تلاشي آمال الحوار بين أوبك ومنافسيها

رجّح مندوبون في أوبك أن تناقش المنظمة زيادة فنية لسقف إنتاجها في وقت لاحق من هذا الأسبوع لاستيعاب عودة إندونيسيا إلى عضويتها، بينما تضاءلت الآمال في حوار بنّاء مع المنتجين المنافسين من خارج المنظمة، خاصة روسيا.

وطلبت إندونيسيا هذا العام استعادة عضويتها في أوبك حيث تهدف إلى الاستفادة من توطيد العلاقات مع منتجي النفط. ويقول البعض في المنظمة إن إندونيسيا يمكنها أن تسلط الضوء على وجهة نظر مستهلكي النفط بعد أن أصبحت مستوردا صافيا للخام.

وتنتج إندونيسيا نحو 900 ألف برميل يوميا من النفط الخام ينبغي ضمها إلى سقف إنتاج أوبك، الذي لم يتغير من 30 مليون برميل يوميا على مدى الأعوام القليلة الماضية.

وسيتعين على أوبك عرض هذا الموضوع بحرص شديد على الأسواق حتى ينظر إليه كاستيعاب فني، وليس كزيادة في الإنتاج، في الوقت الذي يجري فيه تداول النفط بالفعل بأسعار تقل كثيرا عن توقعات المنظمة نظرا لتخمة المعروض في السوق العالمية.

وهبطت أسعار النفط أكثر من النصف في الثمانية عشر شهرا الأخيرة إلى نحو 45 دولارا للبرميل بعدما قررت أوبك أن تزاحم المنتجين المنافسين على حصة السوق من خلال زيادة إنتاجها بدلا من خفضه لدعم الأسعار.

وقال مندوب لدى أوبك، طلب عدم الكشف عن هويته، إن رفع سقف إنتاج المنظمة إلى 31 مليون برميل يوميا سيناقش في اجتماع الجمعة المقبل، مضيفا أنه لا يعتقد أن ذلك سيؤثر على الأسعار.

وقال مندوب ثان: "ستستعيد إندونيسيا عضويتها، فكيف تترك سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا؟ إنه أمر منطقي".

وتوقع مندوب ثالث أن يناقش الموضوع هذا الأسبوع، لكنه أضاف أن القرار الرسمي ربما يتخذ في وقت لاحق.

غياب روسيا

تقول أوبك، منذ فترة، إنها لن تخفض الإنتاج بمفردها، بل بتعاون جميع المنتجين من خارجها إذا أرادوا دعم الأسعار من خلال خفض الإنتاج.

وبدأ إنتاج الولايات المتحدة ينخفض مع تراجع طفرة النفط الصخري تحت ضغط هبوط أسعار الخام.

لكن روسيا، أكبر بلد منتج للنفط في العالم، فاجأت أوبك بزيادة إنتاجها، حيث تستفيد صناعتها من الهبوط الحاد في قيمة الروبل، الذي استخدمه الكرملين في مواجهة تأثير تراجع أسعار الخام.

وأظهرت أحدث البيانات أن شركات النفط الروسية تقوم بحفر مزيد من الآبار النفطية، وهو ما يشير إلى أن روسيا مستعدة لخوض حرب طويلة الأجل مع أوبك على الحصة السوقية، حيث تستطيع صناعتها المضي قدما حتى إذا وصلت الأسعار إلى 35 دولارا للبرميل.

وفي الأسبوع الماضي، قالت مصادر في قطاع الطاقة الروسي إن روسيا لا تخطط لإرسال مسؤولين على مستوى عال للتشاور مع أوبك نظرا لعدم التوافق على خفض الإنتاج.

وقالت وزارة الطاقة الروسية، أمس، إنها قررت عدم إرسال مراقبين إلى اجتماع أوبك. وبدلا من ذلك، تتوقع الوزارة عقد اجتماع على مستوى الخبراء مع أوبك في منتصف الشهر الجاري.

وقبل عام، شارك وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، ورئيس روسنفت إيغور سيتشين، في مشاورات عقدت قبيل اجتماع مماثل لأوبك.

اقرأ أيضا: خطط الطاقة النظيفة تزيد قلق منتجي النفط