مستشارين إيرانيين في الجولان لقوات الأسد، لكن أساس الوجود الإيراني هو في العمق السوري، فيما لا يزال الثوار يسيطرون على غالبية الحزام المحاذي للشطر المحتل من هضبة الجولان".
من هنا يقول التقرير إن "خيار تنفيذ عملية برية من الجولان يمكن لها أن تتم من المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، مثل القنيطرة الجديدة شمالي الهضبة. وفي حال خرج هذا الاحتمال إلى حيز التنفيذ، فسوف يتم عبر مليشيا محلية مساندة للنظام توجهها قوات الحرس الثوري الإيراني". وقد تكون هذه العملية إطلاق صواريخ أو قذائف باتجاه مواقع لجيش الاحتلال وقواته.
وهناك خيار خامس يدخل ضمن ما يسمى بـ"الحرب الناعمة"، أي حرب السايبر، لكن ضربتها ستكون ملموسة في إسرائيل نفسها، وهي من خلال عملية قرصنة وهجوم سايبر مباشر من إيران، أو عبر أحد وكلائها، على أهداف داخل إسرائيل، قد يستهدف منظومات الجيش، أو ربما منظومات مدنية، ويكون لإحداث ضرر مباشر على المدنيين والتشويش على حياتهم، ولو لعدة ساعات.
إلى ذلك، يستعرض التقرير احتمالات أخرى، مثل شن هجوم يستهدف أهدافاً إسرائيلية خارج إسرائيل في أوروبا أو أي بقعة أخرى في العالم، أو تستهدف سياحاً إسرائيليين، كما حدث سابقاً في بلغاريا والهند وتايلاند وقبرص.