لا تملّ بعض وسائل الإعلام من استهداف قطر، ونشر ادعاءات كاذبة حولها، في تضليل يهدف إلى النيل من الدولة التي لم يكسرها الحصار البري والجوي والبحري المفروض عليها من قبل دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ ثلاث سنوات. وفي معرض ذلك، نشرت قناة "فوكس نيوز" الأميركية اليمينية المحافظة تقريراً زعم "دعم قطر حزب الله بالأموال والأسلحة"، كتبه كاتبان؛ أحدهما بينجامين وينثال الذي يعمل مع مؤسسة تعمل بتوجيهات الإمارات لتشويه سمعة قطر.
وردّت سفارة قطر في واشنطن على المزاعم، نافيةً إياها، ومشيرةً إلى المغالطات والتناقضات في "مقال الرأي"، ومعتبرةً أنّ "الوقت قد حان لتجاهل المنظمات المنحازة ذات المصالح الشخصية الضيقة التي تعمل على تشويه السمعة عبر نشر معلومات مضللة وأكاذيب"، وداعية كذلك شبكة "فوكس نيوز" إلى "عدم إعطاء منصة" لهؤلاء.
لكنّ "مسبار" للتحقق من الأخبار والحقائق وتصويبها، راجع التقرير، ليفنّد المغالطات وجوانب التضليل، مشيراً أولاً إلى اعتماد "فوكس نيوز" على مصدر مجهول، وإخفائها جميع الوثائق والمستندات المذكورة، وعدم نشر ما يُثبت الادعاءات.
واستعان التقرير بالعديد من الأشخاص، جميعهم ضمن أجندة واحدة، وبينهم وينثال، وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي جوليت التي تكتب في صحف عربية بالإنكليزية.
وعمل التقرير على جمع ولصق معلومات من سياقات مختلفة وأزمنة متباعدة، ليحاول أن يدعم فكرته، إلا أن أغلب المعلومات المذكورة في التقرير تعتبر خارج سياقها وزمانها أيضاً. وكان بينها التحريض ضد الدكتور عزمي بشارة، اعتماداً على رواية إسرائيلية نفاها المفكر العربي سابقاً. بالإضافة إلى ادعاءات حول دعم جمعيات قطرية حزب الله وحماس واقتطاع تصريحات، كتصريح لوزير التطوير الألماني، والذي اعتذرت عنه الحكومة الألمانية سابقاً.
وقد عمدت وسائل إعلام دول الحصار، وتحديداً "العربية" و"سكاي نيوز عربية"، إلى الترويج للتقرير على أساس أنّه "حقيقة مطلقة"، وهو ما دأبت عليه منذ سنوات الحصار. وجاء ذلك بالتنسيق مع الذباب الإلكتروني الذي روّج لوسم "#قطر_تمول_حزب_الله".
وأشار "مسبار" إلى أنّ مقياس تفاعل الحسابات الوهمية مع الوسم أظهر أن العديد من الحسابات التي شاركت في الوسم هي إما وهمية وإما تميل إلى الوهمية، وهي مشاركات كانت عبر إعادة تغريد من حسابات سعودية كبيرة.