يعجز المزارع العراقي برهان هاشم عن مواجهة الخنازير البرية الَتي انتشرت بشكل لافت في قرى محافظة ديالى، بعد أن تسببت في إتلاف شبكة الري والمزروعات في بستانه، وقام أحدها بمهاجمته وإصابته بجروح.
وقال هاشم لـ"العربي الجديد"، إن "أعداد الخنازير زادت بشكل ملحوظ، وبدأت تتقدم نحو أطراف المدينة، ومع حلول المساء تبدأ الخروج من جحورها والسير على شكل قطعان. لم تكن سابقا تظهر للعيان إلا نادرا. قبل مدة، قام أحد الخنازير بمهاجمتي، ونعيش حاليا مخاوف على أطفالنا وعوائلنا".
وأضاف أن "اصطياد الخنازير ليس أمرا يسيرا، فالحيوان يصل وزنه إلى 300 كلغم، ويحتاج إلَى صيادٍ ماهر حتى لا يتعرض للخطر في حال قام الخنزير بمهاجمته، ولابد من حملة حكومية لمكافحة انتشارها في القرى والبساتين القريبة من نهر ديالى".
ويعزو مختصون في مديرية البيطرة بمحافظة ديالى، تكاثر الخنازير إلى جملة عوامل أبرزها أن مناطق كثيرة من العراق هجرها أهلها ما أتاح بيئة مناسبة لتكاثر الحيوانات البرية، ومن بينها الخنازير، كما أن استهلاكها محليا انتهى تقريبا بعد هجرة كثير من العراقيين الذين كانوا يقبلون على تناول لحومها، عدا عن تضييق قوات الأمن على هواة صيدها.
وأوضح الطبيب البيطري علي التيمي أن تكاثر الخنازير في ديالى سبب مشاكل كثيرة. "العام الجاري سجل وفاة مدنيين وجرح آخرين بفعل هجمات الخنازير، فضلا عن الخسائر المادية، وننصح الصيادين دائما بأن إطلاق النار عليه وإصابته لا تعني موته، بل يجب التأكد من ذلك قبل الاقتراب منه لشدة خطورة الحيوان المصاب على البشر".
وقال الصياد غزوان الزهيري إن "جهود مكافحة الخنازير فردية، والحكومة ليس لها علاقة بالأمر رغم خطورة الحيوان على أرزاق المزارعين وعلى حياتهم، وليس هناك دعم للصيادين من قبل أي جهة، وانتشار الخنازير في الآونة الأخيرة في ديالى سببه ارتفاع درجات الحرارة، لذا نجده بكثرة قرب مجاري الأنهار وحوض نهر ديالى، وقرى شروين وهويدر، وناحيتي أبي صيدا بهرز وفي بعض بساتين بلدة المقدادية، وغيرها".
وأكد الزهيري لـ"العربي الجديد"، تراجع الطلب على لحوم الخنازير، على عكس ما كان عليه الأمر في أوقات سابقة، إذ لم تعد مطاردتها من أجل لحومها شائعة، فكثرت أعدادها. "أنثى الخنزير تلد من 8 إلى 12 خنزيرا، ويمكن أن تلد مرتين في العام".
وعن طرق الصيد، أوضح الصياد العراقي أن هناك نوعا مدربا من الكلاب يقوم بتتبع الخنزير، وعند اكتشاف مكانه تقوم الكلاب بمحاصرته، فيأتي الصياد ويقتله، وكثيرا ما يقوم الخنزير بمهاجمة الصياد، وأفضل وقت للصيد هو فصل الشتاء عندما تمتلئ أوكار الخنازير بالماء، مثلما حصل عند ارتفاع منسوب نهر ديالى في الشهور الماضية، إذ خرجت من أوكارها للاحتماء بالحشائش المرتفعة.