وبحسب تقرير أعده مراسله العسكري أمير بوحبوط، أشار موقع "وللا" إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عكفت منذ اندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006 على استثمار جهود وإمكانيات كبيرة في محاولتها التعرف على مكان تواجد نصر الله، مشيراً إلى أن التحرك الإسرائيلي يعتمد على توظيف التجسس الإلكتروني والمصادر البشرية في مسعى للوصول إلى حزام الحماية الرئيس الذي يؤمن زعيم التنظيم اللبناني.
ونظراً لأن التقرير يشير بشكل خاص إلى الدور الذي تلعبه الوحدات الاستخبارية التابعة للجيش فإن هذا يعني أن الوحدات التي تلعب دورا رئيسيا في محاولة التعرف على مكان نصر الله هي: "وحدة العملاء والأسرى" المعروفة بـ"وحدة 504"، المسؤولة عن تجنيد المصادر البشرية، و"وحدة التجسس الإلكتروني" المعروفة بـ"الوحدة 8200"، وكلاهما تتبع شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وذلك بالتعاون مع جهاز "الموساد".
وأعاد التقرير للأذهان حقيقة أن وزير الأمن الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية عمير بيرتس طلب من قادة الجيش الحصول على الملف الاستخباري المتعلق بحسن نصر الله، مشيراً إلى أن الوزير فوجئ عندما تبين أنه لا يوجد ملف استخباري مترابط يمكن أن يقود إلى مكان تواجد نصر الله.
وحسب بوحبوط، فقط طلب بيرتس على الفور تشكيل هيئة تنسيق خاصة تضم ممثلين عن جميع الأجهزة الاستخبارية بهدف التعاون من أجل تحديد مكان تواجد أمين عام "حزب الله"، مشيراً إلى أن التعاون شمل كلاً من: "أمان" و"الموساد" وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك".
ولفت التقرير إلى أن بيريتس طالب الطاقم بأن يوجد طريقة تسمح "بوصول صواريخ سلاح الجو إلى نصر الله وبقية قادة حزب الله"، مبيناً أنّ "الطائرات الحربية الإسرائيلية عمدت خلال حرب 2006 إلى إسقاط قذائف ضخمة قادرة على اختراق التحصينات الإسمنتية على مناطق متفرقة من الضاحية الغربية كان يعتقد أن نصر الله كان يتواجد فيها، لكن هذه الغارات لم تسفر إلا عن إحداث دمار كبير".
وكشف التقرير النقاب أيضاً عن أنه تم تشكيل "لواء" استخباري خاص داخل "أمان" بهدف العمل طيلة أيام السنة بهدف الحصول على المعلومات التي يمكن أن تقود إلى نصر الله وقادة تنظيمه، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي حرص على شراء قنابل ذات قدرة على اختراق تحصينات مكونة من طبقات عدّة من الباطون أسفل الأرض.
ولفت إلى أن اقتناء هذه القنابل جاء بهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة في عمق الأرض إلى جانب الوصول إلى نصر الله وتصفيته.
وشدّد التقرير العبري على أن إسرائيل تدرك الضرر الناجم عن الرسائل التي يوصلها نصر الله بشكل مباشر للجمهور الإسرائيلي، مُذكراً أن رئيس هيئة أركان الجيش جادي إيزنكوت أعلن العام الماضي أن نصر الله هدف مشروع للتصفية.
ونقل التقرير عن جنرال إسرائيلي تقديره بأن النجاح في تصفية نصر الله سيفضي إلى حسم المواجهة ضد "حزب الله".
وحسب التقرير، فإن الجهود الاستخباري الإسرائيلي ينصب على محاولة معرفة المكان الذي يتواجد فيه "نصر الله" في الأوضاع الطبيعية، والأماكن التي يختفي داخلها في أوضاع الطوارئ، إلى جانب تحديد هوية الأشخاص الأكثر قرباً منه، وأولئك الذين يمكن أن يستعين بهم من أجل تأمين انسحابه من مناطق الخطر.
في المقابل، شكك بوحبوط في واقعية رهان إسرائيل على أن تصفية "نصر الله" يمكن أن تفضي إلى حسم المواجهة مع "حزب الله"، مشيراً إلى أن إسرائيل عندما قامت عام 1992 بتصفية عباس موسوي، سلف نصر الله لم تكن تعلم أنها على موعد مع قائد كريزماتي مثل نصر الله.
وفي السياق أشار التقرير إلى أن قادة الجيش الإسرائيلي أطلعوا بيريتس أثناء حرب لبنان الثانية على مخطط "وزن محدد"، والذي هدف إلى تدمير الترسانة الصاروخية لـ"حزب الله"، والتي تم إخفاؤها في منازل مواطنين "شيعة" في جنوب لبنان، بهدف حرمان الحزب من القدرة على إطلاق صواريخ على العمق المدني الإسرائيلي.
وحسب التقرير فقد أقر بيرتس تنفيذ المخطط على الرغم من أنه كان من المعروف سلفاً أنه سيسفر عن سقوط عدد كبير من المدنيين، مشيراً إلى أنه تم شن عمليات قصف لمدة 34 دقيقة على مناطق كان يعتقد أنها تحوي الصواريخ.