تكهنات زيارة الملك السعودي المتوقعة لواشنطن

31 اغسطس 2015
اللقاء إنْ حصل سيكون الثاني (شول لوب/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن البيت الأبيض قبل أيام عن  زيارة للملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، إلى الولايات المتحدة الأميركية، وحُدد الرابع من سبتمبر/ أيلول موعداً لها، قبل أن تعود الصحف الأميركية لتشير إلى تأجيل الإعلان عن الزيارة، خشية أن تُلغى كما ألغيت سابقتها في منتصف مايو/ أيار الماضي، والتي قررت في كامب ديفيد إثر دعوة من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لقادة دول الخليج العربي في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران.


اقرأ أيضاً: كارتر: العاهل السعودي سيزور واشنطن في الخريف

وإذا تمت الزيارة في موعدها، ستكون الأولى للملك السعودي إلى الولايات المتحدة بعد تولّيه سدّة الحكم، وسيكون اللقاء الثاني بين الملك السعودي والرئيس الأميركي، بعد زيارة الأخير إلى الرياض، في يناير/ كانون الثاني الماضي، لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبد الله.

وكان لافتاً أن الصحف السعودية لم تقم بتغطية الزيارة بشكل موسّع حتى الآن، وكل التسريبات حيالها كانت من الجانب الأميركي.

 وجاء الإعلان عن الزيارة الموعودة بعد جولات دبلوماسية نشطة قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، شملت بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا، وغيرها من الدول، لتكشف تلك الزيارات عن القضايا الدولية الرئيسية التي تضعها المملكة على رأس أولوياتها في الوقت الحالي، والتي من المتوقع نقاشها في القمة السعودية الأميركية.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير السعودي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، كان الحديث عن إيران والتزامها بالاتفاق النووي ووقف تدخلاتها في دول الجوار، على قائمة القضايا التي تحدث عنها الوزير السعودي، بالإضافة إلى الحرب على جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) الانقلابية في اليمن، ومستقبل سورية "بدون رئيس النظام بشار الأسد".

وحرص الوزير السعودي على تأكيد مسألة "سورية بدون الأسد" في كل زياراته الخارجية السابقة تقريباً؛ إذ أشار الجبير، بعد مباحثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إلى ثبات الموقف السعودي تجاه القضية السورية، تحت لافتة "لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية".

وناقش الجبير تلك القضايا قبل أيام مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تمهيداً لزيارة العاهل السعودي، بحيث كانت قضايا: الاتفاق الإيراني النووي، وعدوانية إيران في المنطقة، والحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإقصاء الأسد ضمن حل عسكري أو سياسي، وإعادة الاستقرار إلى اليمن، أبرز ما ناقشه الجانبان.

وفي حين غاب إعلان الزيارة عن الصحافة السعودية، كان هناك مقال يتيم للكاتب السعودي، فهد الدغيثر، حمل عنوان: "الملك سلمان في واشنطن"، أشار فيه إلى أن "أهمية الزيارة أيضاً في توقيتها، إذ إنها ستأتي قبيل بدء الكونغرس الأميركي مناقشة الاتفاق الغربي مع إيران". ورأى الدغيثر أن موقف السعودية حيال الاتفاق النووي واضح وبسيط، فهي "تؤيد الاتفاق، لكنها تشكك في امتثال إيران للشروط التي قبلت بها".

وذكر الدغيثر أن هناك عدة ملفات ساخنة على الطاولة السعودية الأميركية، تتضمن: "الوضع في سورية ما بعد الأسد، والحرب في اليمن"، بالإضافة إلى وضع "داعش" في مصر وليبيا والعراق وسورية من جهة، والعلاقات الخليجية الأميركية من جهة أخرى، خصوصاً في ظل الاتفاق النووي الإيراني.

في المقابل، تناولت الصحافة الأميركية زيارة العاهل السعودي بكثير من التحليل والتكهنات. ونقلت مجلة "فورين بوليسي" عن مصادر في السفارة السعودية في واشنطن قولها إن "الزيارة تستغرق ثلاثة أيام، دون أي تفاصيل أخرى حول جدول أعمالها". 

ورأت المجلة أن الزيارة تأتي في "توقيت استراتيجي" مع اقتراب نقاش الكونغرس الأميركي للاتفاق النووي مع إيران. وكتب ديفيد فرانسيس بأن غياب الملك السعودي عن حضور قمة كامب ديفيد الخليجية في مايو/ أيار الماضي وضع "علامة على عدم الرضا تجاه الاتفاق النووي مع إيران".

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، قد أشار، الخميس، إلى أن الزيارة تتناول "خطوات مواجهة زعزعة إيران للاستقرار في المنطقة"، بالإضافة إلى مباحثات "تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً التعاون الأمني وجهود مكافحة الإرهاب".

واعتبرت "فورين بوليسي" أن الزيارة تأتي أيضاً لبحث حل سياسي "للحرب الأهلية في سورية، المستمرة منذ أربعة أعوام". فيما أشارت مصادر المجلة السعودية إلى أن الوفد المرافق للملك سلمان في زيارته إلى الولايات المتحدة، سيتكوّن من وزراء الخارجية والمالية والتجارة والصناعة والصحة، بالإضافة إلى محافظ الهيئة العامة للاستثمار.