تقرير يحذر عباس من "فخ المصالحة المصرية": تحضير لدحلان

12 مارس 2018
ضغوط على عباس لإجباره على استكمال المصالحة(عباس مومني/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر قيادية في حركة "فتح" فحوى تقرير أعدّه رئيس جهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، وقام برفعه للرئيس محمود عباس، بشأن المصالحة الوطنية مع حركة "حماس" ومستقبل الأوضاع في قطاع غزة، في ضوء التحركات التي تقوم بها مصر والتي كان آخرها زيارة وفد أمني من جهاز المخابرات العامة إلى القطاع، التقى عدداً من وزراء حكومة الوفاق، من بينهم وزير الثقافة إيهاب بسيسو، بالإضافة إلى قيادات حركتي "حماس" و"الجهاد".

وأوضحت المصادر أن التقرير الذي أعدّه فرج، حذر الرئيس الفلسطيني من استكمال المصالحة التي تتم بوساطة مصرية، واصفاً إياها بـ"فخ يُنصب لأبو مازن"، على حد تعبير المصادر. وأشارت إلى أن تحركات الوفد الأمني المصري في غزة، بقيادة مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات اللواء سامح نبيل، والعميد عبد الهادي فرج، أثارت شكوكاً عديدة لدى قيادة "فتح" في الضفة. ولفتت إلى أن كافة التحركات التي تتم من الطرف المصري هدفها في النهاية تهيئة الأرض لصالح القيادي المفصول عن "فتح" محمد دحلان، المدعوم من المعسكر المصري-الإماراتي، وأن هناك ضغوطاً على عباس لإجباره على استكمال المصالحة، وفي حال امتناعه سيتم إبرازه من خلال الآلة الإعلامية المصرية وكذلك الوسائل التي يدعمها دحلان، كمعرقل للوحدة الداخلية ولجهود رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.


واستطردت المصادر: "هم (الجانب المصري) يضعون أبو مازن بين مطرقة القبول بمصالحة تنتهي بكمين دحلان، وسندان تشويهه في حال رفض القبول بالمصالحة والتحركات المصرية التي يقودها دحلان". وأشارت المصادر إلى أن عباس بدأ يتفلّت من الدور المصري، نحو تعاون أكبر مع ما سمته بالشريك التركي، بعدما تأكد أن النظام المصري بات غير راغب تماماً في وجوده.

وغادر الوفد الأمني المصري قطاع غزة في السادس من مارس/آذار الحالي، عبر معبر بيت حانون (إيريز)، بعد لقاءات عقدها مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وزعيم الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، إضافة إلى قيادة حركة "الجهاد الإسلامي" في القطاع. وكان جهاز المخابرات العامة المصري الذي يترأسه في الوقت الراهن اللواء عباس كامل، مدير مكتب رئيس الجمهورية، استقبل وفداً كبيراً من حركة "حماس" برئاسة هنية في القاهرة على مدار ثلاثة أسابيع الشهر الماضي، وتخلل زيارة الوفد إلى القاهرة لقاء مع ما يسمى بـ"التيار الإصلاحي" لحركة فتح الذي يتزعمه دحلان، وجرى اللقاء في مقر إقامة وفد "حماس" بتنسيق مصري.

يذكر أن مصادر دبلوماسية مصرية كانت قد كشفت لـ"العربي الجديد" أخيراً عن ضغوط سعودية يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، تُمارَس على عباس للقبول بالصيغة الأميركية الإسرائيلية لتسوية القضية الفلسطينية، والتي تقضي بقيام دولة فلسطينية مقطعة الأوصال، وبحدود تدريجية.